تجليات الصرخة
إب نيوز ٥ يونيو
بتول الوزير
تسعى أمريكا ومنذ الوهلة الأولى لمخطط تدميري شامل للمنطقة العربية بأكملها وقد شمل كثيراً من البلدان ولكن بالنسبة لليمن فالحقد عليها من عدةِ جوانب منها:جغرافياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً ،وهي معروفة قديماً وحديثاً بأنها محطّ أطماع القوى الإستعمارية نظراً لما تتمتع به من موقع جغرافي مهم، وثروات حيوية، وبالتالي سعى الأمريكان إلى إنشاء حكومات شكلية فاسدة وعميلة للخارج، ففي ظل النظام السابق كانت سياسة التهميش والفساد وغيره،
والشُغل الأمريكي التكفيري حَرص على تمزيق النسيج الإجتماعي ونشر المناطقية وتوسيع نطاق تصفية الحسابات بين القوى السياسية والقبلية؛ لتفتيت اليمن وتدميرها من الداخل.
وأيضاً سلكت القوى الخارجية عبر الرُؤساء سياسة الإفقار والتجويع وتحويل اليمن إلى سوقٍ استهلاكية غير منتجة، وتدمير كل الجوانب الخدمية، وإشغال اليمن عن النمو والتطور والتقدم، فعاشت اليمن طوال المراحل الماضية في حالةٍ مأساوية وتدميرية للغاية، واستحوذ الأمريكي على كل شيء ،وتحكم في رسم سياسة اليمن ليضمن لها السقوط مع الزمن عسكرياً.
عندما أتت قيادة صادقة ، ومنهجٌ أخرج اليمن والأمة من إطار المذاهب والطوائف إلى العالمية والمشروع العام(المشروع القرآني) بقيادة الشهيد القائد\السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، وبإطلاقهِ شعار (الله أكبر _الموت لأمريكا _الموت لإسرائيل _اللعنة على اليهود _النصر للإسلام) كموقف قوي في زمن اللاموقف والسكوت ، وسلاحٌ فعال في قلب موازين وخطط العدو الأكبر للأمة الإسلامية”أمريكا” وربيبتها “إسرائيل” ، فواجه السيد حسين سياسة الإستكبار العالمي ،وكان له صرخة ستدوي عميقا في الزمن.
ولدت ثورة تصحيح مسار للماضي؛ لإعادة بناء اليمن ورفض السياسة الخارجية وكشف مخططات الإستعمار والتوجه الصحيح للبناء والتطوير، وتحقيق السيادة والإستقلال في القرار السياسي.
شعر الأعداء بالخطورة فقاموا أولاً بشن الحروب الظالمة على محافظة صعدة، لتصفيتهم قائد الشعار “السيد حسين” ولمحاولة القضاء على مشروعه القرآني وإسكات صوت الحق الذي صدع من جبل مران ووصل إلى أرجاء المنطقة وغيّر معادلاتٍ عدة.
أيضا قاموا بشن العدوان على بلدنا كمحاولةٍ لكسر الإرادة وإخماد هذه الروح القوية الثورية والتحررية؛ لأنها ستقلب الطاولة وتعيد تشكيل اليمن كما يُراد لها أن تكون دولة صناعية قوية منتجة، قاموا بشن العدوان وتدمير اليمن حتى لا تقوم لها أي قائمة، وإفشال أي مسار تصحيح مهما كان، ومن ينظر إلى الوضعية السابقة والبدايات للتحرك الثوري _للسيد القائد_ سيدرك إنزعاج الأمريكي والسعودي من ذلك.
رأينا تجليات الصرخة والهتاف وترديد هذا الشعار: ١)بفضح وكشف كل الخطط للأعداء بحياكة الدسائس والمؤامرات لخراب وفساد الأمة وتضليلها، وانكشف الُعملاء والمنافقين في داخل البلد وخارجه بإعلان ولائهم وعبوديتهم لأمريكا، هرب السفير الأمريكي بعد أن خسرت أمريكا موقعها في اليمن وسحبت قواتها بالكامل ،وانكمش الأمريكيون بعد ذلك استخدمت عُملاءها وأدواتها؛ لأنها لم تعد تجرؤ على الولوج في بلد أصبح هو الخطر الأكبر عليها ولم يعد بمقدورها حَبْك فصول مسرحِياتها علناً ومباشرة.
٢)إدراج أنصار الله تحت قائمة الإرهاب وتصنيفهم كمنظمة إرهابية وهم أصل الإرهاب ومنبعه، فخرج الشعب اليمني في مسيرات ومظاهرات غضباً واستنكاراً ،وبالهتاف الذي أطلقه السيد حسين، _رضوان الله عليه_، فلم تكن سوى فترة قصيرة حتى يعلن الأمريكي من واشنطن ومن نفس المكان الذي أطلق قرار تسميتنا بالإرهابيين، ويسحب قراره ويعدل عن موقفه عن كوننا إرهابيين، ليتجلى صدق كلام الشهيد القائد عندما قال:(لو صرخ اليمن صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها ولعدلت كل منطقها ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين).
وأيضا من تجليات الصرخة ٣) في معركة جيزان، الانتصار على أيدي أبطالنا المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية، من حملوا هذا المشروع،
وبعزائمهم وإرادتهم القوية ،وخطاهم الثابتة الراسخة صنعوا تلك الانتصارات والمعجزات التي تحققت على أيديهم، وكيف انهزم مرتزقة العدوان هزيمة مدوية!! ففروا مهرولين مذعورين، ويتساقطون خوفاً ورعباً من على قمم الجبال الشاهقة، فقد ملأ الله قلوبهم رُعباً وخوفاً وذلة ومهانة ،وملأ قلوب رجالهِ وأوليائه إيماناً وعزيمة وقوة وشجاعة.
إن انتصار اليمن حتمي، يُمهد لتحرير بلاد الحجاز من ملك وظلم آل سعود وأذنابهم ، وكل انتصارٍ يتحقق هنا هو يمتد ليصل إلى عمق العدو الإسرائيلي هذه التي تتحقق على أيدي أبطالنا من الجيش واللجان الشعبية في ميادين المواجهة مع العدو، فبتلك القبضات الحيدرية والعزائم القوية والخطوات الثابتة يتجذر الانتصار وتصنع المعجزات، وماذلك الذي حدث بجيزان ليس سوى قطرة من مطرة.
ستُسمع الصرخة، وتسمعها الأمة وفي أماكن مقدسة،
وفي أماكن لم يكن بالمتوقع أنه سيطأها، فترددات صدى هذه الصرخة التي أطلقها السيد حسين والتي ساندها حينها مُناصِرون بالكاد تُسمع أصواتهم ،لتنتهي اليوم مع أنصارٍ أسمعوا صوتهم للعالم أجمع بتلك الصرخة.
فبإستمرار العدوان علينا
لن يصلوا أبداً إلى مرادهم وأهدافهم الوهمية، بل نحن من سيصل إلى قصورهم، إذاً فليستمر العدوان؛ لنصل إلى عُقر ديارِهم.