الصرخةُ في عامِها العشرونْ

إب نيوز ٥ يونيو

أسماء السياني

في يوم الخميس من شهر شوال لعام 1422ه‍ الموافق السابع عشر من يناير 2002م، وبعد مرور قُرابة الأربعة أشهر من حادثة الحادي عشر من سبتمبر وما أحدثته من ضجة، كالعادة كان هناك العشرات من أبناء منطقة مران على موعدٍ لمحاضرة يلقيها علم الهدى السيد/ حسين بدر الدين الحوثي، لكنها لم تكن محاضرة كسابقاتها فهي مختلفة بعض الشيء، سيعلن فيها موقفاً وخطوةً عملية هامة، تبعثر أحلام المحتلين الجدد في اليمن، تخلط الأوراق على الصهاينة في المنطقة، تقلب طاولة العمالة والخيانة للزعامات العربية، وتتصدى للهجمة الإستكبارية الأمريكية الصهيونية، نعم؛ سيعلن الصرخة في وجة المستكبرين ، وموقف الأحرار من أبناء اليمن تجاة الأعداء الألداء للمؤمنين كافة.

ولدت صرخة الحسين من رحم المعاناة، من واقع إستشعاره للمسؤولية أمام الله تجاه هجمة إستكبارية إستعمارية مخبأة تحت عناوين براقة وجذابة ، وفي الوقت نفسه مخادعة ومضللة، كشف زيفها وخبثها ببصيرة ونور القرآن الكريم، متجهاً نحو تعبئة الأمة بدءاً بشعوبها المستضعفة للعداء لمن هم أعداء حقيقيون؛ ولأن الشعوب نفسها هي من تتلقى العناء والقهر والإذلال، فوجهها بالإعداد وفق ما هدى الله إليه من عناصر القوة والغلبة وما يعد تهيئة لها لتقف لمواجهة أعدائها، وكما أن هذة الصرخة إنطلقت للبراءة من أعداء الله الذين كانوا و مازالوا يرتكبون أشنع الجرائم بحق المسلمين في جميع الأنحاء.

صرخ الحسين والذين معه من مدسة “الإمام الهادي علية السلام” في مران بخمس كلمات في متناول الجميع أن يهتف بها بطريقة سلمية، حينها لم تَرُق أسماع كهنة البيت الأبيض وأحبار الصهاينة لها، ولم تتسع لها الديمقراطية ولا حرية الرأي أو التعبير ولا حقوق الإنسان ولا أي عنوان من العناوين التي لطالما تغنوا وضللوا بها، فتنادوا مصبحين أن تحركوا لإسكات هذا الصوت إن كانوا قادرين، فمثل هكذا موقف يفضح ويعرّي مشاريع الإحتلال لهم في المنطقة -وخصوصاً اليمن- حيث لا يمكن مواجهته بداعي الإرهاب، ولا يمكن التغاضي عنه والسكوت ؛فهو يسد الطريق أمام الهيمنة، فكان المخرج من هذا المأزق -بحد زعمهم- هو توجه السفير الأمريكي آنذاك في اليمن بالنزول إلى مخازن الأسلحة التابع للقوات المسلحة اليمنية لفرزها وجردها وتدمير ما أمكن منها، وكذلك النزول لأسواق السلاح والإطلاع عليها وسحب معضمها منه، فيما ترافق مع هذا التحرك التوجه لوازرة التربية والتعليم للإشراف على المناهج الدراسية، وكذلك النزول للمناطق القريبة من منطقة مران حتى يتسنى لهم قراءة جغرافيا الأرض عن قرب.

ما مرت به الصرخة طيلة هذه السنوات لم يكن بالقليل، فالإعتقال والسجن وشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي لأكثر من عامين ونصف كان مصير من يهتف بها، والحروب بمراحلها الست كانت لإخماد هذا الموقف والتوجه العملي، عشرون عاماً منذ انطلاقتها قدمت فيها الشاهد الأكبر على أحقيتها ومشروعيتها وأهميتها وجدوائيتها في مواجهة مشاريع الإستكبار، حيث يتطلب من أبناء الأمة كافة في مواجهة وتصدي لهكذا هجمة شاملة مشروعاً شاملاً وواسعاً، كما أن الشعب اليمني أثبت من خلال مواقفه وتصديه وصموده فاعليتها في فشل قرار حكومة أمريكا بضم مكون “أنصار الله” على لائحة الإرهاب، وفاعليتها في مناصرة قضايا الأمة ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته ودعمه معنوياً ومادياً ،وفاعليتها في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية التي تضرب وتنهك اقتصادهم، وتوجه الأمة نحو الإكتفاء الذاتي فتصنع وتنتج وتزرع، دون الحاجة إليهم.

وفي الختام أقول لسيدي الشهيد القائد “رضوان الله” عليه: إفتح عينيك لترى شعباً حراً، عزيزاً، كريماً، صامداً، مجاهداً، صانعاً، زارعاً، ساخطاً، معادياً، منتصراً بإذن الله.

 

You might also like