انتصار الأبطال وفِرار البِغال
إب نيوز ٩ يونيو
فاطمة البرقي
سُبحان الَّذي أرعب قلوب المعتدين أولياء الشياطين وربط على قلوب المؤمنين أولوا البأس الشديد، عملية تحرير جيزان الكبرى أثبتت هشاشة جنود الإحتلال ومرتزقتهم سواءً كانوا جنود سعوديين أم مرتزقة محتلين أو غير ذلك، وما أظهرتهُ عدسة الإعلام الحربي كان كفيلًا بِإثبات مدى هشاشة الجيش السعودي ومرتزقته الذي تُصرف عليه وعلى عتاده ملايين الدولارات شهريًا.
ولكن السؤال هُنا لما يفرون كما تفر البغال عندما يتقدم الأبطال؟!
أولًا:
قال تعالى: {الَّذين آمنوا يقاتلون فِي سبيل اللَّه والَّذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا} “سورة النساء, الآية 76”.
هذه أهم الفوارق بين الأبطال والبغال، الأبطال يُقاتلون في سبيل اللَّه والبغال يقاتلون في سبيل الشيطان.
ثانيًا: لأنَّهم لا يثقون باللَّه عزوجل، وإنَّما يثقون بالمال بعكس الأبطال الَّذين يثقون بالله كُل الثقة.
ثالثًا: فقدان البغال لعدالة القضية التي تحركوا على أساسها بعكس عدالة القضية التي تحرك من أجلها الأبطال.
رابعًا: الخوف والرعب رغم كل العتاد والدعم اللوجِستي والجوي والمعنوي بعكس الأبطال الَّذين ينقصهم الكثير من العتاد وتزداد نسبة صمودهم وشجاعتهم وإيمانهم.
خامسًا: التضاريس الجغرافية لتلك المناطق الوعرة التي جعلت الفرار صعبًا على بغال الصحاري، بل وجعلتهم يتزحلقون ويتقلبون إن كانوا أحياء أو جُثثًا هامدة بعكس الأبطال الجبليين الَّذين يتسلقون الجبال كما تتسلق الأسود بعدتهم وسلاحهم الشخصي وولاعاتِهم التي تُحرق مجنزرات ومُدرعات قوى الكفر والطغيان.
سادسًا: التدريب والتأهيل، نحن لا نعلم هل السعودية دربت بغالها _جنودها_ ومرتزقتها من أجل حرب أم من أجل نوم وإسترخاء؟! ماظهر من دهشة في كلام أحد الأبطال الَّذي عرضتهُ عدسة الإعلام صوتًا مدعمة بصورة أثناء تصوير تلك المشاهد وهو يقول مُشيراً بيده: “مُكيفات معاهم مكيفات”، وكأنهم مُقيمين في وسط الفنادق التي لاتُقارن مع تلك الأشواك التي يفترشها الأبطال مرقدا.
وفي الختام تحية لقناصين جيزان الأبطال وعدسة الإعلام التي أظهرت للعالم كيف يفر البغال من اِقتراب صدى أصوات الأبطال.
الرحمة للشهداء الأبطال، والشفاء للجرحى الشرفاء، والفكاك والحرية للأسرى.