رُبّ كلمةٍ أيقظت أُمّة .
إب نيوز ١٢ يونيو
رُبّ كلمةٍ أيقظت أُمّة . (١)
نبراس الحسين .
(الشعار).. هذه الكلمة التي يراها فقراء المعرفة أنها مجرد كلمة مكوّنة من بضعة أحرف تنحدر منها خمس جمل مكوّنة من إحدى عشر كلمة صيغت بإسلوبٍ بسيط وبألوانٍ متفاوته مابين الأخضر والأحمر فقط دون أن يتعمق في فهم معاني هذا الشعار ولماذا صيغت كلماته بهذا الشكل وما الهدف منه وما الفائدة المرجوّة من ترديده ؛ فبعض فقراء المعرفة الذي ذكرتهم آنفاً يرددونه بلا علمٍ ولا إدراك فلا يصبح للشعار تأثيراً حقيقياً في داخل أرواحهم ، والبعض الآخر منهم لا يستسيغون الشعار جهلاً منهم بأهدافه العظيمة فينبذونه وراء ظهورهم بل ويسعون إلى تسييسه وإبعاد الآخرين عنه بالتشويه وتزييف الحقائق وغير ذلك .
هذان الصنفان من الناس لم يفهما سبب وجود البشر على هذه الدنيا وسبب استخلاف الله للبشرية في الأرض؛ وإن كان الصنف الأول محسوباً على أهل الحق إلا انه أكثر جهلاً من الصنف الآخر لأنه يتحرك في طريقِ الحق بلا علمٍ أو معرفة ، فيَضِلّ ويُضِلُّ ويرسم صورة سيئة في أذهان الناس عن أهل الحق؛جهلاً منه بالمنهج الذي يسير عليه في هذه الحياة جملةً وتفصيلا ، فيصبح كالحمار الذي يحمل أسفارا، ومن أهم الأمور التي يجهلها هو الشعار وأهميته ومعانيه التي لو فهمها وترسخت في فؤاده لمضى مهديّاً هاديا ، يؤثر في قلوب الناس ويجذبهم إلى سبيل الرشاد أو يكون حجةً عليهم أمام الله تعالى .
قبل عشرين عاماً من الآن دشن الشهيد القائد _ رضوان الله عليه_ مشروع الصرخة المكوّن من مصنع كبير لإنتاج البصيرة القرآنية النقية، ووضْعها في قالب من الشهامة والإباء ورفض الوصاية، وتغليفها بطابع من الصدق والإخلاص والعزم على تحقيقها؛ برؤية استراتيجية بعد دراسة واقعية لأحوال السوق المحلية والعالمية ومعرفة المنتج الأكثر أهمية والذي يحتاجه جميع البشر حاجةً ملحّة وهم لا يشعرون !!.
وبعض مواصفات هذا المنتج :
_إرجاع الناس إلى المنهج السوي الذي ينظم جميع أمور حياتهم وهو منهج القرآن الكريم .
_متناسب مع الفطرة التي فطر الله عليها البشر، فهو يثبت في الإنسان معاني الإباء ورفض أي نوع من أنواع الاستعباد الفكري والمادي والجسدي ، فهو يخلق في الانسان روح الكرامة والعزة .
_توجيه بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي وإفشال محاولات الأعداء إظهار أنفسهم بهيئة الصديق وأن عدو الأمة هم أبناءها .
_توحيد الأمة وضعضعة أسباب الفرقة التي أوجدها الأعداء ليتغاضى أبناء الأمة عن مبدأ موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه.
_إن الشعار أصبح مقياساً حقيقياً يميز الخبيث من الطيب والمنافق من المؤمن بطريقة سهلة ، ولا تحتاج سوى أن تصرخ لتتساقط الأقنعة ويظهر لك الوجه الحقيقي للذين أمامك.
_يوجد في الناس دوافع التحرك والمسارعة في جميع شؤون الحياة لكي يبنوا أمةً عظيمةً وقوية لا تحتاج لأعدائها في أي جانبٍ من جوانبِ الحياة؛ فالشعارُ ليس مجرد كلماتٍ تقال ، إنما هو منهج عملي تنموي من الطراز الأول .
_إن هذا الشعار حقيقةً يخيف أعداء الله فعندما تقول: “الله أكبر” فأنت تجعل أمريكا _التي نفشت نفسها لتصبح في عين العالم كبيرة _ تجعلها تتهاوى وتصبح لا شيء بينما تكبر ملك السماوات في نفسك فيصغر كل شيءٍ سواه في عينك ، أما حينما تقول “الموت لأمريكا” فأنت تزعزع أركان أمريكا “العظمى” وتهشم “حضارة” إسرائيل المزعومة حين تقول: الموت لأسرائيل، وأنت بذلك تعذب الذين ضُربت عليهم الذلة والمسكنة عذاب عظيم يردعهم عن المضي قُدماً في إعاثة الفساد بين الناس.
وحين تهتف بـ”اللعنة على اليهود” فأنت تزيل عن وجه اليهود الطبقات التجميلية التي تكاد أن تطمس معالم بشاعتهم في أعين الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون، وتواصل بذلك مسيرة الأنبياء والأولياء في لعناتهم المترادفة على اليهود طول الزمان؛ وعندما تصرخ بـ”النصر للأسلام” فإنك ترفع الراية المحقة التي شاء الله لها أن تنتصر وقطع لها الوعد سالفاً بالنصر والتمكين.
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا} .
رُبَّ كلمةٍ أيقضت أمة . (٢)
حين أطلق الشهيد القائد “منتج” الصرخة لم يجبر أحداً على اقتنائه، وترك للجميع حرية الاختيار بين ذاك المنتج وغيره من المنتجات المتواجدة في سوق الدنيا الواسع، والذي يوجد فيه منتجان من أبرز المنتجات المنتشرة والمعروفة هذان المنتجان هما: المنتج الوهابي و المنتج العلماني وهما مصنوعان في مصنعٍ واحد ويهدفان إلى أهداف متوافقة وإن اختلفت بل وتناقضت مواصفاتهما ؛ فمثلاً من أهم مواصفات المنتج الوهابي :
_تشكيل الدين حسب ما يقتضيه الهوى وما يريده الحاكم .
_نبذ الطوائف الإسلامية الأخرى وتكفيرها وإحلال حرماتها وتوجيه العداء نحوها حتى تنصرفَ الأمة عن الأعداء الحقيقيين الذين حكى عنهم في محكم الكتاب، ويتجهون بعدائهم إلى أبناء أمتهم!! .
_ الكذب والإفتراء على الدين والرسول _ صلوات الله عليه وعلى آله_ وتشويه عظماء الأمة وقادتها وإخفاؤهم عن واجهة الدين وإقصاؤهم ثم تلميع من كانوا دون أولئك العظماء وجعلهم رموزاً للأمة حتى تفقد تاريخها وهويتها وأعلامها وتعجز _ عندما تواجه التحديات_ عن إيجاد الحلول الموجودة في مواقف الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ومواقف العظماء من ورثة العلم منه .
وهناك الكثير من الأوصاف المحصورة في قالب من الغش والكذب والحقد والمغلفة بطابع إسلامي بريء مما يُغلِّفُه !!
أما المنتج العلماني فهو الآخر معروفٌ بمواصفات سنورِد البعض منها من باب المثال لا الحصر :
_تمييع القضايا المحقة وإصراف الناس عنها .
_إزالة الحدود التي شرّعها الله سبحان الله تعالى لحماية البشر من أنفسهم وتنظيم أمورهم والحفاظ على حقوقهم .
_تزييف الحقائق وتشويه أهل الحق وتأليب المجتمعات ضدهم .
_تغيير المعاني والمصطلحات فيأتون بمبدأ المساواة للتفريق، ويأتون بمبدأ الحرية للتعدي على الغير، ويأتون بمبدأ الانفتاح لإفساد النفوس، وغيرها من المصطلحات التي من شأنها ان تخلق عقدة النقص في أوساط المجتمعات فينشأ الحقد والطبقية والعنصرية والمذهبية ووو إلخ؛ التي ستستغل في خطواتهم اللاحقة كذريعة للنفاذ إلى أواصر المجتمعات وتثبيت منهجٍ بديل لخديعة الناس بأن هذا الأخير سيحفظ لهم حياة عادلة وكريمة .
_تثبيت هويَّة “اللا هويَّة” في عقول الناس حيث أن المجتمع الذي يتخلى عن هويته يسهل احتلاله فكرياً وعسكرياً بأقل الخسائر .
وهناك العديد من المواصفات غير تلك مجموعة في قالب من الاستغباء والاستعباد للبشر ومغلف بطابع الحرية والانفتاح والحضارة والتقدم!! .
وأنت في سوق الدنيا تبتاع من هذا وترفض ذاك ، عليك أن تقرأ جيداً مواصفات المنتج الذي تريد أن تقتنيه ولا تغتر أبداً بالطابع والغلاف الخارجي الذي قد يلهيك بريقة عن معرفة الإضرار التي تنتظرك إذاما اقتنيت المنتج الخاطئ فالأضرار التي ستحلق بك أكبر من مجرد أعراضٍ جانبية تنتابك لأيام ثم تذهب ، بل أنها سترافقك حتى تلقي بك في السعير .
وفي الوقت نفسه إذاما قررت اقتناء المنتج الصحيح فعليك أن تفهم الطريقة الأمثل لاستخدامه حتى تحصل على كل المميزات التي يقدمها لك ولا تكتفي بامتلاكه ووضعه جانباً ، حتى تلقى منه العتب أمام الله يوم القيامة فلا يعد ينفعك إقتناؤه بشيء فيتحول إلى حسرة تنهش قلبك نهشا .
مشروع الشعار جاء يوقض الأجيال ويصحح مسار الأمة برؤية فذة ومتكاملة الأركان وبخطة عملية وإذا ما اخترت ان تكون من شيعته فعليك ان تتحرك وفق ما جاء به حتى يأذن الله بالفتح أو أمرٍ من عنده.
لازالت السلع بين يديك تقلبها ذات اليمين وذات الشمال فأيها ستختار لتكمل به بقية حياتك ثم تلقاه يوم القيامة ماثلاً أمام عينيك .
{ إِنَّ هٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلٰى رَبِّهِ سَبِيلًا } .