رحلة إلى بواطن الكتب
إب نيوز ١٣ يونيو
عــــفاف البعداني
بعد طول عناء، ومدة طالت لشهور قضيتها مع الأديب /دستو يفسكي… هآنذا أنهي مشوراي معه في هذه الليلة، أكتفي بهذا المقدار ولا أعلم هل يمكنني أن ألتقي به مجددا في كتاب أو رواية آخرى؛ لكنني سأحمل شعوره في قلبي أينما كنت، ولن أنسى بساطته التي مالبثت إلا أيام فوافتني بأسر مستمر، هأنا أفلت من يدي أخر رواية تحملها قلبي وكانت حملا شاقا لكنها في النهاية أنبتت شيء جميلا في نفسي، عالما جديدا من تجارب الإنسان القديم.
ولن أدعي المثالية في كل سطر قرأته لقد تهالكت مرات عدة، وأناملي تعبت من قلب الصفحات وعيوني لم تكن إلا خادما مطيعا لطليعات الفكر بكل تهذب، طابت ليلتك أيتها السطور الدوستويفسكية، واعذريني فقد حان الوداع….. سأنتقل لعالم آخر لكن عالمك سيكون له بقعة خاصة سأتفقدها قبل حلول الخريف ومع اكتمال القمر…. أشعر بالفخر … وأيضا كم تغلبني الحماقات… أريد أن أضحك على نفسي… حينما أبكي، وحينما أسر ، وأنا أحمل كتاب، كل هذه الاضطرابات القاتمة التي لا أفهم منها سوى أنها بحوزتي وتخاطب عالما أدبيا فُقد منذ زمن، بينما أنا الآن فقدته للتو وهأنا اقتنعت توديعه بصعوبة .
*استدراك* : دوستويفسكي ليتك كنت حاضرا ولو في هذا اليوم فقط لترى الفيلم الوثائقي الذي كشف عن مخططات إسرائيلية كشفت عن الحقد القديم لليمن ولكل شعوب المنطقة، لقد تم عرضها في الشاشات اليمنية وقد عاينتها بتمعن وبتفرس ربما حاولت اليوم أن أكون دوستويفسكية ولو لمرة واحدة في عصري، لكن المهم في كل ما ذكرت أن هناك بداهة عالية وصلنا إليها، بل كنت أتمنى أن تكرس عينيك الثاقبة وترى كم أن شعبي هو عظيم وأهلا للنجاة والحياة والصمود معا .