الحرب الناعمة
إب نيوز ١٤ يونيو
خلود محمد
تختلف الحروب في طبيعتها وطريقة شنها ومبرراتها باختلاف العصر وتطوره ، لكن جميعها تشترك في تحقيق هدف واحد ، ألا وهو سيطرة طرف على الطرفِ الآخر وإخضاعه.
قد يكون البعض سمع عن (الحرب الناعمة) ولا يعي ماهي ، و البعض الآخر قرأ عنها ، وعلم أنها حرب لا يتم استخدام السلاح فيها كسائر الحروب المعروفة ، وتكمن في مواقع التواصل الاجتماعي ، مقتصراً مفهومه على النحو هذا ، وفي الحقيقة هي أخطر من ذلك بكثير، فقد نقع فيها دون علمنا ، حيث تختلف في طريقةِ شنها علينا حسب المبادئ التي تمّت تربية الشخص عليها ، فقد تكون في لباس الشخص ومبررها التحضر وقد تكون في مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى الصداقة، وقد تكون في أماكن الاختلاط بين الرجال والنساء مع عدم مراعاة الحدود بينهم في إطار العمل الجماعي و ما شابه ذلك ، وأيضاً قد تكون في إعطاء أهمية لشخصيات غير متزنة وبمسوغ (الزعامة، الرئاسة، الحكومة ، الممثل، الممثلة ….الخ) ،وبما أننا نعيش في عصر التضخم التكنولوجي أصبح معظم سكان العالم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ، أي أن أخبار العالم السياسية ، والاقتصادية ، والعسكرية ، والاجتماعية ، نستطيع معرفتها من أماكننا ، وبما أن لوسائل الإعلام دور جلل في ما تقدمه من وعي للناس ومصدر للمعلومات السياسية والاجتماعية وغيرها ، فإن هذه الحرب اعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام في المزج بين الحق والباطل وتداخلهم ، بهدف تضليل الناس وخداعهم ، وليس هذا فحسب ، فمن أجل خدمة هذه الحرب قاموا بتوظيف العديد من المحطات الإعلامية ؛ لتقوم باختلاق الأكاذيب وتزوير الحقائق ومواجهة الأخبار الصحيحة ، فإن كنت يقظاً وواعياً ستعرف من أين تتلقى الأخبار الصادقة ، وتدرك الأخبار الكاذبة التي تبث سمومها على مجتمعنا ، لاسيما أننا نمتلك محطات إعلامية تحوي منظومة فكريةوتقوم بدورها في إيضاح الأمور بمصداقية تامة .
(الحرب الناعمة) حربٌ تفنن الغرب فيها، وهي أشد هولاً وضرراً من سائر الحروب الصائتة؛ لأنها تشن حربها على نفسياتِ البشر، مؤثرة تأثيراً معنوياً على جوارحهم، وأفكارهم، ومعتقداتهم، لكن إن حصنا أنفسنا بالإيمان والقرآن وثقافته سنتجنبها بلا شك .