الزكاة تربية روحية وسلوكية للفرد والمجتمع
إب نيوز ١٦ يونيو
د.تقية فضائل
فرض الله الزكاة وجعلها ركنا من أركان الإسلام و ذكرها في محكم آياته حاثا على أدائها في كثير من الآيات مقرونة بالصلاة غالبا وصالح الأعمال ..وكما فرضت علينا فرضت على الذين من قبلنا وهذا يدل دﻻلة واضحة على أهميتها وعظيم قدرها بين العبادات والفرائض ومنفعتها الكبيرة للفرد والمجتمع في جوانب متعددة، وقد شدد الله على تاركها لأنه يعد تاركا لركن من أركان الإسلام وسيناله خطر كبير على هذا العصيان وقد توعده الله بالعذاب الشديد و قال تعالى عن تارك زكاة الذهب والفضة” يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ” التوبة 35
ولله حكمة بالغة في فرض الزكاة لما لها من أثر بالغ في حياة الفرد والمجتمع ؛ فالفرد الحريص على أداء الزكاة يزداد ارتباطا بالله وانقيادا لأوامره وتطبيقا لشعائره والبذل في سبيله وحرصا على طاعته .. لأنه من أقبل على الله بالطاعات يقبل الله عليه بالرضى والثواب والتوفيق
وينعكس ذلك على سلوك الإنسان فيتطهر سلوكه من البخل والأنانية وحب المال الحب الجم الذي يجعله يقدسه ويحرص عليه ،ويحل بدل تلك السلوكيات السيئة سلوك الكرم والإيثار والاعتدال في التعامل مع المال، كما يصبح المرء يشعر بالارتياح عندما يتلمس احتياجات الفقراء والمساكين والأيتام وغيرهم.. وينمو في نفسه حب العطاء ويملأ نفسه أحساس عظيم بالرضى عن الذات ورقيها وقربها من خالقها فيترقى في سلوكه وعلاقته مع الله.
والمجتمع بأسره يدرك عظمة شعيرة الزكاة لأنها تعنى بالجانب الاقتصادي للمجتمع في المنهج الإلهي المتكامل فهي تخفف وطأة الفقروالعوز والحاجة على طبقة كبيرة من أفراد المجتمع فيزداد ثقته وتمسكه بدينه ويدرك مدى حرص خالقه على ما ينفعه فيرتبط ويثق به ويحمد فضله كثيرا، وكلما حرص المجتمع على أداء الزكاة تلاشت اخطار كثيرة في المجتمعات مثل السرقة و والانحرافات السلوكية الأخرى المترتب ظهورها على الحاجة و الفقر ،وكذلك الحقد الطبقي الذي يحل محله التكافل الاجتماعي والتماسك والمحبة ..
خلاصة هذا المقال أن الزكاة لها دور كبير في بناء شخصية إنسانية متزنة روحيا ونفسيا وسلوكيا، وكذلك الأمر بالنسبة للمجتمع الذي يزداد ارتباطه بالله وثقته بالمنهج الرباني و يرتقي اقتصاديا ويصبح مجتمعا متكافلا متماسكا يسوده الرحمة والمحبة.
.