جسور العاصمة و استفزاز الجائعين
إب نيوز ١٦ يونيو
لا اصعب من أن تتصدع ثقة الإنسان بالإنسان ،
هي أزمة ثقة حقيقية و حكاية وجع حقيقي التي تكتبها حروفي علّها تجد لها صدى في نفس مسؤول لازال يشعر فيرق قلبه و يلتفت للوراء لينصح أنداده ،
أيها المسؤولون ، أيتها الحكومة المتبلدة : هناك أزمة ثقة بينك و بين هذا الشعب ، هذه الازمة أنتِ من بناها ، و هي التي لم تأت من فراغ فقد غذّيتِ الفساد و أفشيتِ الشللية و المحسوبية ،
و تسلقتِ على جماجم الشّهداء و شربتِ نزيف دمائهم و تنكرتِ لبذلهم،
أيتها الحكومة الرّعناء : و أنت تعيشين فصاما بين بنائك جسورا من حجارة و بين هدمك جسور الثقة بينك و الإنسان!!
يا حكومة إنقاذ العدوان : تسعين لبناء جسور ( لو صدقت نياتك ) لكنك لم تشعري بأنكِ احتقرتِ هذا الشعب فرأيتِه يتضور جوعا و لم تأبهي بل عزمتِ على الإنفاق لتجميل الطريق رغم أنّ التجميل و الجمال مطلب كلّ إنسان سويّ ؛ فأخيرا كأننا نعيش حلما جميلا و أخيرا ستتجمل صنعاء و أخيرا شعرتِ بها و بقيمتها ، و لكن ذلك كان سيكون موفقا لو تمّ من فائضكِ بعد إشباعك بطون الجائعين ، فلو كنتِ يا – حكومة إنقاذ العدوان – تسمعين و ترين لعرفتِ أن الشّوارع تسمع و تشعر بالجائعين أكثر منكِ .. الشوارع التي لو نطقت لكانت نصحتكِ بأن تلتفتيِ لمن يمر من عليها من المتسولين و الباعة الأطفال و العجائز و الثكالى و حتى المدرسين و العسكريين و من يشبههم في الفاقة و الحرمان ، و لو أتحتِ للشوارع فرصة للكلام لأخبرتكِ أنّها ستتنازل عن المليارات لتلك البطون الخاوية في حين أنّكِ لم تشعري بموظف لا يستلم راتبه فيمضي و يبكي من عمقه فاقته ، و يتحسّر حين لا يسمعه من تمنّاهم الشهيد الصماد و تمناهم شعبهم : ” حكومة للشعب و ليس شعبا للحكومة ” !!
الشارع – أيتها الحكومة – يسمع المحتاج وهو يكلّم نفسه حين لم يجد ما ينفق على أسرته ، و قد قست قلوب مسؤوليكِ إلّا من المظاهر و التقاط الصور أمام الكاميرات !!
قست قلوب وزرائك حين لم يوازنوا فيجدوا حلّا لهذا الفقر ، و الذي به ينهدم بناء اللّه الذي هو الإنسان .. ينهدم جسد الإنسان الذي قدّسه اللّه من فوق سماواته السبع .. اللّه الذي أوصى الرّاعي بالرّعية .. اللّه الذي أمر بأن تُؤدّى الأمانات ، و حذّر من التهاون في حمل الأمانة التي أشفقت من حملها السماوات و الأرض و الجبال .. الأمانة التي نمتِ عن أولوياتها .
نعم : لازالت هذه الحكومة الفاشلة تستفز الشعب و تمتحن صبره بينما لم تعد حالته قابلة للامتحانات ، و إن افترضنا – يا حكومة إنقاذ العدوان – أن مسؤوليك صادقون بتحسين أمانة العاصمة و جعل صنعاء نظيفة جميلة حتّى في أسواقها الرئيسة بلا مزابل أو أوساخ ، و حتّى لو زيّنوا باب كلّ بيت و زرعوه وردا جوريا من ساسه إلى رأسه ، و حتّى لو أخلوا الشّوارع من الكلاب ، و هذه كله يفترض أن يكون من المتراكمات من الأموال و اعتمادات الدولة ، و أمّا اليوم فالأولى بالمبلغ المعلن عنه أن تصرفوا منه رواتب لمن لا رواتب لهم ،
إن كنتم تريدون البناء فأعيدوا بناء ثقة الشعب المحروم بكم ، ابنوا ، و اشبعوا بطون الجائعين ، و تحاشوا دعوات المظلومين ؛ فليس بينها و بين اللّه حجاب ،، و سلام .
أشواق مهدي دومان