كُش ملك .

إب نيوز ١٧ يونيو
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
تعلمنا من التاريخ أن أول ما يسقط من الممالك أو الدول هي منظومة القيم التي يرتكز عليها نظامها ومجتمعاتها كذلك، فإذا بدأت منظومة القيم هذه بالتفكك والسقوط فإن ذلك يُعَدُّ موشراً خطيراً بدنو أجل هذه الممالك أو الدول !
(وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)
فهل ما يحصل اليوم في المملكة السعودية من انهيارٍ مفاجئٍ لمنظومة القيم التي ظل نظامها يرتكز عليها لعقودٍ من الزمن يُعَدُّ بمثابة إيذانٍ بدنو أجلها وقرب نهايتها أم أنه لا يعدو عن كونه مجرد ترفيهٍ وتفريغ طاقاتٍ ليس إلا ؟!
من يدري ؟
ما علينا، هكذا أو هكذا فالممالك مهما تعمرت وكذلك الدول وحتى الإمبراطوريات في النهاية هي إلى زوال وليس ثمة مشكلة في هذا طبعاً.
المشكلة في الحقيقة هي في صاحبنا هذا الذي يعتقد أنه بتعمده تفكيك واسقاط منظومة القيم التي ظل يقوم عليها نظام مملكته بطريقةٍ ممنهجةٍ ومفتعلةٍ إنما هو بذلك يعزز من فرص بقاءها وديمومتها ويزيد من حظوظه في الوصول واعتلائه عرشها وهذا بطبيعته اعتقادٌ خاطئٌ مائة بالمائة، فهل جُنَّ صاحبنا هذا حتى يعتقد مثل هكذا اعتقاد أم أنه قد أصيب بالخبل أم ماذا يا تُرى ؟!
في الحقيقة هو لم يُجَن مطلقاً ولم يُصب بالخبل كذلك كما أن اعتقاده هذا لم يأته من فراغ أيضاً وإنما قد جاءه انطلاقاً من الفكرة السائدة والمتأصلة لديهم والتي تقول أنه من المستحيل على أي منهم أن يعتلي عرش هذه المملكة إلا إذا كان يحظى بقبولٍ أمريكيٍ مسبقٍ أولاً وبالتالي ولكي يحصل على صك قبولٍ امريكي فقد رأى صاحبنا هذا أنه يتوجب عليه أن يُقْدم على خطوةٍ جريئةٍ تثير إعجاب الأمريكان به وتجذبهم إليه . ولعلمه المسبق طبعاً أن أكثر ما ظل يثير حفيظة الامريكان تجاههم هو تمسك اسلافه بمنظومة القيم السعودية (المتطرفة) قليلاً في نظرهم ورفضهم الإستجابة لمطالبهم المتكررة بالانفتاح والتحرر من قيودها، فقد عمد إلى هذه القيم وفاجأ الجميع بإعلانه الانقلاب عليها والتحرر من قيودها وذلك في محاولةٍ منه طبعاً لإظهار نفسه بمظهر ذلك الرجل المنفتح والمتحرر والمتنصل عن ثقافة وقيم مجتمعه الشرقي المحافظ وكذلك المتأثر بثقافة وقيم المجتمعات الغربية المتحررة والأكثر انحلالاً .
في الحقيقة لقد كان يكفي الأمريكان ليقتنعوا به أن يرفع فقط الحظر المفروض على المرأة والمتعلق بقيادة السيارات والذي إن فعل لن يترك أثراً سلبياً في منظومة القيم السعودية، لكنهم الأعراب كعادتهم دائماً كرماء في كل شئ حتى في مجال السقوط والإنحلال فذهب وزادهم على ذلك وفاجأهم بما لم يكونوا يتوقعوه أو حتى يفكروا به، فقام بفتح البارات والمراقص وأقام حفلات اللهو والمجون مستقدماً لذلك أشهر راقصي وراقصات العالم واكثرهم تعرياً وتفسخاً وانحلالا وشجع المرأة كذلك بالدخول إلى هذه الأماكن بعد أن سمح لها بالإختلاط وعدم اصطحاب محرم، كما أنه قد قام وابتدع شيئاً لم يكن موجوداً من قبل وهو ما أصطلحوا على تسميته بالخمر الحلال والديسكو الحلال ووو .. ويعلم الله مالذي في جعبته لايزال مخبأ وسيفاجأنا به في قادم الأيام !
كل هذا .. وأين ؟ بجوار الحرم ؟!
لا لشئٍ طبعاً إلا من أجل أن يُنادى به ملكاً وحاكماً وكأن المُلك لن يأتيه إلا على أصوات وإيقاعات أقدام الراقصات أو من بين أفخاذ المومسات وبائعات الهوى لا أنه تخصصٌ إلهي يختص الله به من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين !
(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشآء وتنزع الملك ممن تشآء وتعز من تشآء وتذل من تشآء بيدك الخير إنك على كل شئٍ قدير )
فعلاً،
وإذا أُصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا .
على أية حال، تظل منظومة القيم هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الممالك والدول والتي إن انهارت فإنها تجر خلفها هذه الكيانات إلى حيث يكون نهاياتها وسقوطها الأخير وهذا ما لم يتنبه إليه بالفعل محمد بن سلمان حين قرر الانقضاض على هذه المنظومة القيمية والإجهاز عليها، وبالتالي فقد بات لزاماً عليه أن ينتظر ما قد يترتب على ذلك من نتائج وآثار عاصفة وقادمةٍ لا محالة، وإن غداً لناظرهِ قريبُ أو كما يقولون .

#معركة_القواصم

You might also like