أطفال الأوس والخزرج
إب ٦٢١ يونيو
خلود خالد الحوثي
وقفت على إحدى الطرق، وأطلت النظر إلى وضعي ووضع من يشبهني، سُلب منا الشعور بالراحة، سلب منا الشعور بالأمان، سلب منا الشعور بالسعادة، سلب منا روح الطفولة، سلب منا حقوق الطفولة.
أليس من حقنا أن ننعم بالأمان؟ أليس من حقنا أن ننعم بالسعادة؟ أليس من حقنا أن ننعم بالطفولة؟ لماذا نحن بالذات؟ لماذا أطفال اليمن هم من يعانون؟ لماذا أطفال اليمن هم من يُقتلون؟!
هل تعلمون لماذا؟
لأن اطفال اليمن هم أحفاد الأوس والخزرج، لأن أطفال اليمن هم أطفال الهوية الإيمانية التي اعتز بها الشعب اليمني، لأن أطفال اليمن هم من ترعرعوا على حصن الجامع الكبير، الجامع الذي كان فيه إمام المُتقين_ الإمام علي عليه السلام_ ، لأن أطفال اليمن أبائهم هم من كانوا أول المسلمين للنبي المصطفى عن طريق باب مدينة علمه، لأن اليمن تشرفت بقدوم الإمام يحيى الهادي إلى الحق، لأن اطفال اليمن هم من تمسكوا بالثقلين كتاب الله وعترة آل بيت النبي، لأن أطفال اليمن رغم أنهُ شنت عليهم حروب فكرية كثيرة، شملت هذه الحروب في التعليم وفي المساجد، قدموا كل ما بوسعهم من جهود لتدجين فكرهم ولتشويش فكرهم، لتغيير مبادئهم، لتحريف قيمهم المرسومة على نهج القران، لكن لم ينجحوا.!
لم ينجحوا فعلاً لأن الله منَّ عليهم لمن يجدد لهم إرتباطهم التام بالله، لسعيهم الجاد لفهم توجيهاته للحذر من مخاطر الحرب التفكيري قبل الحرب الجسدي، ولأن أطفال اليمن يتعلمون من واقعهم كثيراً، رغم انتهاك حقوقهم من قبل قرن الشيطان أمريكا وإسرائيل، يوجهون رسائل قوية، رسائل تخيفهم وترعبهم.
قد قال إحدى الأطفال: نحنُ من تعلمنا من الإمام الحسين عليه السلام عندما قال:(إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السله و الذلة وهيهات من الذلى، أبالموتِ تهددونا يا أبناء الطلقاء، أما علمتم بأن الموت لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة).
وقال إحدى أطفال اليمن:(حملنا روحية الحسين ابن بدر الدين عندما قال له الظالمون لا تصرخ، لا ترفع الشعار ولو تحت البطانية، فماذا كان جواب العظيم ابن العظيم!!
قال لهم: إذا كان عليكم ضغوطاتٍ من أمريكا فنحن علينا ضغوطات من ربي ورب أمريكا، من الله المنتقم الجبار،و صرخ في وجه المستكبرين)
فما هو توقعكم من هولاء الأطفال؟!
أطفال الإباء، أطفال الأحرار، أطفال العزة، أطفال الثقافة القرآنية، أطفال آل بيت رسول الله، أحفاد الأوس والخزرج، أطفال نهج الإمام علي وابنيه، ومالك الأشتر والمختار الثقفي، أطفال قائدهم أبو جبريل وأخيه، أطفال عشقوا القتال في وجه الطغاة رغم صغر سنهم، ولكن هم أصحاب العقول الواعية، العقول المستبصرة، العقول الراقية، هم أصحاب الروح الجهادية، روحية البذل والعطاء، روحية الإستشهاد في سبيل الله.