أولوية محاربة الفساد ..وفاء لدماء الشهداء

إب نيوز ٢١ يونيو

هناء الوزير

من المعيب علينا جميعا أن يبذل الشهداء دماءهم وأرواحهم في سبيل الله ونصرة المستضعفين ،ومن أجل رفعة وعزة هذا الشعب العظيم الصامد الصابر المجاهد
وتستمر أسرهم العظيمة في بذل القوافل
والصبر على المعاناة بكل محبة ورضا
ومازالوا على استعداد تام لبذل كل ما يمتلكون من المال والولد ..
مرددين هنا ما قالته أم الشهداء وهي تشيع ابنها (لدينا من العنفوان كأننا في أول يوم ..)
ومع ذلك نجد من يتسلق على ظهور الشهداء وجراحات الجرحى ، وصبر الأسرى ، وتضحيات المرابطين وثباتهم وصدق عطائهم ،
فهاهم المسؤولين لا علاقة لهم بما يعانيه أبناء الشعب ،يتسلمون مستحقاتهم كاملة غير منقوصة من مرتبات مهولة وأرقام تعتبر خيالية في ظل الحصار والعدوان وانقطاع المرتبات عن بقية الموظفين ممن يعانون شظف العيش ،والبعض منهم فارق الحياة نتيجة المعاناة ،والبعض منهم وصلت به الحال إلى حد أن يبيع ثيابه وأثاث بيته هذا إن وجد.من يشتريها ،في حين تجد في المقابل أناس يعانون تخمة غير عادية ،وينفقون من الأموال ما لاتستطيع عقول البسطاء استيعابها …

مانراه ونتابعه من ترويج إعلامي عن تسيير المؤسسات الحكومية لمهامها ،وشطحات التطوير والعمل كذب محض يعرفه الجميع حتى من يبتسمون أمام الكاميرات ..
جميعنا يعرف أن المسؤولين يتسلمون مرتباتهم و مستحقاتهم ومشتقاته النفطية
دون نقص،وكذلك موظفي بعض الجهات الايرادية، فيما الموظف البسيط العادي يعاني أشد المعاناة في سبيل الحصول على أدنى حقوقه
رغم توجيهات القيادة ،وهذه تعتبر ثغرات واضحة يراها الأعمى فضلا عمن يعاني الأمرين .

وهنا نتساءل :
لماذا ترتفع مرتبات أعضاء مجلس النواب في ظل العدوان والحصار وانقطاع المرتبات عن المعلمين وغيرهم من موظفي الدولة ،
أنطلق عليهم قاعدة المؤلفة قلوبهم أم أنهم خلقوا من غير طينة هذا الشعب الكادحين الصابر ..
ولماذا الوزراء والوكلاء في الوزارات والمؤسسات الحكومية تنتفخ بطونهم ووجناتهم وتتعدد زيجاتهم ومناسباتهم
ولا غبار عليهم ..فيما يتساقط البسطاء من أبناء هذه المؤسسات جوعا ومرضا ومعاناة تصل بهم حد الموت ؟!
ولماذا رغم شحة الموارد لاينقصهم شيء ؟!
ومتى ماتوفر شيئا في مؤسسة هنا أو هناك تجدها تنزلق في غمضة عين في جوف شلة الفساد واللوبي المحوش ،ويضيع البسطاء والضعفاء تحت مبررات أنهم لايداومون ،لا يلتزمون ،وهم لايجدون حتى حق المواصلات ،فضلا عن حق الصبوح ؟!
هل كانت الموارد ملكا لأبائهم وأبنائهم فقط
وأين التوزيع العادل للموارد ؟
حتى لو كانوا في جهات ايرادية فهي ليست من باقي تركة أبائهم،حتى المثل يقول (المساواة في الظلم عدالة )
فكيف بالموارد، ولماذا لا تغطي حاجات الجميع ؟!
لماذا لايقتطع منها جزء لتغطية جزء آخر من نصف راتب لمؤسسات أخرى ؟
ولماذا تكاد بطون البعض تتمزق من التخمة ؟وبأي ذنب تتقطع بطون البعض جوعا ؟
فلماذا نسمح للفاسدين أن يتسلقوا على ظهورنا ،و لانلمس ثمار عطاء الشهداء والمجاهدين داخل المجتمع كما نلمسها في ميادين الجهاد المقدسة ..
أرضى الله لنا أن نعيش الشقاء والبلاء بسبب شللية الفاسدين ،أم كان ذاك بسبب سكوتنا على طغيانهم وجشعهم؟؟
أم أننا نحن من ساعدهم على ذلك بالسكوت على فسادهم وجشعهم ونسينا سنة الله تعالى (بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

وتكثر التساؤلات وتتكرر لماذا لم نسمع عن القبض على أي فاسد ، ممن تذكرهم هيئة مكافحة الفساد ، والفاسدين الذين تتكلم عنهم الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ،ولم نرى مسؤولا يسلخ جلده _كما قال السيد القائد سلام الله عليه _
ولماذا يتم التغطية على كثير من الفاسدين ؟
ولماذا تغيب الشفافية والوضوح في كيف تتم معالجة القضايا الكبيرة التي تعتبر قضايا رأي عام ؟
وتطول قائمة التساؤلات من عامة الشعب
ولا نعني بهذا تشويه أحد ممن يسعى للإصلاح ومحاربة الفساد ،ولا ننكر عمل الكثير من الصادقين المخلصين .
ولانريد أن تعلق كل أخطاء وتجاوزات الفاسدين على مبررات أننا في عدوان وحصار ،ليستمر الفاسدين في فسادهم ويبقى الحال كما هو عليه ،فهذا أصلح وقت لصلاح أنفسنا وصلاح مجتمعنا ومؤسساتنا
فإن لم تستقم نفوسنا وتصلح في هذه الأوضاع فمتى ستصلح؟؟
ومن العار والمعيب أن يتسلق الفاسدين على جراحات ومعاناة الشعب ودماء الشهداء وتضحياتهم ،فالمسؤولية تعظم أمام الله وأمام دماء الشهداء وتضحياتهم .
ولكننا نسأل الله ونرغب إليه في دولة كريمة يعز فيها الإسلام وأهله يلمس فيها المواطن البسيط ثمرة صبره وصموده ليزداد عزماً وثباتا .

 

You might also like