الحياة الرمادية
إب نيوز ٢١ يونيو
حليمة الوادعي.
في هذه الحياة التي نعيشها نجد أن الأيام تتقلب في كلِ دقيقة وأخرى، فتارة تغرب الشمس عنا لنعيش حياة باپسه ممتلئة بعقد المشاكلِ وأصوات الصراخ، ويسيطر على أعيننا اللون الأسود، ونشعر بأن الحياة تعاقبنا رغم رقة أرواحنا، فتصبح خواطرنا هشة وكأن نسمة من الهواءِ ستمزق كل مابداخلنا.
وتارة أخرى تشرق الشمس من جديدِ فتنحل عقد المشاكل وتعلو أصوات البلابل، ليبقى اللون الأبيض ساكن أعيننا، فنود أن نقبل يد الحياة على لطفها بنا وجبرها لخواطرنا، وكأن ورود الربيع قد تركت الحدائق لتنمو بداخلنا.
بالرغمِ من تأثُرِ أنفسنا وربما أجسادنا بما تواجهه في التارةِ الأولى من حزنِ وتذوق العلقم فيها الإ أنه لولا غروب شمس حياتنا لما لاحظنا جمال شروقها في التارةِ الثانية ولما شعرنا بلذة العسل فيها، فالله قد جعل الفاصل الزمني نعمة لنا لنشعر بالسعادةِ فيما بعد، فلا طعم للحلوى في فلم أعتاد على العسل.
نستنتجه أن الحياة بطبيعتها ممزوجة بين أيام سوداء قاحلة لن يتجاوزها سواء الأقوياء الذين تميزوا بالصبرِ، وبين أيام بيضاء خصبة نجد الجميع سعيداً بها وبالعيشِ فيها، لتتكون لدينا حياة رمادية لأختلاط اللون الأسود بالأبيضِ فتكون هذه هي سنة الحياة وقانونها الكوني.
.