قلب الحقائق ومعايير الأمم المزدرجة
إب نيوز ٢٣ يونيو
بنت الحسن
بينما تدعي الأمم المتحدة انحيازها إلى جانب الأطفال وحمايتهم، والوقوف ضد من ينتهك حقوقهم، تشاهد آلاف المجازر الوحشية بحق أطفال اليمن، التي تتفطر لهولها القلوب وتتألم، وتتقرح لبشاعتها العيون وتُسهَّد، وتحترق لفضاعتها الأرواح وتتوقد، وتزلزل لمأساتها الأبدان وتنْهد، جرائم ليس بوسع اللغة أن تحتويها، ولا بوسع المعاني أن تحاكيها، أطفال اختلطت لحومهم بالتراب، وخطّت أشلائهم على ثراء السعيدة تساؤلات عديدة، أين حقوق الأطفال المسلوبة ؟!
أين أمانهم المنهوب؟!
ولامن مجيب.
فلم تكلف الأمم نفسها ببيان تنديد وإدانة بحق المجرم التي ارتكبها.
وكانت في كل مرة تكتفي بالقلق الذي ليس الأطفال بحاجة إليه، ولم يجنوا من ورائه فائدة، القلق الذي لا يصنع أمنا، ولا يرفع ظلما، ولا يفرج كرب.
فقد كانت تتجاهل الدعوات بإرسال لجان حقوقية لتقصي الحقائق في كل المجازر التي يرتكبها التحالف بحق أطفال اليمن، ففي مجزرة حافلة طلاب صعدة بضحيان، الحافلة التي كانت تعبق بشذى القرآن، وتتغنى بتراتيله، الحافلة التي ملأها الفرح وغمرتها البهجة برحلتها التي لم تكتمل؛ لكنها انتهت بمأساة أدمت فؤاد الدهر، مجزرة تطايرت فيها الرؤوس وتبعثرت الأشلاء وتدفقت الدماء، المجزرة التي حضرت بعدها مبعوثة الأمم المتحدة(ليزا جراندي) فضجت روح الإنسانية فيها لجور وبشاعة ماشاهدت، فارتعد قلبها، وخنقتها العبرة على الهواء، ومجزرة مدرسة البنات في شعوب بصنعاء، وهن يتزودن من معين العلم، ويجنين من روضاته ورود الأمل ورحيق التفاؤل، لمستقبلهن ، لكن سرعان ما انتزعت أحلامهن، وسلبت أرواحهن، مجزرة سوق الهنود بالحديدة، ومجزرة الطالبات بنهم التي تصدرتهن الطفلة إشراق التي اُغتيلت روح برائتها التواقة للعلم، وقطعت ساقها وهي في طريقها للوصول إلى المدرسة، المجزرة المروعة بحق أسرة الطفلة بثينة التي لم يبقى أحداً من افراد أسرتها، الطفلة التي رأت بعين الإنسانية تغاضي أمم الشرك والنفاق، الطفلة التي شاهدت موت الضمير بعينٍ اغتالها الطغاة وأدماها الجراح، كذلك مجزرة العرس بحجة التي قضى على العديد من اروح الأبرياء، مظلومية الطفل سميح التي نُحتت في قلب كل حر، وتصدرت أوجاع الزمان، وتركت أثرا في تاريخ المآسي والألام، ولم نرى للأمم المتحدة موقفا إزاء مايحصل.
كذلك ما تسجله إحصائيات التقارير التابعة للأمم المتحدة التي تقضي بوفاة طفل كل عشر دقائق بسب العدوان والحصار، كذلك الكوارث التي تصيب آلاف الأطفال بأمراض سوء التغذية الحاد، والأمراض المختلفة بسب الحصار القاتل، الذي منع الأطفال من الحصول على أبسط حقوقهم المكفولة لهم في الشرائع السماوية، والدساتير الكونية، والمواثيق الأممية، والأمم المتحدة ملجمةٌ بالصمت تبتلع لسانها ولم تنبس ببنت شفه في كل مايحصل بحق الأطفال في اليمن سوى قلقها الكاذب.
فقد كانت تذرف دموع التماسيح على بعض المجازر التي يرتكبها تحالف الشر والعدوان بحق أطفال اليمن وخاصة مجزرة حافلة الطلاب في صعدة لكنها لم تقدم شيء في سبيل حماية الأطفال من عدو الطفولة، وقاتل أحلامها ومدمر أمانها، ومرعب برائتها.
حيث أنها سجلت المجرم في قائمة العار لانتهاك حقوق الأطفال ولم تصمد بقرارها أكثر من يوم حتى أعلنت عن تراجعها عن القرار وذلك بسبب الضغوط التي اعترف بها الأمين العام السابق للأمة المتحدة( بن كي مون) بأنه تعرض لتهديد من المملكة العربية السعودية برفع الدعم عنها إن لم تخرج التحالف من قائمة العار، فباع القيم الإنسانية والمبادئ والأعراف مقابل المال، وذبح حقوق الطفولة من الوريد الى الوريدفي ميدان الطمع، وتماها مع المجرم في كل ما يريد منه مقابل المال.
وهاهو اليوم الأمين الخائن العام للأمم المتحدة يواصل ما بدء به سلفه إلا إنه تفوق عليه في مدى النفاق في كل القرارات الذي يتخذهاحيث تولا قيادة الأمم المتحدة لمرحلة ثانية، على حساب أشلاء الأطفال المتناثرة، وأنهار دمائهم المتدفقة وآنات جراحاتهم الغائرة، وآهات اوجاعهم القاتلة، في كل جغرافية الوطن الحبيب.
إنها المعايير المزدوجة التي تكيل بمكيالين، تنظر إلى الجريمة بعين ماستحصل عليه من ورائها،
حيث وقد سال لعاب الخائن (غوتيريش) وازداد نهماً ليتقاضا مقابل دماء الأطفال من معين البترو دولار؛ فأقدم وبكل صلف وبموقفٍ مخزي ومسيس ومسبق الدفع بتصنيف انصار الله في القائمة السوداء لأنتهاك حقوق الأطفال، وليسوا وحدهم من يتصدى لهذا العدوان، راميا البريء بالجريمة، واقفا معا الجلاد ضد الضحية وشاهرا سياط العذاب على المظلوم، متخليا عن كل المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، مشاركاً في القتل ومتحيز إلى الطغيان، وهذا مايزيد الأنصار عزما على المضي فيماهم عليه في ارض الواقع من أجل إرساء مبادئ العدل والحرية، بعيدا عن نفاق العالم.