هل أتاكم حديثُ أبا فاضل؟!
إب نيوز ٢٦ يونيو
شيماء الحوثي.
عن أي عظمةً سأكتب، عن أي جاهداً سأتحدث، عن أي تضحيةً سأروي، عن أي عطاءً سأقص، عن أي إيماناً عميقاً بالله سأتكلم، فهل ياتُرى سأوفي حقَ من سأتكلمُ عنه!!
أبا فاضل وما أدراك ما أبا فاضل، فاضلُ الأخلاق، فاضلُ الجهاد، فاضلُ الإيمان، فاضلُ الوفاء والإخلاص، فاضلُ التضحيةِ والفداء، فاضلُ الإيثار، فاضلُ الأخوةِ الإيمانية..
هذا هو بطلُ معركةِ الجوف، أبا فاضل أعذرني إن خانتني الكلمات للتحدثِ عنك، أبا فاضل أعذرني إن جفَ حِبرُ قلمي للحديثِ عنك، فما أعظمَ جهادك، وما أعظم إيثارٌكَ لإخوانك المُجاهدين المُحاصرين، ما أعظم تضحيتك عندما سارعت إليهم ولم تخذلهم ولم تقل هذا ليس من شأني ولم تقل أن الله قدّر وماشاء فعّل فقد حُصِيروا ولم تقل ليس لدي ذخيرة لمواجهة كل هذهِ الهجمة الشرسة ولم تُأثر نفسكَ عليهم وأختبأت لحماية نفسك، بل سارعت فيهم وخضت غِمار المواجهة بكُلِ ثقةً وإيماناً بالله وبكُلِ شجاعةً وإستبسال، جسدت كُلَ معاني الوفاء والشجاعةِ والبطولة والإيمان..
فقد سجلَ هذا الأسطورةُ اليمني درساً في البأس اليمني وقوة وإرادة الله التي لاتُقهر، سجلَ مشهداً يعجزُ اللسان عن الحديثِ عنه وتعجزُ الحروف عن وصفهِ والتعبير عنه..
فماذا عساي أن أتحدث عن هذا المشهدِ العظيم فقد أبكيتنا يا أبا فاضل ونحنُ نُشاهد بأسُكَ الحيدري في شاشات التلفاز، فماذا ياترى كانَ موقفُ أهلِ البيت عليهم السلام في كربلاء عندما شاهدوا العباسَ عليه السلام شهيداً عندما عادَ قادماً بالماءِ إليهم..
فمشاهدُ أبا فاضل هي حُجةً علينا كُلما ضعُفَ الإيمان في قلوبنا علينا أن نخجل من عظمةِ أبا فاضل لكي نكون كما يُريدنا الله..
شجاعةُ وإقدامُ أبا فاضل هي نادرةً جداً، فليسَ في همهِ حُبُ الظهور أمام عدسةِ الكاميرا وليسَ همه أن يشتهرَ في القنوات، فهمهُ هو إنقاذُ أخوتهُ في الجهاد والإيمان فلم يأبه بالمخاطرِ المُحاطه بساحةِ المعركة، فالأخوةُ الإيمانية أقوى وأعظم من أخوةِ الدمِ والنسب، فأقدمَ في ساحةِ المعركة كالليثِ الكرار وفازَ في المرةِ الأولى في إنقاذِ مجموعةً من الجرحى المُجاهدين، وفازَ في المرةِ الثانيةِ أيضاً في إجلاء بعضً من الجرحى المُجاهدين، ولكن في المرةِ الثالثة فازَ بالفوزِ الأعظم ووسامِ الله الأكرم وهي الشهادة، فُزتَ يا أبا فاضل بالفخرِ العظيم والعزِ المجيد، فلا أنتَ من عُشاقِ التباهي وحُبِ الظهور، ولا أنتَ من عُشاقِ المناصبِ والمكاسبِ الدنيويةِ الزائلة، فأنتَ ممن لا نعرفهم إلا حينَ يستشهدوا، فلُقبت بـ أبا فاضل ولا يليقُ هذا الأسم إلا من هو فاضلً من أمثالك..
عندما وقعَ أبا فاضل شهيداً على الأرض بعد العملية البطولية قالَ أحدُ رفاقه وهو يصور إقدامهُ قال <أستشهد.. أستشهد أمانة> قد يعتبرها البعض عبارةً عادية لكنها تحملُ من الحُزنِ والألمِ والقهر الكثير والكثير لفقدِ هذا الهامةُ الجهاديةُ العظيمة..
والله يا أبا فاضل إنَ الكلمات تضيعُ والحروفُ تختفي ولا أعلم ماذا قد اكتب عن عظيمِ تضحيتك ونستحي كثيراً يا أبا فاضل على أن نُشاهد هذه المشاهد ناهيّكَ على أن يُحكى عن مثلِ هكذا شجاعة وتضحية..
أبا فاضل طومر كان رجلاً خارقاً للعاده فلم يأتي من أرضاً مجهولة الهوية لانعرفها لم يكن إنساناً يعرفُ الخوف بل كان فيه كل صفات الأخلاق والإنسانيةِ والمشاعر الحسنة..
أبا فاضل هو إنسان عرفَ مسؤوليتهُ أمام الله فقدّرها وأستشعرها لم يُبالي أو يخاف أن يستشهد أو أن يُصاب بمكروه فعنده كلُ شيءٍ يهون في سبيلِ الله وسبيل الجنة..
فهنيئاً لكَ يا أبا فاضل الفوز العظيم والشرفَ المجيد.. هنيئاً لكَ هذهِ التاجرةُ الرابحة فنعم المُشتري هو الله، فسلاماً عليك بما جاهدت وضحيت وأستبسلت، سلاماً عليك من يومنا هذا إلى أن يرث الله الأرضَ ومن عليها، فهنيئاً لكَ الحياةَ الأبدية، سلاماً عليك أيها البطل ورحمه الله وبركاته.