وأبا فاضل الذي وفى
إب نيوز ٢٦ يونيو
صفاء السلطان
جرى ثم توقف ثم أضواء وانتهى بتصفيق صاخب، علها كانت مشاهد من فيلم هوليوودي ينتهي بتنظيف الغبار من على أكتاف البطل ويعطى مشروبات باردة ثم ينتهي المشهد ويحصد الجوائز العالمية.
لكن ليتوقف العالم أجمع عند هذا المشهد الأسطوري الذي لا أستطيع وصفه سوى أنه كان “آية من آيات الله”!
فداء، فبطولة فرقي أخلاقي وقيمي وإنساني قل نظيره،
بذل ثم بذل فثالثهما بذل صولة وجولة، ترقب واستبصار، حب وإخاء هذا ببساطة ماحمله أبا فاضل طومر شبل صعدة البطل.
إصرار على التمسك بأخوته حتى آخر قطرة في الجسد،
تعجز الكلمات عن وصف المشهد الأسطوري العظيم لكن قد تتجرأ الكلمات أحيانا بوصف هؤلاء الأبطال، فإن وصفنا المشهد من جانب الإحسان فذاك البطل قد أحسن لرفاقه حتى أنه قد بذل روحه إحسانا لرفاق الجهاد.
وإن أتيت للمشهد من جانب الفداء والبطولة، فقلّ أن تجد كما هذا الفداء في أي مكان في العالم إلا في ساحات العزة والكرامة في يمن الإيمان.
كثير منا ذُهل وتفاجأ عندما رأى هذا المشهد العظيم!
لكن لنتوقف قليلا ونستقي دروسا من هذا المشهد العظيم :
أولا : أن الخوف من العدو لاقيمة له في قلوب أمثال أبا فاضل وهو من خاض غمار المواجهة وكسر الحصار وواجه النار في كل اتجاه؛ ليواجه أبافاضل مجرمي هذا العصر ويعطي حتى المنحر في سبيل المبدأ وفي سبيل إعلاء كلمة الله.
ثانيا: أن لا وقت لأخذ قسط من الراحة فالوقت عند أبا فاضل وأمثاله وقت عمل وقت تحرك.
يصول ويجول لم تقر عيناه حتى نال مراده بإنقاذ رفاقه وكسر الحصار عنهم، ثم نيله لشرف الشهادة.
ثالثا: أن لا قيمة لأي محبة أو أي أخوة إلا بالأخوة الإيمانية والتي دفع من أجلها أبافاضل روحه مدافعا عن أخوته وأحباءه.
وكما شق موسى عليه السلام البحر بعصا لم يكن سرها سوى الثقة العالية بالله، فقد شق أبا فاضل الصحراء القاحلة بنفس السلاح، سلاح الثقة والإيمان والفداء.