أعطيتك كلما أملك
إب نيوز ٢٦ يونيو
صفاء السلطان
كنت صغيرة حينها لم أعرف العالم بعد عندما خال لي أن الأبطال غير موجودين سوى في الأساطير القديمة حيث ذو يزن وأسعد وتبابعة اليمن وأكاسرة الفرس وأباطرة الروم.
وفي هذه الحرب التي كبر فيها الطفل الرضيع ، كبرنا ووعينا بل وعقلنا أن في هذه البلد العظيمة والعظيم رجالها هنا من صدقوا ماعاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.
كم نمتن لمن أسدى إلينا خدمة، قد يحتل دفاتر ذكرياتنا ومواقع تواصلنا بالشكر والتقدير له، نحدث ذا وذاك عنه وقد لا نرى عظيما سواه.
هناك في تلك الساحات حيث يقطنها رجال لاتهاب الموت ثابتة أقدامهم ثبات الجبال، تجرأت أحرفي على الكتابة عن ” أبا فاضل الذي وفى ” ، الذي قدم أعظم صور العطاء، فإمتناني لأحدهم أسدى إليّ خدمة ليس كمن قد أعطى رفاقه كل شيء ليتوج عطاءه أخيرا بعطاء الدم.
بينما يشق البعض الطريق ليساعد صديق له بخدمة ما، يشق أبا فاضل لرفاقه الصحراء القاحلة الموحشة والتي يحاصرها الكثير من قطاع الطرق الخونة والقتلة المجرمين كل هذا يرمي به طومر عرض الحائط ساعيا لفك الحصار عنهم، ولك أن تتخيل المشهد… رصاص تحيط بك من كل جانب أسلحة متطورة ترمى بها وقناصات تتلهف أن تختطف روحك؛ لكنها لاشيء عند طومر وأمثاله كلها تبدو عندهم أشياء لا تخيف فلا خوف في قلوب هؤلاء من رصاص البندقية ولا من قذيفة المدفعية.
صال وجال مرة فثانية فثالثة فالأولى بمدرعة حمل فيها من حمل من الجرحى والثانية بطقم عسكري يوصل أحباءه وأعزاءه للمكان الآمن ليعود للثالثة عله يجد مراده في هذه المره عاد أدراجه وطاف طواف الوداع ثم ترجل عن فرسه؛ لينال مبتغاه، وفاء إحسانا فداء صدقا يترجل الفارس عن جواده مودعا لمن مازال محاصرا أن أعذروني فقد حال الرصاص بيني وبينكم،
كما ودع من أنقذ حياتهم وفك الحصار عنهم أن أوصلوا سلامي لقائدي ولرفقتي ولأهلي، وأخبروهم أن قد أعطيتهم كلما أملك.