أبو فاضل طومر لن ننساكَ ماحيينا.
إب نيوز ٢٧ يونيو
إقبال جمال صوفان.
إلى أين الوِجهة ياأبو فاضل؟ “صلا الكُفّار” هكذا كان جواب بداية إنطلاقتهِ لفكِ حِصار رفاقه ، تحرّك بكل عزيمةٍ وإصرار، ولهب الإنتصار في عينيه لم يُبالِ بأي شيءٍ قد يلقاهُ في طريقهِ رُغم أنّهُ يعلم ماالّذي سَيُقبل عليهِ من نيرانٍ ورصاصٍ ومُعوقات ولكن كانت الثّقة بملك السّمٰوات والأرض أكبرُ من أي خوفٍ قد يراوده ، إنهالت عليه طلقات الرّصاص من كلِ حدبٍ وصوب ولكنه وصل سالماً مُعافى ليضع مونة لمن هو باقٍ هناك ويحمل الجرحى على متنِ دبابته ، لم يهنأ الجلوس وبقية رفاقهِ يُعانون ، عاد بسيارةٍ عسكرية للمرةِ الثّانية ووصل وأخذ الجرحى عليها ، ولكن الإصرار على الوفاء وعدم ترك الرفاق تسطّر الموقف ، وعاد الشهم الوفيّ للمرةِ الثّالثة ولكن هذهِ المرّة نادتهُ ملائكة السّماء أن أقبل إلينا فليس لكَ مكاناً في الأرض ، أُعطبت آليتهُ من قِبلِ العدو فخرج منها وسقط شهيداً كريماً مِقداماً كرار غيرَ فرار ، ألفُ سلام على الصلب الشّامخ الّذي حملكَ أيها الوفيّ.
ماالّذي فعلتهُ ياأبا فاضل ؟ لقد أبكيتنا وأشعرتنا بأننا لا شيء أمام تضحيتكَ وفدائكَ ووفائك وصدقك وجهادك الذي ينبغي أن يُدرّس للأجيال، أتعلم أيها الضرغام أن حروفي خجلى أمام مافعلته ؟ لقد أعدتَ كربلاء في لحظات! قُتل العباس وأوقعه الأعداء من على فرسه وقطعوا كفيّه وهو يُحاول إيصال الماء للعطشى المُحاصرين من آل البيتِ عليهم السّلام ، وها هو المشهد نفسهُ يتكرر اليوم معكَ ياأبا فاضل وأنتَ صاحب الفضل علينا جميعاً عندما سقطت شهيداً في سبيلِ فك حِصار رفاقك المُجاهدين ، لله درُّكَ أيها العظيم .
شاهدناك والعيون غرقى بالدموع، والقلوب جرحى بالفراق ، والأرواح حرّى بالوداع نلت الشهادة بصدق شديد في القول والعمل، قاتلت بكل ماتملك من قوة ولكنك صنعت الفرق فهناك من يُقاتل بيديه فقط وهناك من يُقاتل بقلبه وروحه وكل كلّه ، فُزت بوسامٍ راقٍ وانتقلت بهِ إلى عالم الحياة الأبدية الذي لاخوف عليك ولا حزن فيه ، مكاناً تستحقهُ ويستحقك وها هو اسمك اليوم يُنطق بكل فخرٍ وسموّ، ويُكتب بكل إعتزازٍ وافتخار وشموخ.
هنيئاً لمحافظةِ الجوف الّتي نالت شرف استشهادكَ فيها، هنيئاً للترابِ الذي سقطت عليه ، هنيئاً لمن وصل إليكَ أولاً وحمل جثمانك الطّاهر النقي، هنيئاً لأفرادكَ الّذين تدربوا على يديكَ أيها القائد العشريني ، هنيئاً لمن كان قريباً منك .
تُرى مانوع الحُبّ الذي بينك وبين الله ؟ كيف كان قربكَ منه ؟ كيف كان اتصالك به؟ كيف كان خطابكَ له؟ كيف كانت حياتك وصلاتك وجهادك ؟ حتّى تنال كل هذا التأييد والنّصر والثبات على طريقٍ كل شبر منه قد يفقدك روحك التي بذلتها رخيصة في سبيل الله وهي أغلى ماتملك! ماأعظمك وماأعظم تضحيتك الكبيرة ، لن ننساها ولن ننساكَ ماحيينا.