المناضل أبا فاضل..ومايحتاجه الميدان!

إب نيوز ٢٧ يونيو

بتول الحوثي

البطل الشهيد/هاني محسن طومر، ليس شخصا فريدا من نوعه وليس الوحيد بين أقرانه وليس غريبا وجوده في جيش تمنى أعظم قائد عربي أن يكون جنديا من جنوده تحت راية قائده العظيم والشجاع؛ بل هو مصداق لآيات الله في الأنفس والأفاق، وهو معلم آخر من معالم الثقافة القرآنية، كيف لا؟! وهو خريج مدرسة الشهيد القائد وينسب قسرا وفخرا إلى مصنع الرجال.

لن أبحث عميقا في شخصيته، ولن أسهب في سرد قصته، ولن أروي سيرته فهي شبيهةً تماما لكل من سبقه من الصادقين والشهداء،لا اعتبار لصغر السن ولا كبره هنا ولا شهاداته ولا خبراته كم تدرب؟ وكم تأهل؟ كم نال من أوسمة شرف؟ وماهي رتبته؟ كل هذه الأشياء تبدو غريبة عليه في هذه الحالة، مضى وكل ما يدور في ذهنه قبسٌ من نور سورة الصف وعاد صدى من صوت القائد وهو يردد: هومن..؟ هو من…؟

نعم؛ الحرب ضروس والنيران ملتهبة والعدو ليس بذي العدة والعدد القليل، لامجال للتمويه والتخفي ولا وقت للتأني والتخطيط، فالمجاهدون محاصرون والعدو لايرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة، في المقابل عزّ على جندي الله أن يترك رفاقه بين أنياب الذئاب المفترسة، فكابد وعانى وصبر وضحى واحتسب وعزم الرحيل ناسيا بعد المسافة ووعورة الطريق وشراسة المعركة وبادر ثم بادر ثم نجا.

لقد سعى لتطهير الطريق التي تمر منها دماء الجرحى حتى لا تتلوث بدرن التخاذل والإنهزام وتبقى على طهرها _طاهرة ومطهرة_، وشيءٌ ما يقول له: أو تكون الأرض مقاما مناسبا لذلك الطهور!؟ ولقد أخذت منه غبطة الشهداء مأخذا حتى نالت منه وأنالته ما أنالتهم،فصعد إلى السماء في محرابه المقدس،فما كان من حبات الرمل المتطايرة من حوله إلا أن صرخت بصوت واحد:”فزت ورب الكعبة ” فلا نصر إلا من عند الله، ولا نصر إلا للمؤمنين وهكذا يكون المؤمنون وكفى.

.

You might also like