المراكز الصيفية وجرعات الوعي المكتسبة

إب نيوز ٢٧ يونيو

بنت الحسن

يعتبر العلم الصحيح والنافع حصناً حصيناً، وسوراً حامياً، ودرعاً واقياً لصاحبه مدى الحياة؛ كما يُعتبر الأطفال ثروة المستقبل، ورصيده، وصناع مجده وتاريخه، وبناة حضارته وأمجاده الذي من خلالهم يكون مزدهرا زاهيا، لهذا يتوجب على كل ابٍ وام الدفع بأبنائهم إلى المراكز الصيفية؛ لتلقي مختلف العلوم الدينية والثقافية والتربوية والمهنية ووقايتهم من الضياع في الشوارع والطرقات، وإشغال فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائد؛ حيث تعد المراكز عبارة عن روضة غنية بكل انواع المعارف، والمهارات التي تغذي عقولهم، وتلبي طموحاتهم، ويتنقلون فيها بين تشكيلة من ألوان الكتب النافعة؛
لتلقي جرعات الوعي الكاملة التي تجعلهم في حصانةٍ من كل أوبئة العصر المدمرة، وفيروساته القاتلة بالثقافات التي تبث سمومها في كل مناحي الحياة؛ لتقضي به عليهم كأجيالٍ قادمة، والتزود من معين الهدي القرآني لتتشبع أفكارهم، وترتوي أرواحهم بالثقافة التي تقوي إيمانهم، وتبنيهم البناء الصحيح، وتجعلهم في طوق الأمان من كل ما يشوه طهارتهم، ويخدش برائتهم، ويلوث صفوهم؛ قال تعالى: (( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْـمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )).
من سورة المجادلة- آية (11)
فالقرأن ملاذ أمن، وكهف أنس ورفعة في الدنيا والأخرة لكل من لجأ إليه في هذه الحياة، فهوا رحمة الله لعبادة، وهو حبله المتين لكل متمسك به في هذه الدنيا.
لذلك إذا لم نحتضن ابنائنا ونرعاهم بمايفيد، ونحصنهم بالقرآن، سيلقون من يحتضنهم من اصحاب الثقافات المغلوطة والأفكار الهدامة، وينتزعهم من بين ايدينا ويصْبحون في ظلمات الشيطان يعمهون، تسيرهم قوى الشر والطغيان.

لذلك فالمراكز الصيفية وحدها من تحمي ابنائنا من كل ما يخطط له الاعداء لاستقطابهم واستعمار عقولهم بالثقافات المغلوطة، او بالحرب الناعمة، اللذان يجعلان منهم اما وحوشا بشرية في خط التطرف والتكفير؛ بحيث يصيروا اعداء في كل بيت وحارة يقتلون ويذبحون بإسم الدين ة، وينتهكون حرمات المسلمين بإسم الدين، ويفجروا مساجد الله وهي عامرة بالدين بإسم الدين.
او يغتالوهم بسهام الحرب الناعمة التي تجعل منهم جيل متفسخ وساقط ومنحل في ميدان الضياع، والتيه، والتفلت؛ بحثا عن المغريات والتفاهات، عديموا الغيرة والشهامة ليسهل عليهم إحتلال نفسياتهم وافكرهم واستخدامهم فيما يضر الاسلام والمسلمين بكل سهولة ويسر .

You might also like