قصص واقعية، متوجة بتأييدات ربانية .
إب نيوز ٢٨ يونيو
البتول جبران
من أين أبدأ كلامي، وما عسايا أن أقول؟ فلساني عجز عن الكلام، وحروفي تقف في دهشة، وذهول، لا أستطيع البوح بكل ماتراه عينيا، وتسمعه أذنيا ، فعندما يكون الحديث عن قصص مجاهدينا الأبطال، عندها لا ألوم حروفي لماذا عجزت عن ذلك؟ و نفسي لما كل هذا الذهول؟ فالحديث عنها هو حديث عن قصص ليست من نسج الخيال، ولا من مؤلفات الكتاب، هو حديث قصص واقعية، متوجة بتأييدات ربانية، على أيدي فتية أمنوا بربهم فزادهم هدى، من كتابه تثقفوا، وعليه توكلوا، وبه وثقوا، وبعظيم عطاياه فازوا.
فعن قوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} تسألوا ؟! وبالجواب { تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَـمُونَ} ءامنوا، وتيقنوا، وعلى خطى{ً انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}تحركوا، وبــوعد ربهم{إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهُ} وثقوا به ومنه باعوا، وببيعهم بضيافته فازوا {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، ولأنهم من أجل الله وحده لا سواه تحركوا بذلك استحقوا بأن يقال عنهم رجال صدقوا{ مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
الحديث عنهم وعن قصصهم، وعن الانتصارات التي يحققونها، والتأييدات الألهية التي يحظون بها، هو حديث عن آيات الله التي تتجلى في أرض الواقع في كل تلك الانتصارات، هو حديث عن قول الله تعالى{ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ}وقوله{ْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} وقوله {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } وقوله { فَلَـمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى}.
مانراه نحن من تأييدات ربانية ليس سوى غيض من فيض من مايحصل في غياهب الجبهات؛ لأن هناك الكثير والكثير من المعجزات الألهية التي يحظى بها مجاهدينا الأبطال، التي لم توثق، وهذا ماقاله أحد المجاهدين الذي ارتقى وأصبح الآن شهيدا لشقيقته تحدث إليها قائلا: ً (ماترونه أنتم لايساوي شيء أمام مانراه نحن، ونحظى به، لأن هناك الكثير والكثير من التاييدات الربانية التي تفوق الخيال، هي أعظم مماتتوقعوا وأكبر مما تتخيلوا، لم توثق ).