(عَنْسي).. وافتخر

 إب نيوز ٢٨ يونيو

بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.

طبعاً لا تستغربوا من العنوان!

فأنا لست مناطقياً إلى هذه الدرجة حتى أنطق بمثل هكذا كلام لولا أنني في الحقيقة قد سمعت من العجب ما يجعلني أنطق به وأقوله لا لشيءٍ طبعاً سوى تحجيماً وتقزيماً وتحقيراً لما سمعت ومن سمعت عنه!

سمعت أحدهم في الحقيقة يقول:

إماراتي.. وافتخر!

وليست هذه هي المرة الأولى طبعاً التي أسمع فيها مثل هذه العبارة، فقد اعتدت واعتاد الناس سماعها كَثيراً في كذا مناسبات وكذا قنوات تلفزيونية تابعة للنظام الحاكم في الإمارات أَو مقربة منه!

إماراتي وافتخر!

بالله عليكم،

هل هنالك أعجب وأغرب من هذا الكلام؟!

يعني أنا مثلاً إن قلت: عنسي.. وافتخر، فَـإنَّ لي الحق في قول ذلك كما هو الحق أَيْـضاً لكل أبناء القبائل اليمنية العريقة الأُخرى أن يعتزوا ويفاخروا بقبائلهم الدنيا كلها ولا أرى أن في ذلك مشكلة أَو أن أحداً من العرب سينكر علينا ذلك!

ليس؛ لأَنَّ قبيلة عنس طبعاً تُعَدُّ واحدةً من أقدم وأعرق القبائل العربية أو؛ لأَنَّها تعود نسباً إلى عنس بن أسعد بن مالك الحميري، ولكن؛ لأَنَّها من أول القبائل اليمنية والعربية التي سارعت إلى نصرة الإسلام وأسهمت إسهاماً مباشراً في نشره وإيصاله إلى كثير من البقاع والأصقاع!

لقد قدمت في الحقيقة قبيلة عنس وحدها في خدمة الإسلام ما لم تقدمه عشر دول بحجم وثراء دولة (الإمارات).

يكفي (عنس) فخراً أنها قدمت من أبناءها ثاني شهيد في الإسلام – ياسر بن عامر العنسي!

وحسب زُبيد – وهي (إحدى أفخاذ (عنس) وأكبر مخاليفها) فخراً أنها انجبت واحداً من أشجع فرسان العرب وأجلدهم على الطعن والحرب عبر التاريخ – عمرو بن معد كرب الزُّبيدي فارس (القادسية) الأبرز وصنديدها المقاتل المغوار.

أفلا يحق لي بعد ذلك أنا كزُبيدي عنسي مذحجي أن أفاخر بقبيلتي هذه وتاريخها المشرف هذا؟!

بلى وألف بلى.

أما أن يأتي أحدهم ويقول: إماراتي وافتخر!

فعلى أي أَسَاس يبني هذا الكلام؟! ومن أي مصدرٍ يستمد منه هذا الفخر يا تُرى؟!

أنهم أصبحوا أثرياء حَــدّ الفحش مثلاً؟!

عمر المال مهما كثر ما كان مصدر فخر أَو مبعث اعزاز لأحد خَاصَّة إذَا ما وظِّف توظيفاً سلبياً وسيئاً كما وظفه هؤلاء القوم، ولنا في قصة (قارون) وكنوزه خير مثال!

أم؛ لأَنَّهم شيدوا البنايات والأبراج العالية؟!

من قال أن البنايات والأبراج العالية كانت تُعَدُّ يوماً مصدر فخر أَو مبعث اعزازٍ لأحد، فكيف بها وقد بنيت بأيادٍ وخبراتٍ أجنبيةٍ صرفة؟!

طيب..

من أين يستمد هؤلاء القوم فخرهم إذن يا تُرى؟!

هل يستمدونه مثلاً من إنجازاتهم الخارقة وما حقّقوه في مجالات إشاعة ثقافة الانحلال والتفسخ وتفكيك منظومة القيم العربية والإسلامية، أم يستمدونه من واقع علاقتهم المتطورة وتحالفهم الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني، أم من أين يستمدونه يا تُرى؟!

بصراحة لا أدري!

ولا أدري أَيْـضاً ما هي المعايير التي يعايرون بها حالة الفخر والاعتزاز لديهم!

على أية حال،

يظل هؤلاء القوم مهما بلغوا من الثراء أَو تطاولوا في البنيان أقزاماً صغارا إذَا ما وضعوا للمقارنة أمام قبيلةٍ يمنيةٍ واحدةٍ بحجم (عنس) أَو غيرها من القبائل اليمنية الأُخرى التي لا تقل عن عنس شأناً ولا تنقص قدرا، فكيف بهؤلاء القوم إذَا ما وضعوا للمقارنة أمام اليمن العظيم!

فعلاً.. لا مجال للمقارنة.

طيب..

حد يراجعهم يا ناس لا يصدقوا أنفسهم.

قلَّك: إماراتي.. وافتخر.. قال!

You might also like