جئت من صلاة العاشقين… أبا فاضل .

إب نيوز ٣٠ يونيو

كتب/منتصر الجلي.

من أين جئت وكيف أنت ومن أنت حتى تلوح كبارق يخطف أبصار ومشاعر الناضرين ؟
أأنت من حسابات الأرض أم كتاب قدسي شاهدا كرجل سويا جئت تقدم درس للعالمين .

نجمك لاح على الإنسانية وأخذت وسام الشرف العالي الذي لا يقيد بوسم أو يزن له ميزان يكفيه وموازين المادة أمامك هباءًا منثورا.

يافاضل العارفين ويا أمة من شعب وقلب من حقيقة وسجود من صلاة وصلوات من عاشقين وسلام على مر السنين.
خرجت يوم خرجت رجلا ماجدا في غمار الشبل الصعدي الحالم بالنصر المناصر للقضية خرجت مجاهدا في سبيل الله لم ترد منصب أو مسؤولية ومسؤوليتك الكبرى وجدتها حين وجدت نفسك أمام إخوانك الجرحى منقذهم الوحيد وملهم حياتهم الباقِ

أيها البطل شاهدنك وشاهدك كل حس وبنان وكيان ،شاهدناك حضرة الشهيد فشخصت أبصارنا ونحن أمامك مكبلين ذهولا وتساؤل أي قديس تعانقه السماء وتقربه الأرض ويحفظه كل شبرا فيها.

طومر أنقف عند ملاحمك الأولى وأنت تسود الأسد في عمليات النصر الكبرى من البنيان المرصوص وأمكن منهم ونصر من الله ؟ أم نقف على صهوة الميدان وسط هجير كالحلسين يوم الطف والعباس أمام النهر ، بل نقف على أسد جسور ومجاهد ثائر ومغامر صادق وإنسان مؤمن اتوكل على الله وسلم الدرب لقائد الدرب الأعلى .

رجل من القرآن وقائدا هدى القرآن ورثت الشجاعة والكياسة من أسرة حالمة مؤمنة بالله قدمت فلذات أكبادها قبلك ثلاثة هم أخوانك وأقرانك فلم توهن أو تضعف ولم تلين أو تتراجع عن مواصلة درب الجهاد والاستشهاد ومنتقما من المعتدين منكلا بأعداء الله أشد تنكيلا.

ولقد رأوا شهامتك وصبرك ورجولتك التي رباها الإيمان وبناها الميدان حتى فقت أقرانك وأترابك من المؤمنين فكسرت الأسطورة وقدمت ملحمة السماء عبر سفر الذهاب والإياب والصبر والتحدي الذي كان ألف رجل في رجل وألف مقاتل أمام شرذمة باعت دينها وتنكرت لمبادئها وهم مسوخ أهل الأرض.

أبا فاضل العجز يحوك خيط وجوده أمامنا ونحن نسطر حروفك العظيمة وقد سقم الحرف وشاخ الوقت وهرمت دقائقة وذابت ثوانيه.

أيا طومر لم نستطع طولا أن نرسم الأرض وماعليها من جسد طاهر ومقاتل عظيم ومن أكف قبلتها الأرض قبل قُبَل الصحب والرفاق ، وقد سقطت الى السماء وبراقك ثلاثة من الآليات التي حمتك وساندتك وفي الأخير ابتسمت لتقول : أعذرني يا رفيقي هنا تنتهي مهمتي وقد كتبت لي النهاية لتحيا ولسوف يعطيك ربك فترضى وستنقلك ركاب أخرى هي قادمة لقد طلبتك السماء.”

وهنا ترجلت عن جيادك ونزلت تطوف الأرض عزا وشموخا نظرت أقصى الظالمين فأهتزت عروشهم ونظرت يمنة ويسرة حتى أشرآب لك جبال المحيط ومالها وما فيها …وما إن قررت المغادرة تشبث بك كل عظيم وصادق ونزلت تفتش على الأرض جمالها كعريس يوم اللقاء .

فيا صحيفة من المجد ويا ثابت لم يزل ويا نطفة من العظمة وجبل من الصمود وهبناك السلام ووهبناك الحياة …السلام عليك حين غادرت لتكن فاتحة كل نصر على محيط كل تلك الأرض والجبال التي عاينت عروجك..لتكن مدرسة إيمان فتحت على يديك قلوب الجهاد وفتحت الأرض وجاءهم بأس الله وأحيطت بهم خمس مسارات من بأس المؤمين فانتصرت وإن رحلت وانتصر لك كل سلاح حضر المعركة تطوفها بنادق المجاهدين عبر مساحاتها الواسعة ولكن انتصروا فقد كنت الشعلة التي أشعلت بركان الغضب على الظالمين المعتدين..فطردوا منها ملعونين قتلى وأسرى وجرحى وكان أمرالله مفعولا.

You might also like