لا هي مفاضلة ولا محاصصة، فما تكون ؟!
إب نيوز ١ يوليو
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
لا أدري بصراحة ما هي المعايير التي اتبعتها اللجنة الخاصة المكلفة بقبول المتقدمين للمعهد العالي للقضاء – نيابة وقضاء !..
لقد تعودنا في السابق ومنذ إنشاء هذا المعهد العالي أن يتم اتباع نظامي المفاضلة أو المحاصصة مع تحفظي الشخصي طبعاً على نظام المحاصصة لاعتقادي بأن نظام المفاضلة هو الأنجع والأفضل تقريباً !
إلا أننا هذا العام وخلاف الدفع السابقة قد تفاجئنا باعتماد نظام قبول غير واضح تماماً أشبه ما يكون بوعد بلفور الذي أعطى من لا يملك أرضاً أو (حقاً) لمن لا يستحق بحسب ما فهمت طبعاً من بعض الطلاب الذين لم يتم قبولهم !
وإلا ماذا يعني أن يتم عدم قبول بعض الطلاب من ذوي المعدلات العالية والذين انطبقت عليهم جميع المواصفات والشروط لصالح طلاب من ذوي المعدلات المنخفضة ؟!
في الحقيقة لقد التقيت ببعض الطلاب من الذين لم يتم قبولهم والأسى يملأ مآقيهم حسرةً على ما أصابهم من خيبة أملٍ لم يكونوا يتوقعونها خاصةً وقد أكدوا لي جميعاً أنهم تجاوزوا بنجاح كل شروط ومعايير القبول وأن معدلاتهم هي الأعلى بين كثيرٍ من المقبولين !
الطالب (م .ح) وهو الأول على الدفعة شريعة وقانون يقول بمرارة : انطبقت علي كل المواصفات والشروط ولا أدري أي عائقٍ ذلك الذي حال بيني وبين بلوغ حلمي . ثم يستطرد متحسراً على سنواتٍ وصل ليالها بنهارها وهو يجد ويجتهد ليأتي من كان يعرف عنه بالتكاسل واللامبالاة وتدني المستوى ويحصد مقعدي ويجلس حيث كان يفترض أن أجلس أنا أو كما قال هذا الطالب !
أما الطالب (ح.س) فيقول : لقد سهرت وجديت وذاكرت والأمل يحدوني أن أصبح طالباً في هذا المعهد ثم انتظرت عاماً كاملاً هي المدة التي أستكملت فيها أنا وزملائي إجراءات القبول صرفت خلالها كل ما ادخره لي أبي وما جمعته أنا ليوم عرسي وديوناً فوقها لا بأس بها، لأتفاجأ في الأخير وبعد سهر طويل وتعب وانتظار عام كامل أنه قد تم استبعادي بكل سهولة وبجرة قلم ! انتهى.
طبعاً ما اورده هذان الطالبان هو ملخصٌ بسيط مما سمعته من بعض الطلاب الذين تم رفضهم والذين تحدثوا إليَّ بذات النبرة تقريباً .
فإذا كان الأمر فعلاً كما ذكره هؤلاء الطلاب، فهذا يعني شيئاً واحداً هو أن ثمة مشكلةً أو خللاً في معايير وشروط القبول خاصةً إذا ما علمنا أن اللجنة المعنية بأمر القبول قد ضمت في جنباتها نخبة من أهم رجال القضاء المعتبرين والمشهود لهم !
ولا أدري بصراحة إن كان هذا هو السبب وراء ذلك أو أن ثمة سبباً آخر، لكن هذا لا يعني أن لا يُنظر إلى تظلمات وشكاوى هؤلاء الطلاب بعين الإعتبار خاصةً إذا كان الأمر يتعلق بمستقبلهم الوظيفي والوطني المكفول وكذلك مستقبل من سيأتي من بعدهم يريد الإنضمام واللحاق بركب القضاء .
#معركة_القواصم