تفاصيل وقوع كبار المسؤولين الإسرائيليين في الفخّ الذي نصبه لهم حزب الله وأدلوا بأحاديث…

 

إب نيوز 2 أغسطس

تفاصيل وقوع كبار المسؤولين الإسرائيليين في الفخّ الذي نصبه لهم حزب الله وأدلوا بأحاديث استخدمتها فضائيّة “الميادين” لإنتاج الفيلم الوثائقيّ عن حرب لبنان الثانيّة

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
أثار الفيلم الوثائقيّ الذي تقوم فضائيّة “الميادين” ببثه عن خبايا وخفايا حرب لبنان الثانيّة، أثار اهتمامًا واسعًا في الإعلام الإسرائيليّ، وتحديدًا، لأنّه أوضح للإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، أنّ عملية الأسر، التي نفذّها عناصر الحزب على الحدود اللبنانيّة-الإسرائيليّة، والتي كانت السبب في شنّ العدوان الهمجيّ على لبنان، كانت عمليةً نوعيّةً بامتياز، قادها الشهيد القائد عماد مغنيّة.
وعلى الرغم من أنّ الجميع يؤمن بأنّ الفيلم الوثائقيّ يدخل في إطار الحرب النفسيّة التي يخوضها الطرفان، حزب الله وإسرائيل، بشكلٍ مُكثّفٍ، إلّا أنّ الجمهور الإسرائيليّ رأى لأوّل مرّة تفاصيل العمليّة بكامل تفاصيلها، الأمر الذي دفع الإعلام العبريّ إلى البحث في الأرشيف عن مشاهد بثها هو، إلّا أنّ محاولاته باءت بالفشل. صحيفة (يديعوت أحرونوت)، كباقي وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها، الصحافة المكتوبة والالكترونيّة، محطات التلفزيون والإذاعات العبريّة، تناولت قضية الفيلم الوثائقيّ، لافتةً إلى أنّ فضائية “الميادين” كانت شفافةً للغاية في العرض، وحتى أنّها عبّرت عن شكرها لحزب الله، الذي بحسب الصحيفة الإسرائيليّة، قام بتزويدها بالمشاهد المؤثّرة والحصريّة عن عملية الأسر. بكلماتٍ أخرى، لم تتمكّن وسائل الإعلام العبريّة من تهدئة روع الإسرائيليين، خصوصًا وأنّه مرّ عقد من الزمن على هذه العمليّة، وفي هذه الفترة الزمنيّة تعاظمت ترسانة حزب الله العسكريّة كمًا ونوعًا، الأمر الذي بدأ يُثير التساؤلات في الدولة العبريّة حول مجريات الأمور في المُواجهة المُستقبلية بين الجيش الإسرائيليّ وبين حزب الله، الذي قال عنه وزير الأمن الإسرائيليّ الجديد، أفيغدور ليبرمان، إنّه يملك أسلحة أكثر من العديد من دول حلف شمال الأطلسيّ، الناتو، علاوة على أنّ تقديرات الاستخبارات العسكريّة وباقي الأجهزة التي تُعنى بالاستخبارات في تل أبيب تُقّر علنًا أنّ منظومات الدفاع الإسرائيليّة لن تتمكّن من حماية الجبهة الداخليّة، حيث سيتحوّل العمق الإسرائيليّ، من الشمال إلى الجنوب، مرورًا بالمركز إلى ساحة معركة، علمًا أنّه وباعتراف إسرائيليّ باتت كلّ بقعةٍ في الدولة العبريّة في مرمى صواريخ حزب الله.
ولكن ما يقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب، هو ليس الفيلم الوثائقيّ الذي تبثه “الميادين”، إنمّا السؤال، الذي طرحته صحيفة (يديعوت أحرونوت) في عددها الصادر اليوم الثلاثاء هو كالتالي: كيف تمكّن حزب الله من؟ إيقاع القادة الإسرائيليين في الفخّ الذي نصبه لهم، وكيف استطاع إجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في حرب لبنان الثانيّة من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، وخصوصًا وزيرة الخارجيّة في تلك الحقبة، تسيبي ليفني، ووزير الأمن، الذي أدار حرب لبان الثانيّة، عمير بيريتس، والذي أرسى مقولته الشهيرة عند بدء العدوان بأنّ سيّد المُقاومة، الشيخ حسن نصر الله، لن ينسى اسمه، أيْ اسم بيرتس. ولأهمية الموضوع وحساسيته، اختارت الصحيفة نشر الخبر عن الفيلم الوثائقيّ على صدر صفحتها الأولى وبالبنط العريض وكتبت في العنوان: هكذا نجح حزب الله في إجراء مقابلات مع مسؤولين كبار في الدولة العبريّة.
وبحسب الرواية الإسرائيليّة، كما سردتها الصحيفة العبريّة، فإنّ حزب الله توجّه إلى منتجٍ فلسطينيّ من سكّان الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وطلب منه ترتيب لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين حول حرب لبنان الثانيّة. المُنتج الفلسطينيّ، الذي رفض الحديث مع الصحيفة، توجّه بدوره إلى صحافيّ إيطاليّ، يعمل في وكالة الصحافة الإيطاليّة (ANSA)، وطلب منه إجراء لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، مُوضحًا له أنّ المُقابلات ستبث في الـ(BBC)، هيئة الإذاعة البريطانيّة. وفعلاً قام الصحافيّ الإيطاليّ بالتوجه إلى المسؤولين الإسرائيليين وأجرى معهم اللقاءات، كما أجرى لقاءً نادرًا مع الجنديّ الإسرائيليّ، تومر فاينبرغ، الذي نجا بأعجوبة من عملية الأسر. وقال الجنديّ للصحيفة إنّ المُراسل الإيطاليّ عرض عليه مبلغ ألفي دولار لكي تكون المُقابلة مطولّةً، ولكنّه، على حدّ زعمه، رفض تلقّي المبلغ، علمًا أنّه ما زال يُعاني من العملية نفسانيًا على الرغم من مرور 10 سنوات عليها، كما قال للصحيفة العبريّة. يُشار إلى أنّ قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة في حرب لبنان الثانية، الجنرال عاموس يدلين، أدلى هو الآخر بحديثٍ للصحافيّ الإيطاليّ، بطلبٍ من المُنتج ىالفلسطينيّ، كما أكّدت الصحيفة. من ناحيته، قال الجنرال في الاحتياط إيال بن رؤوفين، وهو نائب في الكنيست اليوم، والذي أدلى بلقاءٍ لحزب الله، ولو بشكلٍ غيرُ مباشرٍ، قال للصحيفة إنّ الحديث ديور عن عملٍ خطيرٍ للغاية، وأنا أقوم الآن بفحص إمكانية مقاضاة الصحافيّ الإيطاليّ على ما قم به.
وتابع قائلاً: لو كنتُ على علمٍ مُسبقٍ بأنّ المقابلة معي ستُبث في قناةٍ مواليةٍ لحزب الله، لم أكن لأوافق، لقد قاموا بعمل خدعة معي، على حدّ تعبيره، إذْ أنّه وفق المُعجم الصهيونيّ، تُعتبر فضائية “الميادين” تابعة لحزب الله، مع أنّ الأمر ليس صحيحًا.
ولكنّ الصحيفة تساءلت وبالصوت العالي: كيف وافق المسؤولون الإسرائيليون على منح الصحافيّ الإيطاليّ المُقابلات دون أنْ يفحصوا الأمر، ودون أنْ يشّكوا في نواياه.

You might also like