من وحي خطاب جنرال عجوز
إب نيوز ٥ يوليو
عرفت من خلال العمل السابق لوالدي كمحاضر و قبلا مدرب لطلاب كلية الشرطة أنه عندما ينتقي أساتذة كلية الشرطة طلاب كلية الشرطة لابد أن يُنتَقى طلاب تتوفر فيهم شروط منها الالتزام بالمبادئ و القيم الإسلامية و حسن السيرة و السلوك و غيرها من الشروط المعنوية ، و كذلك كانت اللياقة البدنية و الطول و الخلو من الأمراض من ضمن شروط قبول طالب كلية الشرطة ، أمّا و لو كنت من ضمن لجنة التحكيم و اختيار طلاب الكليات العسكرية لاشترطت سلامة النطق فيمن يتقدم لتلك الكليات ؛ فقد تابعت ( آنذاك ) بعض رجالات ع ف ا ش في أحاديث لهم مقتطفة كانت تعرض على القناة اليمنية في المناسبات و ما ضابط أشبع طموح لغة العرب في كلامه !
نعم كان عفاش يكره كلّ متعلم يستفيد الناس من علمه ، كان يبغض كل مثقف حر لا يتبعه ، يبغض كل متمسك بقيمه ، و لا عجب فـ : ” فاقد الشيئ لا يعطيه ” ؛ و لهذا كانت اختياراته اختيارات ضيقة تتبع الشللية و المحسوبية و لا تتسع لحجم و ثقل اليمن كجغرافية حساسة و موقع استراتيجي ، و قد ذهبت كل هويته بمجرد رضا الأمريكي عنه و تنصيبه له رئيسا للجمهورية العربية اليمنية كمكافأة له على قتل اليمن الشمالي .. قتل اليمن بقتل الشهيد الحمدي ، فتسلق ع ف ا ش و بنو الأحمر على دماء ابن اليمن البار ( الحمدي ) ، و كوّنوا قيادات دولتهم بمزاجية لا تخضع لشروط إلّا اختيار من له و فيه الاستعداد للخيانة ، و ذلك شرطهم الوحيد ، و لهذا قتلوا و اغتالوا كل رجل غير مستعد لخيانة وطنه على مدار حكمه ، و أمّا يده اليمنى و جناحه الديني فهو علي محسن الأحمر ،
نعم كان اختياره الرجل العسكري لا يخلو من حزبية أو شللية أو محسوبية .. كانت تربيته و رعايته لكل من لديه استعداد للخيانة ؛ و بهذا فقد خانه من انتقاهم في أول موقف فاصل بينهم ،
خانه بنو عمومته بنو الأحمر بفرعيهم الجنرال و أبناء الشيخ عبدالله ، و هذا قانون طبيعي يخبر بأنّ : ” آخرة المحنّش للحنش ” ،
بينما لو اختار الأوفياء و من سيكون مستقبلا هو واجهة دولة فليس واردا في قاموسه ، و” كل امرئ بما كسب رهين ” ،
لم يكن واردا لديه انتقاء الشّرفاء النّزيهين المخلصين ، بل ليس من معيارية لديه في وجوب انتقاء رجالات الدولة بدقّة ؛ و لن ألومك يا_ ع ف ا ش _ وقد صدق عليك المثل القائل :” كيف انتِ يا سلمى و كيف لحوحش ؟ ”
لنعد إلى : علي محسن الأحمر الرجل الثاني بعد ع ف ا ش ، و لا أدري كيف يدعى جنرالا ، و لست متهكمة بشكله و خلقته فهذا خلق اللّه ، لكني سأقف على نقطة واحدة بعيدا عن معايير انتقاء رجالات الدولة كما يفترض و يناسب اسم و لفظ و مدلول كلمة دولة ، سأركّز على حديث الرجل الأحمر (الثاني ) علي محسن الأحمر الذي تلفتني خطاباته ليس لوطنيتها و ليس لصحتها و ليس لقرآنيتها و ليس لوضوحها لكن حين أسمعه يتكلم مكسّرا متقافزا على اللغة ، لايستطيع ضبط لهجته و لغته ، و مثله مصيبة المصائب على اللغة ( عبد ربه الدنبوع ) أيقن أن لغة الشخص أيقونة لشخصيته ، أيقن أن الفصاحة لها معنى و ثقل و لها ارتباط بالعقل و الفكر ، و من كان مشوِّها في و للغته فهو يعكس تشوه نفسيته ، و آتي و أقارن ذاك الجنرال المهزوم و رئيسه عفاش بأبي حرب الملصي و الصماد و من على سبيلهم سار في هيبته و رجولته ،
و أعود للأحمر الجنرال العجوز و الدنبوع فأراهما في هيئتهما و خطاباتهما كمهرجين في سيرك ، إذ لم يكن لائقا بهما قيادة دولة ، و التاريخ أثبت أنهما ( فعلا ) مهرجان في سيرك أمريكي و كلاهما ألأم من صاحبه ، و كلاهما يغصّ قلبه بالحقد المؤدلج و العقد المذهبية ، و كلاهما فرّ بشرشف نسائي،
و لكني هنا سأركز على الجنرال العجوز الذي لا أدري كيف يستقبله ذهني إلّا كمرتزق خائن .. و أتعجب كيف له أن يجرؤ على مخاطبة من هم أدنى منه و قد كان يوما حرما للسفير السعودي ، أم كيف يتلقى عبيده من المرتزقة الفرارين كلامه و هو مهان معنويا ومنتقص من رجولته ،
أمّا نظرتي له من قبل و من بعد فشخصية ناقصة تسعى لإكمال نقصها بالجرائم و الخيانات ،
نعم هو مجرم حرب و نعم يهينه الأمريكي و السعودي كبقية المرتزقة ، بل تهينهم حتّى ( الرقاصات ) ،
لكن نفسيا : لم أستوعب تلك الوضاعة التي لازمته منذ فراره من صنعاء ، و كيف أصبح يعيش فصاما بين ماضيه قبل أن يهرب بالشرشف بصفته حرم السفير و بعد فراره بشرشف حرم السفير ،
يا ناس : كأني أراه منكسر الهيبة مفقود الرجولة مهانا ذليلا، ثمّ يخرج في جرذانه و يوصيهم و يحثهم على الثبات !!
فأيّ ثبات لفرّار ، أي ثبات لمنسلخ إلى عالم الأنوثة ، أي ثبات تتحدّث عنه و أنت منهزم مهزوم ؟!
أي ثبات لبائع أرضه و عرضه و نفط أرضه و خيرات بحره ، أي ثبات لمتاجر بقيمه و ثوابته من أجل سكن في شقة أو فندق و من أجل بطن لا تشبع ؟!
لكنه ثبات المكابرة ، ثبات مدفوع أجره ، و في ذكر موقفه و حالته النفسية التي أحاول أن أقرأها في خطاباته بعد انتصارات رجال اللّه في مأرب و قبل وحتى منذ هروبه كحرم سفير البعران استحضرت موقفا لممثلة عربية كوميدية كانت قد وقّعت عقدا لتمثيل دور في مسلسل كوميدي يلزمها بأن تقوم بدور يبعث الضحك للمشاهد، و فجأة و بين أيام تصويرها لحلقات المسلسل يموت زوجها فتضطر أن تحبس دموعها و تكبت حزنها و تكمل بقية الدور الذي يستدعي أن تبتسم و تضحك أمام الجمهور بينما داخلها منهار منكسر ، و ما إن أكملت تصوير المسلسل حتى انهارت و مرضت ستة أشهر ، و هنا أستدعي الممثل دور جنرال مهزوم عجوز يضطر للبس البدلة العسكرية و هو مذموم مدحور، و يضطر للوقوف أمام الكاميرات للحديث رغم أنه عبد لأسياده .. مملوك لا يسطيع من و في أمره شيئا !!!
هذا جنرالهم فكيف ببقية المرتزقة من أهانتهم الراقصات و الكباريهات و الــ….الخ ؟!!
عجيب أمرهم و لكن ما يزيل العجب هو أنهم عبيد لا يقدرون و لا يملكون من أمرهم إلّا أن يرددوا للمحتلين أسيادهم قائلين : سمعا و طاعة ، و لا سلام .
أشواق مهدي دومان