مابالُ قومي يبعدون ؟

إب نيوز ٥ يوليو

جهاد فايع

كُنا فيما مضى لا يهدأ لنا بال إلا وقد قرأنا القرآن، وسبحنا الله و استغفرنا مائة مرة، وقرأنا ملزمة الأسبوع؛ لنكون كما قال السيد حسين _سلام الله عليه_(عينٌ على القرآن وعينٌ على الأحداث).

كُنا نُمجدّ الله ونقدسه لكل نصر يأتي مهما كان صغيرًا، كان هّمنا هو القرب أكثر من هذا الطريق والتشبث بهِ بكل ما استطعنا من قوة، وكانت البيوت لا تخلو من البرنامج اليومي لأنصارِ الله، كُنا وبكلِ حُب نجتمع؛ لنتساءل من المحتاج؟ وكلنا شغف للمساعدةِ والنهوض بهذهِ البلاد للأفضل والأرقى.

مابالُنا أصبحنا بهذا البُعد؟!
هل لم تعدّ قلوبنا تنتظر النصر؟
أم أننا لم نعدّ نُعره اهتماماً لأننا أصبحنا في حالة من الثقة المطلقة أن لكل فعل ردة فعل؟ وثقنا بقدرةِ شبابنا وصبرهم، وجهادهم، وأنهم أصبحوا لايُريدون الحياة إلا النصر إن لم يحظوا بالشهادةِ.

أصبحت القوة الصاروخية هي من تشفي القلوب وترد الصاع صاعين، أصبحت خطابات السيد القائد دلائل؛ لتصحيح أي مفهوم، أو لشرح أي موقف، أيضًا نشرة الأخبار الرئيسية لها دورها في إيصال مالم يصل في يومنا، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي لم تعدّ تُحارب بذلك الشكل، وأصبحت تأخذ طريقًا حُرا وسهلا؛ لإيصال كل ماننشره من هشتاقات ومنشورات ومقالات تخص القضية والمسيرة التي كنا نتمنى أن تأخذ حقها من هذهِ المواقع،أو أن تأخذ حتى حيزًا واحدا لتصل مظلوميتنا.

لكن البُعد استحل مكانة واسعة في نفوسنا حتى أصبحت نفسياتنا لا تقنع من خبر أو خبرين، أصبح هّمنا هو كم من المشاهدات حازهُ ذلك الخبر أو تلك المقالة!زكل هّمنا هو من هو الذي ينجز أكثر من التقدم في واقعنا العملي، كيف ماكان ليس حُبًا للقربِ من الله ولا احتسابا للأجر، وإنما للبروز والمعرفة من يكون صاحبها.

لم تعدّ نشرة الأخبار تحتل أذهاننا من قبل وقتها بدقائق كما كُنا ، وذكرُ الله لم يعدّ بالشكلِ الذي يليق بالإنتصارات العظيمة التي نِتاجها أننا أصبحنا نُخيف العدو ونزرع في قلبهِ خوفًا من القادم.

وأصبح تطبيق برنامج رجال الله يأتي على هيئة منشور، قرأته أو نسيته لا أحد يعلم بي، والاستغفار أصبح من تحتِ الفراش دون استشعار عظمته ووقته، والتسبيح أصبح كلمات نُكررها لا تترك أثرًا في نفوسنا، أما القرآن أصبح ليومِ الجُمعة، وذلك لقراءة سورة الكهف إن ذكرنا ذلك.

مابالُ قومي بهذهِ الحالة؟!
هل لأننا لم نعدّ الأمة المرجوة بالأمل لكُلِ البلاد العربية!؟
أم أنهُ طغى علينا الشيطان، فأصبحنا نرى أنفسنا لم نعدّ بحاجةٍ لله والقرب منه واستشعار معيته!؟

بالله عليكم ارجعوا لتلك النفوس التي كانت تعشق الجهاد حتى ولو بإنفاق بسيط؛ لنرجع إلى ذلك التحرك الذي كُنا نعيشه، ونرى فيه راحتنا بالرغم من أوقاتنا التي لا تخلو من الأعمال اليومية والمستمرة والدائمة، إلا إننا كُنا نعشق تلك اللقمة التي تأتي من بعد ذلك الكم الهائل من الإرهاق، حتى الماء كان له طعمٌ آخر!!

أما الآن أصبحت مواقع التواصل هي شُغلنا الشاغل حتى في أوقات الصلاة، أصبحت الأخبار تأتي من أكثر من موقع وقناة ومجموعة ولكننا نمر عليها مرور الكرام بعد أن نقرأ بدايتها فقط لمعرفة ما الحاصل في ذلك الوقت أو اليوم.

يجب أن نستشعر كلمات السيد وأثرها علينا حتى لو رأينا أنفسنا أننا قد ضللنا الطريق، فلنعدّ لنسحب على وجوهنا، لنتشبت بأيدينا، لنحمل أقدامنا الواهِنة قبل أن نُسحب يوم الوعيد، قبل أن نُجر بالسلاسلِ من أيدينا، لنطغي على قلوبنا، لنرجعها إلى طريق النور، قبل أن تُجر إلى الظلام الدامس يوم تُوفى كل نفسٍ ما كسبت، لنُعطي محاضرات علم الهدى الوقت الكافي؛ لتدبرها ولو كلف الأمر سماعها أكثر من مرة.

لنرجع، لِنقول بعد رجوعنا” لقد عُدنا كما كُنا وسيأتي نصرُ الله أكبر مما توقعنا ”

#اتحاد_كاتبات_اليمن.
نحن سنكون، وأنتم لن تكونوا

أم الكرار العُمري

يعود الأمر من جديد ؛ لتنتهي تلك المسافات الطوال ، يتجدد الأمل في قلوب غلبت عليها الشقاء في هذه الحياة ، يبوح صوت مُليءَ بالخذلان العظيم ، والانكسار اللعين يقول هل لـي مگان في صفحة التأريخ ستُذكر ، أم أنهُ لن يكون لي إلا بُكاء في الهزع الأخيرة من حياتي ،هل سيُهتف باسمي في الوجود ،هل سيكون هناك شهادة تنتظرني! .

هل سأكون كـ هولاء الأبطال الذين جسدوا ملاحمهم كُلاً في موقعه ومترسه الذي يحتوي على الكرامةِ والعزة، هولاء الذين شحذوا أسلحتهم بالإيمان ، الذين أعادوا للوطن هيبته بعد أن كان المرتزق العميل يتسلل تحت طاولة لبيع أرضِ وإيمان وثقافةِ وسيادة دولةِ بأكملها، ظناً منهُ أن رجال اليمن قد لُهو بأشياءِ تافهة كالجوال والتلفاز ،والبرامج الغربيه وكل الفساد الذي أدخلوه
ليتيسر لهم الأمر بعمل مايريدون .

لكنهم لم يحسبوا حسابا لأنصار الله وآل البيت الكرام ، ورجاجيل اليمن الأحرار ، الذين من كل فجِ يأتوا أفواجاً ؛ ليقولوا لهم قفوا مكانكم وأيّ طريق أنتم ماضون عليه ، إلى أيّ طريق ستذهبون !؟
إنهُ طريق الضلال، إنهُ طريق قرن الشيطان الذي حذرنا رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله عندما تحدث عن نجد : ((هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قـرن الشـيطان)).رواه البخاري (1037).

لكنهم لم يعوا ولم يسمعوا وكم من منافق خاين العُرف والدين عميل مرتزق كذاب متولي اليهود وذاهب في طريق كلاب سعود.

مهما طال فسادهم واستكبارهم في الأرض حتى ولو أنهم لا يشعرون فسيأتيهم الوعد الموعود؛ الذي وعدهم الله به ،وحذرهم السيد القائد سلام الله عليه .

وسيُصيب الله قومهم من عتاد قومنا ومن حسن تدبير قياداتنا واتقان مجاهدينا العظماء ،وسيرسل عليهم حجارةَ من بأسنا الشديد ، وسيمطر عليهم من غضب الأُمهات اللاتي يُعانين من فراق أبنائهن، وشواظٍ من نار ستعلوا سمائهم من صواريخنا البركانة،وسنجعل أرضهم حاصبةِ شحة.

ومن أبناء بلادنا سنجندهم في جميع الجبهات، رجالنا وجيشنا الذي بقلتهمِ هزموكم لعدةِ مرات ودحروكم واستمريتم بالهروب إلى أمكانكم السيئة جداً ((رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه)) ستلقونهم أمامكم ، وستواصلون انتحارتكم خوفاً من أسودنا الذين هم في كل جبهة، إلى أن تتوبوا وتصحوا أو ستكون نهايتكم كغيركم الذين سبوقكم لقتالنا وكانت وستظل اليمن “مقبرةً للغزاة” .

وسيرث الأرض عباد الله الصالحين كما قال الله في محكم التنزيل:{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}.

 

You might also like