تجلياتُ بطولةِ البطل الذي وفى.
إب نيوز ٦ يوليو
أم الحسن أبوطالب
وعادت الملاحم البطولية لتحكي من جديد قصة بطل من أبطالها البواسل البطل الذي ما كنا لنصدق ماروي لنا عنه لولا أن شاهدنا بأُم أعيننا تلك المشاهد التي جسدت العنفوان البطولي والاستبسال الذي لا نضير له للبطل الطومري أبي فاضل.
سمعنا وشاهدنا كثيرا عن أبطال بوليوود ونجوم هوليوود الذين رغم تأكدنا بزيف المشاهد التي كانوا يؤدونها وأنها وحي من خيال المؤلف وحبكة المخرج وإتقان الممثل لأداء الدور إلا أننا رغم ذلك تأثرنا بها وتحمسنا لمشاهدتها وأثارنا الفضول لتتبع نهاياتها التي كانت تنتهي غالبا بأنتصار البطل وهزيمة أعدائه رغم كل الظروف.
وهنا في اليمن وفي محافظة الجوف تحديدا لاشيء من الخيال ولا مجال للحبكة السينمائية ولا للمشاهد التمثيلية والأحداث الدراماتيكية التي في الأفلام البوليوديه ففي مشهد واحد وبعدة صولات وجولات أستطاع بطلٌ طومري واحد اختزال كل الحبكات والسيناريوهات في موقف إنساني نادر الحدوث إلا في الأكاديمية الإيمانية للمسيرة القرآنية مسيرة البذل والعطاء والتضحيات التي جاء منها العباس بن علي بن أبي طالب وتخرج منها الكثيرين من من ساروا على ذات الدرب ونهلوا من ذات المنهج.
شجاعة قل نضيرها واستبسال لا مثيل له في ساحات المعارك،فهناك حيث تربع الإيمان في قلب البطل الطومري وطغى الإحسان فيه على حب الذاتِ واستحوذت الشهادة على العرش فيه انطلق البطل الحيدري بعد أن استشعر مسؤوليته أمام الله وأمام زملائه المجاهدين المحاصرين الذين كان فيهم عدد من الجرحى فلم يكتفِ كما فعل الأخرين بالصبر والدعاء والانتظار حتى وصول المدد لفك الحصار بل بادر وكان هو المدد وأصبح مع إيمانه وشجاعته وثقته بالله وآليته المتحصنة ببأس صاحبها وعظيم توكله على الله أصبح مددا استطاع كسر الحصار وأنقاذ ما أمكنه من المجاهدين المحاصرين.
تلك الصولات الطومرية التي أصابت العدو بالذعر من هيبة انقضاض ابي فاضل واقتحامه للدائرة التي ظن العدو أنه قد أحكم سيطرته على جميع أقطارها وأن مصير من يقترب منها هو الهلاك، ليجد بعدها فارسا لا يشق له غبار صال وجال في الميدان ليحقق هدفه في إنقاذ المجاهدين وايصال المدد لهم مرتين ويرتقي في الثالثة شهيدا متوجاً بالعزة والمجد والسؤدد.
لقد حقق الاعداء غايتهم وأنزلوا الفارس من على جواده ليثبت لهم مرة أخرى أنه سيمضي ولن يبالي بنيرانهم حتى وإن كان خالي الوفاض لا يملك مترسا يقيه من رصاصاتهم وسيل مقذوفاتهم عليه وليت شعري ما كانت تلك اللحظات الأخيرة التي عاشها ذاك البطل وهو يمضي بعد نزوله من آليته التي أعطبتها رصاصات العدو حين كانت تتناوشه الرصاصات فتصيبه واحدة وتخطئه العشرات وأي عزيمة تلك التي حملته على ذلك الدرب ليمضي فيه وأي نهاية كان يراها حينها ليسعى لها مضرجا بالدماء يعرج لها عرجا….. لعمري انها الشهادة وما أعده الله للمخلصين من النعيم أمثال أبي فاضل البطلُ الذي وفّى.
لم يفلح العدو في مخططاته بل إن ما جهله كان كبيرا فالعدو لم يعلم أنه حين ينطلق من تشبع من نهج المسيرة القرانية ومعينها فلا عجب أن تحدث له المعجزات التي تجعل من الرصاصات و لهيب الذخائر تتساقط أمام عظمة المجاهدين وبأسهم واستبسالهم كزخات وأن المؤمن الحق حين يمضي في سبيل الله لايخشى المخاطر مهما بلغت من الشدة فالموت بالنسبة له في ذلك الميدان هو غاية الغايات وأسمى الأمنيات فالبطل الذي وفّى حين سقط على تراب أرضه مطهرا بدمائه إياها من دنس المحتلين والمرتزقة الخائنين و معبدا بدمائه وتضحياته طريقا للنصر والفتح لم يكن قتلهم له إلا سبيلا الى تلك المكانة والمقام للرفيع الذي سعى دوما للوصول إليه وتعميدا لدرب الجهاد قدما قدما وحيث أن بطلا كأبي فاضل ماكان يليق بتلك البطولات التي حققها إلا أن تتوج بالشهادة لتظل قصته تحكي بطولة فارسٍ من فرسان المدرسة القرآنيةالتي حملت ومازالت أبطالا من ذات رحمِ القداسة والطهارة.
.