بالقيادة القرآنية يحضر النصر
إب نيوز ٦ يوليو
سارّة محمد الهلاني
إن جُملة أحداث الحياة وحصيلة ما أدخره التاريخ يروي حقيقة ويُثبِت معادلة وهي أن كل مجتمع يسير بقُبطان ، وكل قوم لابد له راعٍ، وكل أمة منوطه بقائد ؛ وإلا فالمعيشة تغدو غاب، وبالشؤوم البشرية تُصاب.
نجد دائما في كل زمن أن هُناك أشياء تفوق القدرة البشرية هي من تُميط اللثام عن الباطل المُتلبس بالحق، وتجلي الغشاوة عن العيون الواسعة شكلها والضيقة رؤيتها، وتعمل على تنقيب المعدن السوي وإجلاء صداء الأفكار المعوّجة والعقائد المنحرفة ألا وهي’ السنن الإلهية ‘ ﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا﴾.
ولإن السنن الإلهية كفيلة بأن تجعل شمس الحقيقة مُشرِقَة للعيان أجمع في كل عصر؛ فإنه وعلى مر الزمان يرى كل بشري حتمية وجود قائد بل وقائد بموجهات إلهية، يُكفِلهُ الله واجبات القائد ويضمن له مسؤوليات الأمة معه وأبرم له الوعد السماوي بالتمكين والغلبة، كمافي النصوص القرآنية التي هي الدليل الواضح والميثاق الخالد ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون* وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
ومذ استخلف الله عباده في أرضه، حين أجاب الرحمن على ملائكته المتعجبون ممن سيفسدون في الأرض قال﴿إني أعلم مالاتعلمون﴾ بل إنه بعلمه وقدرته يهيىء المصلحون في الأرض برسالته والعامرون لها بتعاليمه والمقسطين فيها بأوامره ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِـمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْـمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْـمَنْصُورُونَ* وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
وهي السنة الكونية أن لكل بشري لابد له من ’قائدوقدوة‘ وإن آل حال الأغلب بقائداً شيطانيا أو قدوة وهمية مُضلة إلا أن القيادة المُختارة إلهياً ومؤهلة تأهيل رباني هي الخيار الصائب لكل تائهه والصمام الآمّن لكل السيّارة والسفينة المُنجية للأمة من كل مهلكة وإعصار.
فقد كانوا وما زالوا أنبياء الله النموذج الأسمى والمثال الواضح ʼ للقيادة القرآنية‘ وكانوا وما زالوا أئمة آل بيت محمد المصطفى الفرع الأصيل والقدوة الحسنة ’ لإمتداد القيادة القرآنية ‘ وهاهم ذا قُرناء القرآن وأعلام الهدى الوَرَثة الصالحة والتسلسل الصحيح ʼللإصطفاء الإلهي للقيادة‘.
حين تواجد الإسلام النبوي بقيادته المحمدية في المدينة ومكة آنذاك حضر العدل المجتمعي والنصر للمظلومين والهزيمة للمتجبرين وحلّ السلام وما القائدالمصطفى إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ولنستحضر أحدهم وهو نبي الله موسى عليه السلام وكيف أنه كما هو حال غيره من الأنبياء استلزم اصطفاء الله لهم في أقوامهم أن يحملوا بين أضلعهم ويجسدوا في حيثيات دعوتهم وأفعالهم ‘ منهجية إلهية ‘ رسم بها الله ‘خطط عملية ‘ تنهض بكل قوم من الإستعباد الطاغوتي إلى العبودية الربانية، وتصنع نقلة نوعية وجلية من الإستضعاف إلى التمكين والقوة، وتشمخ بهم من الاذلال إلى الإعتزاز والحرية الإنسانية.
ولنا في سورة البقرة منهلا نستوحي منه عظيم نعمة القيادة السماوية وخطورة استبدال الذي هو خير للبشرية بالذي هو أدنى ‘التفريط في الاستجابة لولاة الأمر المؤمنين التُقاة’.
أما عن الحاضر الجلي والواقع البين للمجتمعات التي حباها الله بالتوفيق الإلهي بعلم هُدى والسداد الرباني بهدايتهم لطاعته ضمن إمتداد مشروع الولاية لله وقُرناء كتابه المُحكم ، والمثال الأقرب كشعبنا اليمني بأنصاره، وبقية دول محور المقاومة، هم الآن الصورة الأصل للقاعدة الثابتة ‘ إن حضرت القيادة القرآنية حضر النصر ‘، نعم ومنذ انطلاقة المشروع القرآني في اليمن تتابعت مصاديق وعود الله بالنصر لمن يأخذ كتابه بقوة وعزم ويتولى أولياءه بإخلاص وتسليم.
وأي نصر يُسمى نصراً!
إلا إن كان غلبة على عدو الله و إقامةً لتشريع الله، ولن يُخفي التاريخ حتى قيام الساعة أنه حين منّ الله علينا بالشهيد القائد مُعلماومربياً وقائداً بركائز مشروع الله القرآني؛ ترافق معه إنتصار العقيدة الإسلامية والفكر المحمدي والهوية الإيمانية والروحية اليمانية على أعداء الله وحلفاءه.
وحاليا بدوام النعمة العظمى والفضل العظيم بوجود حفيد المصطفى والقائم مقام آل محمد ‘السيد القائد’ ما زالت نعمة النصر الفكري والثقافي والسياسي والإقتصادي… ألخ، يزدان يوما بعد يوم للشعب اليمني ضد أمريكا وإسرائيل،تشابه الأحداث في عصرنا هي تعود بذاكرتنا لحين حضور الإمام علي كان يحضر النصر، وبتواجد منهجية ال محمد في كل عصر كان وهاهو الآن ينساب الإنتصار لكل من عرف أهلية ‘صراط الذي أنعم عليهم ‘ واهتدى بنور كتاب الله واستقى معين إيمانهم الذي يقتضي الجهاد ويثمر بالعدل والتمكين وصلاح الأمة.
وبالتالي ينكشف لأولي الألباب وطُلاب الصواب لماذا أعداء الله تضج مضاجعهم ألما من أول وهلة يتنبئو بوجود أي قائد قرآني؟
كما كان بنو اسرائيل ويهود من في الأرض يعضّون أناملهم ويتحركون بكل جوانب قواهم للحرب ضد رُسل الله وأعلام الهُدى لدرجة أن لايهنىء لهم نوم ولا يتذوقوا زادا في بطونهم النتنه حتى يفنوا من يصطفيه الله علماً للأمة لهدايتها كما كان حال هارون الرشيد الذي صام كُفراعن الطعام إلى أن قتل الإمام يحيى بعد هجرته إلى الديلم وخرسان.