ذكرى مَجزرة الحُجاجِ الكبرى”

إب نيوز ٨ يوليو

مرام عبدالغني

وتعود ذكرى مجزرة الدم المهدور ظلماً وعدواناً، وتعود الذكرى التي تدمي القلوب وتنزف لها الأرواح في ذكراها الثانية بعد المائة، تَعود لتُعيد فينا الأسى والوجع، لتعيد في ذاكرتنا بشاعة ذلك العمل المشؤوم وذلك القبح القبيح الذي كان ضحيته ألآف الحجاج اليمنيين بدون وجه حق، تلك الجموع المؤمنة التي كانت قد ودعت أهلها وذويها وهي في شوقٍ ولهفةٍ لزيارة بيت الله الحرام، وهي في أملٍ واستبشارٍ للوصول إلى “مكة المكرمة” وأداء مناسك الحج المبارك ،ونيل الرضاء والأجر والثواب من ، والعودة بعد ذلك بقلوب منشرحة، راضية مرضيةٍ.

فبينما كان الحجاج بأهازيجهم يتلون ويلبون، توقفوا لأداء صلاة الظهر “بوادي تنومة” ومن ثمَ إتمام بعد ذلك مسيرة الطريق، ولكن جاءَت وهبت الغِربان السوداء بكل ماتحمله من حقدٍ وبغضٍ وكراهية، هبوا كالكلابِ المسعورة المتشوقة للدم، مغتالين  أكثر من ثلاثة آلاف حاجٍ بينهم أطفال ونساء، وناهبين أمتعتهم وأموالهم وكل ماكانوا يحملونه، نعم قُتِلوا بأيدي الغدر المشؤومة، جارة الغدر والسوء السعودية، التي تتلذذ بالدم منذ مئات السنين، والتي تمارس عادتها وتلطخ تاريخها بالمجازر والدم والقتل، فمجزرة “تنومة” واحدة من ألآف المجازر والمصائب التي حلت  على اليمنيين.

ولكن المؤسف الآخر بهذه الجريمة والمجزرة، حالة السكوت والصمت والتغييب الكبير الذي شهدته اليمن وأبناءها، فلا ترى إلا القليل القليل يعلم بهذه الجريمة والمصيبة التي حلت على كل اليمنيين، والتي لم يعرف عنها الكثير الا في القريب العاجل
ولكن أقول: بأن “تنومة” مجزرة الحجاج الكبرى ستُخلد في ذاكرتي وذاكرة كل يمني حر، وسنعلم أبناءنا ما الذي جرى بأجدادهم، ليعرفوا مدى الحقد والكُره التي تكنه السعودية علينا منذ القدم، وسنحدث الأجيال القادمة عنها ولن تغيب من عقولنا، بل ستخلد إلى أن يأتي اليوم الذي نأخذ فيه ثأرنا من تلك الأسرة الظالمة، ولن ينجو كل من كان له يد في هذه المجزرة من العقاب ولن نتركهم حتى ينالوا جزاءَهم.

You might also like