الفرحة و النّصر

إب نيوز ٩ يوليو

قد تتكبّدنا الحياة و قد نتكبّد فيها بل قد تحاول قتلنا متربّصة متخفية بثياب بريئة لكن يظل رجال اللّه هم أطباء أرواحنا الذين أتقنوا فن الطّب و التطبيب دون التحاقهم بجامعات الطب و التّمريض ،،
رجال اللّه هم من يرمّمون كلومنا التي لازال الزمن يستحدث فيها نقاطا كثيرا و يفتح لنا جبهات جديدة ظنا منه أنه سينال من معنوياتنا .. من مبادئنا .. من قناعاتنا ،
الزمن الذي منه ستة أعوام فأكثر قد مرّت خالقة فينا الإيمان بقضيتنا و حقنا في الحياة على هذه الجغرافية ما بين بحر أحمر و بحر أبيض ، و نعم لن تنتصر أ م ر ي ك ا بعدوانها الظالم الظلوم الغاشم الغشوم ؛ فرجال اللّه هم من يسقينا الفرحة بصدق و إخلاص و تفان ، و يبذلون لذلك أرواحهم و دماءهم و جماجمهم ؛ فيرحلون و يرتقون إلى السماء بتواضع و سموّ و صمت ،،
رجال اللّه من لو اجتمعت لغات كائنات اللّه في أكوان اللّه و تنافست في البوح بعشقهم لما أوفتهم و لما بلغت إلى رفعتهم ،
رجال اللّه هم شفاؤنا ، هم رهاننا بعد اللّه و بإذنه ..
اللّه الذي ذكر الفرح في خطابه القرآني فكسر نشوة الفرحة في كلّ مواضعها إلّا في مواضع انتصارات الحق على الباطل ، و الإيمان على الكفر و النفاق فالفرحة هنا محمودة .. مرغوبة .. ممدوحة .. مسموحة .. : فقد قال ( تعالى ) : ” و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه ” ؛ فكلمة ( فـــ ر ح ) باشتقاقات الفرح ذُكِرت في اثنين و عشرين موضعا في القرآن الكريم ، و منها ما نُهِي فيه عن الفرح ، و بعضها استبعد ذلك الفرح ، و بعضها كان وصفا غير حسن للفرحين ؛ بمعنى أنّه في الاثنين و العشرين موضعا اُستُثني هذا الموضع الذي حُبّب فيه الفرح ،،
نعم : فيما عدا ذلك فالفرحة مشروطة بتشذيبها أو تهذيبها أو عدم المبالغة فيها ؛ فالدنيا لا تُملّك لنا بفرحات دنيوية مؤقتة لكن الانتصار على الكفر و النفاق هدفه سرمدي يسعى لبناء مجتمع الحقّ في أمة تخلو من الهزيمة و الانكسار ،
النصر منجز و معجزة و تأييد إلهي فيه يثبّت اللّه رجاله ، و حين يمكنون من عدوّ اللّه و عدوّهم ينتصرون و يمتد نصرهم إلى المستقبل !
و النصر أقوى مبعث للفرح ، و فيه قوة و طاقة إيجابية ، و في تلك الطاقة حثّ على النفير أكثر و أكثر ،
أفلا نفرح بانتصار اللّه لنا ؟!
أفلا نفرح بتصديق اللّه لجنده و رجاله ؟!
بلى : هنا و هنا فقط يحب اللّه الفرحين ؛ فلنفرح حين يزهر النصر و لنفرح فالنصر يمنح، و النصر يعبق ، و النصر يشرح الصدور و يشفيها و يداوي قروح المؤمنين .

و ما أغلاها الفرحة في هذا الموضع !
و لها أن تمتزج بدموع ( و أيضا) مباحة و ليس لها شواطئ فالنصر كلّ مرافئها و النصر كلّ شواطئها ، و أمّا سفينتها فهم ” رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ” ،
لنفرح فالفرحة هنا هزيمة للباطل و دحر له و قهر له ،
الفرحة هنا تحدث بنعمة اللّه و ما أجلّها من نعمة النصر و في هذه النعمة فلنتحدّث فقد قال ( عزّ من قائل ) : ” و أمّا بنعمة ربّك فحدّث ” ، و السّلام .

أشواق مهدي دومان

You might also like