مجزرة أطفال ضحيان ، عار أممي ، وثأر لن يسقط !

إب نيوز ١٠ يوليو

 

فاطمة محمد المهدي

 

 

الساعة التاسعة صباحا من شهر أغسطس عام 2018/م، وبالتحديد في محافظة صعدة  مدينة ضحيان في السوق المركزي للمدينة وقعت الحادثة بل أقصد الكارثة في قصف همجي  لاغتيال طفولة اليمن.

 

الحصيلة كانت : 50 قتيلاً و77 جريحاً كلهم أطفال، تناثرت أشلائهم عشرات الأمتار ، مختلطة بعشرات الحقائب المدرسية ، تحمل شعار اليونيسيف.

 

والمجرم واضح و كلنا نعرفه، هو تحالف  سعودي إماراتي ، بإشراف أممي ، غارة من إحدى غارات التحالف العدوان الصهيوني الأمريكي السعودي الأماراتي ، شنت جُم حقدها الأعمى ، على حافلة تنقل عشرات الأطفال الذين كانوا يدرسون في إحدى مدارس تحفيظ القرآن ، في رحلة مدرسية، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً وعشرات من أطفال آخرين كانوا بالقرب من الحافلة، ومدنيين، وإصابة العشرات من المدنيين الذين كانوا متواجدين في سوق المدينة ، ومن بينهم أيضاً عشرات الأطفال.

 

لم يراع العدوان كعادته  أي اعتبارات أو قواعد عسكرية ، ولا إنسانية ، ولا دينية، لم يضع اعتبارا الوجود البشري؛ كون الحافلة تنقل أطفالا ،ولا للازدحام من حولها ، ولا لكونها وسط سوق مركزي فالتبعات باهضة ومخلفة كارثة إنسانية بحتة.

 

كل ما اهتمت به ، هو دقة التصويب ولم يهمها الهدف والآثار المترتبة على ذلك التصويب، وكأنه ينفذ ما تدرب عليه على ألعاب البلايستيشن الحربية في منزله  والهدف مجرد جزء من اللعبة.

 

ليبرر فيما بعد جريمته ، بأنه كان يعتقد حسب معلومات ، أن الحافلة تنقل خبراء عسكريين أو صواريخ أو أيا مما تحججوا به في وسائلهم الإعلامية المظللة،وكالعادة وكما هو معتاد وقف العالم يشاهد الجريمة صامتا ومبررا للطاغوت جريمته النكراء.

 

وليس هذا بمستغرب من عالم لا تحكمه قيم وأخلاق إنسانية ، أو دينيةوإنما تحكمه قيم ومعايير سياسية واقتصادية و مصالح، وبخلاف ذلك ، لا قيمة للإنسان  إلا كشعارات انتخابية ومنظماتية لا أكثر.

 

وهاهي تأتي الذكرى الثالثة لهذه المجزرة (التي ليست الوحيدة من نوعها) لا للتذكير بحدث مر وحسب، ولكن ، لتعيد بث المشهد من زاوية آخرى؛ لتقول لمن بقي لديه ضمير من أبناء الشعب اليمني ، والعربي ، وشعوب العالم ، أن الطفولة في اليمن ما تزال مستهدفة في كل لحظة من قبل تحالف العدوان الأممي.

 

وأنه من لم يمت بالقصف مات بغيره، بالجوع ،والمرض ،والحصار ، والفجيعة، ولتقول لهم : دللوا أطفالكم كما تشاؤون ، في آمان وسلام؛ ولكننا ، نحن أحرار وشرفاء الوطن ، لن ننسى دماء أطفالنا ولن نسكت، بل  واعمق من ذلك دمآء أطفالنا نفسها،{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}صدق الله العظيم.

 

#

You might also like