ما بعد التطبيع العلني والمباشر كيف ستكون استراتيجية ادوات امريكا للتضليل على الشعوب العربية
إب نيوز ١٠ يوليو
كيف ينظر حلفاء أمريكا وانظمة العمالة والتطبيع الى وضعهم المستقبلي في المنطقة ، وما هي الاستراتيجيات التي ستعمل بها مؤسساتها الفكرية والاعلامية للسيطرة على العقول وغسل الادمغة والتضليل بكل انواعه ؟ خصوصا بعد ان تكشفت كثير من الحقائق التي غيرت مسار التفكير لدى عقول هذه الشعوب واصبحت تقترب اكثر واكثر من الحقيقة وتمتلك معايير تقييم من الواقع لتكتشف كيف تلعب هذه الانظمة ونخبها ومؤسساتها الدينية والعلمانية بكل انواعها وكيف توجه وتتحكم في مشاعر الشعوب وتسييرها عداء او ولاء لمن يحبون ولمن يوالون ؛
هناك اتجاه جديد للسلفية وللعلمانية و تيارات فكرية ودينية كثيرة قد تدار من وجهة واحدة مثل اسرائيل او قد تكون تلقائية فرضها واقع اصحاب مصالح تابعة لانظمة دول او جماعات دينية ، المهم عند النظر في مواضيع كثيرة تخص الفكر الاسلامي نجد ان هناك مظاهر فشل كبيرة بسبب مغلوطية كثير من المباديء والعقائد التي اوصلت الامة الى طريق مسدود جعلها ترتمي في أحضان اليهود أمريكا وإسرائيل، ونجد ان هذه الامور ازدادت تتضح وتتكشف حقائقها عندما نجد الفكر الاسلامي لدى محور المقاومة وانصار الله هو فكر مقاوم و مواكب للحياة ويبني قيم تتمثلها المجتمعات وتؤثر إيجابيا في كل تفاصيل الحياة وهي مبنية على ما ينسجم مع القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم ، وهو ما جعل كثير من حماهير الامة الاسلامية تتجه الى هذا الفكر الذي ظل محاربا بدعاوى التكفير والتبديع وحرب ليس فيها اي هوادة حتى لو ادى ذلك الى ان تحتل امريكا كل العالم الاسلامي احتلال عسكري مباشر فإن ذلك لم يثني هذه الانظمة العميلة ومؤسساتها الدينية من الاستمرار على هذا المنوال وهذا ما يبرر استعانتهم حتى باسرائيل عسكريا وسياسيا واقتصاديا وفي كل المجالات . اذن نحن امام واقع جديد يكشف كثير من الحقائق التاريخية والمعاصرة ويعطي معايير تقييم تحدد الى اين تسير هذه الامة ، اليوم تتبلور اتجاهات فكرية جديدة جعل الكثير من مفكري وعلماء تيار الإخوان المسلمين و بعض علماء السلفية الاستعانة بمن كان بالامس عدو كافر ليصبح اليوم صديق مؤمن واهم معايير الايمان لديه هو الكراهية وتكفير كل من يدعم المقاومة الفلسطينية المحسوب ومحور المقاومة ، هذا التوجه الفكري اليوم يحاول ان يوظف كل هذه القوى والمتناقضات ضد محور المقاومة وهو التوجه الذي تقوده اسرائيل والسعودية، لتامين الكيان الصهيوني وتدمير النسيج العربي والاجتماعي ككل . اليوم تسعى تيارات وتوجهات فكرية ان توظف كل المتناقضات الفكرية والاحداث التاريخية بصالحها وطالحها على اساس انها كانت مثالية وهي من امجاد المسلمين التي لا بد ان تتكرر بكل مصائبها وهذا هو ما يبرز بشكله الجديد خاصة بعض مفكري التوجهات الاسلامية مثل الاخوان الذين يمكن ان نطلق عليهم العلمانية الاخوانية بشكلها الجديد التي تريد ان تلهب مشاعر الجماهير وتستغلها باسم الدين لتوظيفها لصالح اسرائيل لا غير ، لان بعض الاخوان والسلفية لم يعد توجههم صد الالحاد ولا تكفير احد بل اصبح الالحاد والتبشير بالمسيحية موجود وينتشر بشكل كبير وبحرية حتى في السعودية و دول الخليج وهي معقل السلفية المتشددة واصبح التوجه هو ضد كل من ينتمي الى فكر اهل البيت ع ومحور المقاومة ومن معهم من القوى الاسلامية مثل حماس وجهاد لتكفيرهم وفصلهم عن مجتمعاتهم والحيلولة دون ان تزداد شعبية هذا المحور وهذا التوجه .
ومما يؤكد ما قلناه هو التطبيع مع اسرائيل ، فالمرحلة ما قبل التطبيع المخفي والغير مباشر غير مرحلة التطبيع المباشر والجريء (عيني عينك ) كما نقول ، اي ان التطويع للتطبيع والتدويل له يستلزم له شواهد من التراث الاسلامي بأي شكل كان وهي شواهد لاحداث مغلوطة صنعها طواغيت العصر من الممالك التي حكمت الامة ومما يعمل على تقبلها في العقل العربي هو ان العقل العربي قد تم برمجته بعقائد مغلوطة تستند الى احاديث مكذوبة وشخصيات زائفة وبحجة انها من امجاد الامة وتاريخها المجيد ، وهذه هي معايير حصلت حتى في تاىيخ بني إسرائيل وكانت من اسباب سخط الله عليهم ، ولو كان العقل العربي يفكر من خلال القرآن والنماذج التي نص عليها القرآن والرسول صلى الله عليه واله وسلم. ما قبل بها ابدا، ولذلك مما خدم ورسخ التطبيع هو هذه الثقافة المغلوطة التي جعلت الكثير يتهاون في قضية التطبيع بل ويقبل بها ويقبل باسرائيل ، ولان الكثير من هذه العقول قد حل فيها ان العدو الاول للعرب والمسلمين هو ايران من له صلة بإيران سواء ثقافية او مصلحة مشتركة ، وهذا ادي الى غياب او تلاشي العداء لليهود والصهيونية ، واصبحت الانظار تتجه الى ايران وانصار الله ومحور المقاومة ، وكما قلنا سابقا لو كان هناك نظرة الى الواقع من خلال ثقافة القرآن الكريم لعرف اولئك من هو العدو الحقيقي للامة الاسلامية . وهذا هو ما اكده السيد الشهيد القائد رضوان الله عليه عندما نادى باتخاذ القران الكريم هو المنهج الوحيد لانقاء هذه الامة وتوحيد الجهود للخلاص من واقعها المأزوم . وبالعودة الى موضوع اختلاف الواقع العربي الراهن عن ما قبله بالنسبة الى التطبيع المباشر والمدعوم بكل الوسائل( حتى بالتجنيس اماراتيا لاكثر من ٥٠٠٠ يهودي ) فإن مبدا الغاية تبرر الوسيلة بل وتقتل كل ما هو اصيل هو ما سيتم العمل به في هذه المرحلة اي ستعمل منظومات هذه الانظمة العميلة والمطبعة على احياء ثقافات علمانية ستحاول ان تحول كل ما هو اصيل وثابت الى نكرة وشاذ مع خلق قابلية لكل ما هو شاذ ومنحرف ليس على مستوى الانظمة وتلنخب الفكرية فان ذلك قد قطع شوط كبير الا النادر والقليل ولكن سيكون على مستوى الشعوب والجماهير وسيصبح التطبيع مقبول لدى كل اسرة وكل فرد زهءا ستكون له نتائج ماساوية كبيرة على الامة وستتغلغل اسرائيل اكثر واكثر وهو مما يصيب العقول بالتبلد والضياع والانحطاط( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ( ويريدون ان تضلوا السبيل ) وهو ما اكد عليه سماحة السيد حفظه الله ان العوج في الحياة والضلال سيكون في كل شيء حتى على مستوى الفرد واسرته نتيجة ترسيخ التطبيع وتغلغله بين شعوب المنطقة ومجتمعاتها . والمصيبة الكبرى عندما يكون حاميها حراميها اي كل مؤسسات وعلماء ومشائخ ومفكرين هذه الانظمة ونخبها هم من يخدم هذه الكارثة وهم من عمل على القبول باسرائيل والصهيونية وهم من عمل على خلق حواجز كبيرة بين محور المقاومة وكثير من الجماهير العربية والاسلامية وبتماه واضح وانحطاط وتبعية مفرطة وعجيبة يقابلها حرب ونكران لمحور المقاومة زالقضية الفلسطينية وهو نكران للذات والأصالة، وهدم لقيم الامة حيث وهم من ضمن المستهدفين ، وكلام الله عز و جل في القرآن الكريم يبين ذلك ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع حتى تتبع ملتهم ) ولا خيار امام اولئك الا بالقبول بمحور المقاومة والتعاون والتنسيق ونبذ التعصب و ترك ثقافة التكفير والعمل بمقتضى كتاب الله القرآن الكريم ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم ) .
صادق المحدون
٩ / ٧ / ٢٠٢١م