لسنا بخير
إب نيوز ١١ يوليو
أمة الملك قواره
واقعٌ تتغير فيه القيم ،وتتبدل فية الأخلاق ،وتُقتبس فيه العادات والتقاليد ، إنه واقع مجتمعاتنا اليوم ، تتبدد تلك الصورة التي كانت في أوج زهوها ونضارتها إلى صورة باهتهة ،ويتغير ذلك المعدن الذي كان يلمع ليراهُ البعيد كنجمٍ ساطع ، إلى معدن هش يملؤهُ الصدأ ،ولكن ماتلك الصورة التي تغيرت ؟! نعم ،إنها الصورة التي تحولت فيها المجتمعات الإسلامية المحافِظة إلى صورتها اليوم، من شباب كان كل همه العلم والجهاد وغايته في الحياة المجد ، ورؤيتهُ رضاء الله ،إلى شباب بسيط تستهويه الشهوات، تغريه الملذات ، وتأخد معظم وقته المباحات الترفيهية والتي أصبحت تجره رويداً الى مستنقع الضياع .
من إمرأة كان كل همها صناعة رجال يفخر بهم التاريخ وتتبّاهى بهم الامة ،إمرأة كان جل تفكيرها وهمها الحفاظ على دينها وثقافتها و كيان أُسرتها، الى امرأة كل همها كيف تُصيغ حُليها وترتدي ثيابها وتُغير شكلها وخِلقتها لتظهر بمّنظر تستهويه الأنفس ، لكل من مثلت تلك الصورة البعيدة عن فِطرتها ، ليست تلك هي وظيفتك للأسف ! ، ثم أنكِ ابتعدتي كثيراً عن مسؤوليتك ، في مجتمعنا أصبح صاحب الدين والخُلق ضعيف ومسّكين ، ومن اندرج تحت الحضارة المعاصرة المقتبّسة من فن التجريد عن الدين والثقافة الاسلامية ، أصبح محترم من العامة وذو حضارة!!
مايمّكن أن نقوله هنا: هو أن طابع الجاهلية المعاصرة كاد أن يعصف بالجميع وماذلك إلا بسبب نقمة الغزو الفكري الذي اُبتلينا به وأصبحت البيوت تضج بتلك الافلام والمسلسلات التي تروج لضياع وتغيير صورة الاسلام ، وتدعو وتُشجع على الإنّفتاح الخادِش للحياء والمُخالف للذوّق الاسلامي العام.
إن أحداث الحياة اليومية تتحدث عن نفسها وطابعها ، كما أن المواكب للتغيرات ومن يهمه وضع وطنه وأُمته يمكن أن يرى ببصيرته ما وصلت إليه مجتمعاتنا من الضعف في تَمثّل القيم والمبَادى الاسلامية، وذلك حتى على مستوى نطاق الحديث حيث تنتشر بين العامة الكلمات البعيدة عن مايدعو إليه ديننا وثقافتنا الاسلامية ، من الحياء والاحترام والذوق الجميل في الحوار والتّحايا ومُجمل نطاق التعارف بين المسلمين .
إني ليؤلمُني الوضع وما آلت إليه حياتنا وما يمثله واقعنا ، وإني لأدرِك جيداً السبب الرئيسي في كل ذلك ، حيث قد نبهنا الله وحذرنا بقوله جل وعلا :{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }
ومع ذلك فنحن دوماً لم ولن نفقد ألامل ،فما دام هناك قلوب تحترق وأنامل تخط ، وصدور رحبة ، وأشخاص قدوتهم نبينا محمد وما مثله من الرحمة واللطف والحنان والخلق الكريم ،ومسيرتنا القرآنية التي أصبحت تنحت تأثيرها وبقوة على نطاق واسع ، سنغير الحياة بمجملها ،وسنكون من ضمن من صدقوا مع الله وآمنوا وعملوا الصالحات ، ومن وعدهم الله بالاستخلاف في الأرض ،قد يكونون قليل من انتهجوا منهج الحق والعدالة ومن حملوا على عاتقهم هم ألامة، وإن القلة وإن كانت كذلك إلا أن التاريخ يشهد بأن تلك القلِة هي من صنعته وغيرتة وحفرة على جدار عنوان المجد .