الهوية الإيمانية وليال عشر

إب نيوز ١٢ يوليو

بلقيس علي السلطان

تهل علينا ليال عظيمة من أيام الله المباركة ، ليال يجتمع فيها أركان الإسلام الخمسة حيث تحتضن الركن الخامس من أركان الإسلام وهو ( الحج ) كما أن لها بركتها العظيمة في مضاعفة الاجر لبقية العبادات ، وقد ألف اليمانيون في هذه اليالي أن يستقبلوها بالتهليل والتكبير والتحميد لله عز وجل على ما أولاهم من نعمة الإسلام العظيمة والإهتداء بهديه والسير على نهج رسوله صلوات الله عليه وآله
فقد اعتاد اليمانيين في هذه الأيام المباركة بعد أن يودعوا الحجاج بالتسابيح التي تلهج بالتمجيد والتعظيم لله وبعد أن يقيموا لهم جلسات ( المجابرة ) اعتادوا البدأ بصيام هذه الليالي المباركة والإعداد للأضاحي حيث أن الأغلب يكون قد أعد الأضحية منذ أشهر وأعتنى بها ليقدمها قرباناً لله بأكمل وجه ، كما تقام الكثير من العادات والتقاليد كتنصيب المدرهة للحاج فيصعد عليها أبناء حارته أو قريته مرددين أهازيج وأشعار يتمنوا له من خلالها العودة بسلام وأمان ، وتقوم النساء بالاستعداد بالترتيب والتنظيم للبيت وتبخيره من أجل أن تعم البركة والخير عليه في هذه الليالي المباركة ، أما الأطفال فيتوقون لهذه الليالي لما فيها من فرحة وسرور من شراء الملابس الجديدة التي تعكس الزي الشعبي الأصيل وشراء أضحية العيد التي يعتنون بها ويمرحون حولها ، وتكتمل فرحتهم باستقبال العيد والصعود على مداره الحجاج التي ينتظرونها بشغف .

اليوم وبعد أن دارت عجلة الزمن وظهر قرن الشيطان الذي نطح اليمن بعدوانه الخبيث ، ونطح المسلمين بصده عن الحج وإطفاء نورانيته المقدسة ، ذبلت الفرحة في القلوب التي كانت تهوي إلى بيت الله الحرام ، فمن لم يستطع أن يحج البيت بجسده كان يحج إليه بقلبه وروحه وتدمع عيناه توقاً إلى اليوم الذي سيعانق فيه بيت الله الحرام ويؤدي مناسك الحج العظيمة ، فالتسبيحات يفتحها الناس لكن بدون حجيج تودعهم ، والمداره باتت خاوية على عروشها !
والشعب يعاني من ويلات الحصار والأضحية أصبحت صعبة المنال ، وأصبحت الأضاحي دماء وأرواحا بشرية لطيارات العدوان الظالمة شاء لها بنو سعود الفناء وشاء الله لها الحياة الأبدية .

اليوم يستقبل اليمانيون الليالي العشر كما استقبلها رسول الله صلوات الله عليه وآله قبل الفتح يستقبلونها بالجهاد والصبر في وجه المعتدين الطغاة ، يستقبلونها وهم يذودون عن كلمة الحق وإعلاءها في وجه طواغيت الأرض قاطبة ، يستقبلونها وكلهم أمل أنهم سيصلون ويطهرون بيت الله من دنس حكام العرب المتصهينيين .

وبالرغم من كل الطغيان المصبوب على الشعب اليمني والذي يستميت من أجل طمس الهوية الإيمانية الأصيلة ألا أن المارد اليمني يأبى الخنوع والإذلال فتراه محافظاً ومتمسكاً بهذه الهوية الناصعة ، فتراه مسبحاً ومكبرا ومستقبلا لأيام الله العشر بإيمانه واحتسابه وتجلده ، فحج إلى الجبهات صارخاً لبيك اللهم جهاد في سبيلك وبات ليلته في مترسه ونفر في الصباح إلى زحفه وصعد إلى جبل النصر ملبيا ومهللا ومسبحا
ليرمي شياطين الأنس المعتدين ويكمل مناسك الجهاد بالطواف حول المدن المحررة ليحمد الله على ماأولاه من نعمة التمكين والنصر والغلبة .

مهما حاول صهاينة بنو سعود طمس معالم الإسلام وأركانه فسوف يبوء مكرهم بالفشل وماهم بأفعالهم إلا يدقون طبول زوالهم وانهيار ممالكهم الشيطانية ، فكيف لهم أن يصدوا عن بيت الله وما كانوا أولياءه ؟
فأولياءه هم المتقون الذين يقدسون مناسك الله وشعائره الذي يبيعون أرواحهم رخيصة لله ووهبوا أموالهم مذللة في سبيله فهؤلاء فقط هم من سيحققون نصر الله ويأتون بالفتح ويدخلون في بيت الله أفواجا ملبين ومهللين
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر وكبيرا ، والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا

والعاقبة للمتقين .

You might also like