خسارةُ البيضاء تظهر حجم ارتباط “القاعدة” بالولايات المتحدة
إب نيوز ١٣ يوليو
أسرع هزيمة تكبدتها القاعدة وشركاءها كانت في محافظة البيضاء خلال الأيام القليلة الماضية، رغم الإسناد الجوي ومختلف أنواع الدعم من التحالف، لكن قوات صنعاء وفي أقل من أربعٍ وعشرين ساعة نفذت عملية عسكرية خاطفة، استعادت فيها كل المواقع التي توهمت القاعدة أنها سيطرت عليها، وألحقت بعناصر التنظيم الإرهابي هزيمة نكراء، قتل فيها عدد كبير من قياداتهم الميدانية، وفي تلك الأثناء كانت وسائل إعلام التحالف لا تزال تملأ الدنيا ضجيجاً احتفالاً بالانتصار على الحوثيين.
لم يكن من السهل استيعاب الهزيمة التي ألحقتها قوات صنعاء بتنظيم القاعدة المدعوم من التحالف في البيضاء، وهو ما جعل قيادة التنظيم تصدر بياناً تبرر فيه هزيمتها بخيانة الألوية التي جاءت لمساندتها من المحافظات الجنوبية وجبهات الساحل الغربي، منها ألوية العمالقة السلفية المشكلة والممولة إماراتياً، والتي اتهمتها قيادة القاعدة بالتنسيق مع الحوثيين، والتي أعقبتها توجيهات صارمة من علي محسن الأحمر، للشرطة العسكرية وقائد المنطقة العسكرية السابعة بملاحقة عناصر اللواء الثامن عمالقة، الذين شاركوا في معارك البيضاء، وبعد يوم على بيان القاعدة الذي اتهم الإمارات وفصائلها المسلحة بالخيانة، دفعت القيادات الموالية للإمارات وعلى رأسها صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان في دفاع هادي، بعدد من الألوية من مارب وشبوة للتوجه إلى محافظة البيضاء، لفتح جبهة جديدة في مديريتي ناطع وذي ناعم.
في السياق، لا تزال قوات صنعاء تتقدم في أكثر من جهة في محافظة البيضاء ملاحقةً بقايا عناصر القاعدة إلى أوكارهم، ومتوعدةً إياهم بالكثير من المفاجآت المرعبة، حتى أن قيادات تابعة للشرعية طالبت بفتح جبهات جديدة لتخفيف الضغط على جبهة البيضاء، وهي الطريقة نفسها التي طالبوا فيها بالتخفيف عن مارب، لكن مراقبين يرون أن القاعدة والشرعية والتحالف دائماً ما يخطئون في حساباتهم ولا يحصدون سوى الهزائم.
وعلى وقع خسارة البيضاء، يظهر أن الولايات المتحدة الأمريكية، المحرك الأساسي لورقة القاعدة في الشرق الأوسط، مرعوبة من الهزيمة السريعة لعناصر التنظيم الإرهابي، الذي تستخدمه كلما استدعت مصالحها ذلك، وبموجب ذلك اتخذت إجراء قد يكون ذا خطورة كبيرة كونه يوسع دائرة استباحة الأراضي اليمنية وإغراقها بالقوات الأجنبية، يتمثل ذلك الإجراء في وصول طائرة نقل أمريكية عسكرية إلى مطار عدن الدولي أمس السبت، وحسب مصادر محلية، فقد حملت طائرة النقل وحدات من الجيش الأمريكي، تحتوي ثلاثمائة ضابط وجندي، مدعومين بثلاثين مدرعة من طراز هارفي، وأنظمة دفاع جوي وغرفة عمليات ميدانية، بالإضافة إلى اثنتي عشرة طائرة من نوع بلاك هوك.
المصادر ذكرت أن الوحدات العسكرية الأمريكية التي وصلت إلى مطار عدن الدولي، كانت منذ شهرين تعسكر في جزيرة سقطرى بعد وصولها من أفغانستان، وهي الآن تتأهب للتوجه إلى قاعدة العند العسكرية، الأمر الذي يكشف أن الولايات المتحدة لا تزال تشارك بفاعلية في المعارك التي تدور رحاها على الأراضي اليمنية منذ أكثر من ستة أعوام، ولكنها تضلل العالم بتنصيب نفسها داعية سلام، على العكس تماماً من تحركاتها على الواقع.
YNP – إبراهيم القانص: