نهج نهج الصالحين
إب نيوز ١٤ يوليو
عصماء الأشول
تساقطت الأوارق وذرفت الدموع لفقدها زهرة من زهرات بساتينها الخلابة الشهيد/هاني طومر، هاني يهناك شرف الشهادة، شرف الكرامة، شرف العزة، شرف الحرية، قلمي ينزف، كلماتي تتقطع، حروفي تتبعثر؛ لفقدك ياكوكبا دري، وياشمسا عند الشروق.
إذا كُنت تريد أن تلتحق بمدرسة المجد فألتحق بمدرسة طومر؛ لتتعلم كيف الوفاء، كيف التضحية، كيف الفداء، كيف الصبر،كيف النصر، كيف روح الجسد الواحد، كيف أن تكون للمؤمنين درع واقي، كيف أن تكون للإسلام سلاح مُدفاع.
لست أعلم كيف أكتب! ماذا أقول!؟ وكيف أستطيع الحديث وعن ماذا أتحدث؟! لقد أصبحت في حيرة من أمري ، وأصابني الذهول من ما شاهدت، ليست إسطورة ولامشاهد خيالية وليس مونتاج تلفزيوني، أوخداع بصري.
إذا جئت أتحدث عن شجاعته، فلم أرَ لها مثيل إلا مواقف مالك الأشتر عندما وقف مع إمام المتقين، والسيف الضارب علي بن أبي طالب في معركة صفين .
وإذا أردت أن أتحدث عن صموده، فصموده كصمود العباس عندما اخترق القوم بخيله حتى تمكن من إحضار الماء وعند عودته انهملت السهوم عليه من كل جانب، حتى إرتقى شهيدا مع أبا عبدالله الحسين في معركة كربلاء التي قاتل فيها المنافقين والمتخاذلين حتى أعلى راية الشهادة في سبيل الله، وأعطى درسا للأمة الإسلامية، درس إستراتيجي راسخ، وهي تُطبق اليوم في أرض المعارك .
كان يتقدم بمدرعتهِ وزخات الرصاص كالمطر تنهمر عليه من كل جانب، لم يتخاذل أو يفر؛ لينجو بروحه، حتى تم إعطاب المدرعة الأولى ثم الثانية ، ويواصل المشوار بمدرعة ثالثة؛ ليجلي بقية رفاقه ، لكنه لم يجدهم حاول البحث عنهم ، حتى تم إعطاب أليته مما اضطر إلى مغادرتها، إذ بوبل من النيران تنهمر عليه من كل جانب، وابل من الحقد، ووابل من الغيظ، مما فعله هذا البطل حتى اخترقت تلك الرصاص جسدهُ الطاهر؛ لتنقله إلى الحياة الأبدية،لتنقله إلى السعادة الدائمة، لتنقله إلى بقية رفاقه من الشهداء؛ ليلتقي بالإمام علي والحسن والحسين، ظنوا بأنهم قتلوه ولم يعلموا بأنهم أحيوه إلى الأبد.
فالعظمة للعظماء، والمجد يرسمه الشرفاء ، والكرامة مهرها دم غالي ، وحب آل البيت في العروق يستشري، والسير على نهجهم فخر على مدى الزمان يُكتب، طومر من أمثالك الرجال تُعدم.