رغمَ الرهان .. واقِعنا يَزدهر
إب نيوز ١٥ يوليو
أمة الملك قوارة
في تسلسل مُلفت لأحداث واقعنا، شمس الصباح تبزغ بنهارٍ جديد مختلف عن بقية الأيام الماضية، تتغير الأحداث وتتبدل الموازين على أرض الواقع ، وتظهر دعائم أُخرى لحياة جديدة، وعلى غرار الجانب العسكري والسياسي والاِنتصارات المتوالية فيهما إلى المعادلات الناجحة في مختلف المجالات على أرض الواقع ، فقد ظهرت لوحة خيالية من النجاح في جوانب الحياة المختلفة، رغم كل الصعوبات والمعوقات التي تضغط عليها وبقوة ، بل أصبحت هناك تطورات ملفتة وكبيرة جداً، في جوانب الحياة وعلى مختلف الأصعدة.
وحدث أن ظهر الجانب التربوي هذا العام بصورةٍ أُخرى ونظرة ملفتة جداً، حيث برزت قواعدٌ قوية للدراسة ، وابتدأ من نماذج الامتحانات التي فاقت تصور الجميع وحدّت من الغش بصورة تفوق الخيال، ومحت الصورة الهزيلة للامتحانات في السنوات الماضيه، إلى النجاحات التي حققتها المدارس الصيفية، فقد رسمت بصمة نجاحها في الواقع بقوة، وصار الجميع ينظر لذلك النجاح بذهول ،وإلى فروع وامتدادات الكليات في بعض المديريات والتي رفعت من مستوى مواصلة التعليم الجامعي إلى حد كبير خصوصا الفتيات، وذلك بعد أن قربت المسافات وقلة تكاليف المواصلات وأمِن الناس على تعليم بناتهم بالقرب منهم.
تغيرت الكثير من الأحداث وارتقت الكثير من المؤسسات بالرغم من الواقع الذي نعيشه ،وفي ضل الرهانات المستمرة للعدوان على انهيار مؤسسات الدولة وضعفها ، لكن يحدث أن ظهر مالم يكن في الحسبان ،ففي الجانب الثقافي والتوعوي في المجتمع وبشكل عام وعلى فترة تُقارب العشرين عام لم يسمع الناس خُطباً تقام على المنابرتثير وبقوة مواضيع التنمية في البلاد ،تتفتح مسامعهم وتصغي قلوبهم والخطيب يجهر بقوة ((تطورنا وازدهارنا يعتمد على الاهتمام بثرواتنا الزراعية والحيوانية ..،وتنميتها)).
ظهر الخطباء والمثقفون في المجتمع بقوة وأثاروا فكرة التنمية، وبدأت آثار ذلك تظهر وتلوح في الأفق، وبدأت الهِمم والعزائم تقوى، وهناك استجابة وتفاعل وعلى جميع المستويات ،فقد بدأت تخف تجارة المواشي وتزداد تربيتها والاهتمام بها، وبدأت تتنوع بعض الزراعات خصوصاً في مناطق الأرياف ، ومايجدر هنا الكلام عنه أنه باستمرار تطور هذه الصورة فمن المؤكد أنها ستنهض جوانبنا الزراعية والحيوانية وفي غضون سنوات ، وسيتبدل الحال في صورة مشرفة من الإستيراد الى التصدير.
وقد رأينا الكثير من الصناعات المحلية تحل اليوم وبقوة محل الصناعات المستوردة ،في جنوح واضح لاهتمام الناس بالصناعات المحلية ،بل والافتخار بها، حيث بدأت الافكار تتجه الى الاهتمام بالصناعات المحلية وتشجيعها ، وإنما ذلك بفضل الوعي الذي برز حديثا ،والذي نهض بالأفكار والعقول وحررها من الجمود ،وفتح أبصار الناس على واقع مختلف ؛ليكشف عن الكذب الذي كانوا يعيشون فيه من قبل .
بدأت جوانبنا تتطور رغم مايحدث وتظهر نجاحات ملفتة ومشرفة ويُستحق ذكرها والإشادة بها ،وقد حصل هذا في ظل استمرار الحرب العسكرية وحروبهم بشتى أنواعها ،وظهر وعي خُلق من خلاله ملامح لحياة أُخرى ولن تكون كما مضت ،ومعَ استمرار تطور تلك الصورة ستصبح اليمن بكل ثرواتها وخصوصاً ثرواتها المدفونة في باطِنها قوة عظمى لا يستهان بها، وستنتقل نقلة نوعية لامثيل لها ،فهي البكر التي لم تُنجب بعد فكيف إذا أنجبت؟!
.