عيدٌ
إب نيوز ١٥ يوليو
احترام المُشرّف
مقدمة.
قبل أن نتحدث عن العيد، وأتراحه التى غلبت على أفراحه، نوجه كلمة لمن سينزعجون مما سنقول ويتذرعون بالكلمة المشهورة بين قوسين(هذا ليس وقته نحن في عدوان)
لن نقول لكم أكثر مما قاله السيد القائد العلم /عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ، قال ونحن في العدوان مانصه بالحرف:
(الفاسد اخلسوا جلده ولو كان من أنصار الله)، وقال الرئيس الشهيد صالح الصماد “رضوان الله عليه”، ونحن في العدوان مانصه:
(لانريد أيضاً أن يكون العدوان غطاء للترهل والفساد وإذا حاولنا أن نتدخل أونقول حاسبوا فلان قالوا نحن في عدوان ماهو وقته)
ويقول الرئيس مهدي المشاط: (لاتجعلوا المفسدين يطمئنوا) لذلك دعونا من هذ القول، لأن الفساد هو من يساعد العدوان والمفسد هو من يهدم الجبهة الداخلية للمجتمع، ويساعد العدوان.
وبعدالمقدمة:
نعود للعيد، يأتي العيد علينا في اليمن، وليس لنا من مسماه سوى الإسم، كل شبرٍ في اليمن يئن بما فيه من أوجاع، كل أبناء اليمن فاقد أو مفقود ، ومن لم يزره الحزن في العيد على فقيد، لابد أن يزوره الأسى في العيد من الفاقة وتدهور الأوضاع، وغلاء المعيشة
وانعدام للغاز والمازوت، حصار ودمار، وقلة ذات اليد، وانقطاع للمرتبات، نعم ، نحن في عدوان ولابد من الصبر والتحمل، وكما يسطر المجاهدون في الجبهات مايشرح الصدور من انتصارات، علينا أن نجاهد مثلهم بالصبر والتحمل، نحن في حرب وللحرب ويلاتها وأوجاعها ولن نختلف معكم في ما نعانيه من الحرب والحصار، نقول : علينا الصبر، على ما ألحقه بنا العدوان.
ما نشكو منه، هو الفساد، وما نتساءل عنه هو أين من يدرأ عنا هذا الفساد، نرى اليد التى تحمي، ونقبلها، ونسأل أين هي اليد الأخرى، اليد التى حثكم عليها
الرئيس الشهيد صالح الصماد :(يدٌ تحمي ويدٌ تبني) لاننكر صنائع اليد التي تحمي، مانبحث عنه هي اليد التي تبني والتي للأسف لم نرىَ منها سوى الهدم للجبهة الداخلية، لم نرى سوى اليد التىتعسر ولاتيسر، وتأخذ ولاتعطي، وتكسر من حال المواطن المكسور، المواطن الذى زادت عليه المعاناة، من غلاء معيشته وفقدان أحبته وهدم وتدمير منشآته، وهو صابرٌ محتسب، ويبحث عن اليد التى تدرأ عنه الفساد وتراقب مايحل عليه من المفسدين، وتسارع في الحلول.
أين اليد التى تمنع من يقومون بإخفاء المواد الغذائية، لغرض عرضها بأسعار باهضة ، أين العين التى تراقب التجار الذين لاأدري أي قلوب تنبض في صدورهم وهم يرون مانحن عليه من عدوان وحصار، ليزيدوا في الطين بلة بجشعهم، لانريد منهم أن يعطونا بالمجان فقط يراعوا الله فينا ، التجار الذين أهون عليهم أن يجعلوا بضائعهم تنتهي صلاحيتها عن أن يبيعوها بمايتحمله المواطن المكلوم.
المواطن لايدري أين يتجه ولمن يشكو وهو يرى البعض ممن يمثلون جانب الدولة، ولن نقول الجميع، ماذا عسانا أن نقول، عن هؤلاء البعض، للأسف الشديد هناك ممن يتَسمون باسم الدولة، لكي يمارسون كل ما لايطاق من تطاول على عباد الله، مظالم وأخذ جبايات لاحصر لها من التجار، ليصبح المواطن هو الضحية، هذا يأخذ من التاجر، والتاجر يأخذ من المواطن ما أخذه أصحاب الجبايات التى لاحق لهم فيها، ولايستطيع المواطن المسكين ان يعترض أو يرفض حتى لايقال عنه انه خارج عن طاعة الدولة،
الدولة التى لانعرف إن كانت على دراية بما يمارس باسمها من مظالم وأخذ لحقوق الناس فإن كانت الدولة تعلم مايحدث باسمها، فتلك مصيبة، وإن كانت لاتعلم فالمصيبة أعظم.
نعم لديكم حرب وجهاد، ولكن لديكم شعب يئن من الوجع، من الفقر ومن الخوف، أين أنتم مما يعانيه من لاظهر له، أين أنتم من المفسدين، لن يكون النصر نصراً إلا إذا كان في الجبهتين على حد سواء فكما ينتصر المجاهدون في جبهات القتال، يجب أن يكون لكم انتصارات في جبهات الفساد، يجب ان تنتصروا بدحر الفساد وبتر الأيدى المفسدة، يجب أن تنتصروا بضبط التجاوزات، والأهم من كل هذا ألا تجعلوا كل من هب ودب يمثلكم ويقول أنه منكم، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة.
أعيدو حساباتكم فالأمر مازال بأيديكم فإني لكم من الناصحين، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإني عليكم من المشفقين لا تجعلوا جهادكم في الجبهات يذهب سدى بسبب إهمال الجبهة الداخلية ضد المفسدين، فمهما صنعت اليد التى تحمي، فلن تستطيع أن تصفق للنصر إلامع اليد التى تبنى، لتجعلوا عيدكم جهاداً ضد الفساد، فالناس قد زاد صبرهم وتلاشى عيدهم.