حق ايران الشرعي في مواجهة الاستخدام العسكري للأقمار الصناعية
إب نيوز ١٥ يوليو
عقب اغتيال العالم الايراني المتخصص بالمجال النووي الشهيد محسن فخري زاده العام الماضي، أقرّت وسائل الإعلام الصهيونية باستخدام الكيان لتقنيات الأقمار الصناعية المتطورة لتنفيذ جريمة الاغتيال هذه، وعمدت على التباهي بالتفوق الصهيوني في هذا المجال، غاضة النظر عن مدى فظاعة الجريمة لو أخذنا بعين الاعتبار القوانين الدولية التي تحرّم ارتكاب مثل هذه الجرائم في أي بلد كان.
المعلومات الواردة لموقع “نور نيوز” الاخباري التحليلي، تحكي أن العدو الصهيوني، وعلاوة على انتهاكاته التي لاتحصى للقوانين الدولية، أساء استخدام تقنيات الفضاء والأقمار الصناعية لأغراض عسكرية وإرهابية الى أبعد حدّ، وهو ما يعدّ انتهاكا صارخاً لقوانين الأمن الفضائي والملاحة عبر الاقمار الصناعية.
كما تشدّق قادة الكيان الصهيوني بشكل غير مباشر بمنجزاتهم التخريبية الترهيبية التي استهدفت المنشآت النووية لعدّة بلدان على رأسها ايران، في وقت وقفت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقف المتفرّج المُستمتع بما يشاهد، ولم تتخذ أي إجراء لوضع حدّ لهذه الانتهاكات الارهابية.
بناءً على ذلك، لن تتوانى تلك الدول على رأسها إيران ضحيّة هذه الانتهاكات الصارخة على مرأى المجتمع الدولي، عن الردّ والدفاع عن حقوقها القانونية، لاسيما أن لديها الإمكانية المثلى والقوّة العاتية للردّ على أساس حقّ الدفاع المشروع، واستهداف مصدر هذه الهجمات في الوقت المناسب وبأدواتها الخاصة، فالبادي أظلم، وعليه أن يدفع ثمن اللعبة القذرة التي بدأها.
وعلى مدى السنوات الاخيرة، لعبت أيضاً تقنيات الفضاء والأقمار الصناعية، علاوة على إنتاج القوّة في مختلف المجالات العلمية، وما إلى ذلك، دورا بارزاً في المواجهات الاستخباراتية والأمنية والعسكرية لمختلف البلدان مع بعضها البعض، ودخلت ساحة المعركة الالكترونية من أعرض أبوابها.
ونظرا لأن هذا المجال يعتبر أحد ركائز القوّة في مختلف الأبعاد الاقتصادية والصناعية والسياسية والعسكرية والأمنية في العالم اليوم، فإن قضية “أمن الفضاء” باعتبارها جزء لا يتجزأ من هذا المجال، كانت موضع نزاع بين القوى العظمى، وتصدّر قائمة هذا النزاع امريكا وروسيا.
كان أحد أبرز مشاهد النزاع في مجال الفضاء هو مشروع القمر الصناعي «استارلينك» الخاص بشركة «اسبيس ايكس» الامريكية، التي يمتلكها “ايلان ماسك”، والذي قالت روسيا إنه استهدف أقمارها الصناعية، وعرّض امنها القومي للخطر.
في هذا الموضوع، اعتمدت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالاستخدام السلمي للفضاء الخارجي (كوبوس) بروتوكولات يلتزم فيها أعضاؤها تقوم على احترام حقوق البلدان الأخرى في مجال الفضاء والالتزام بالاستخدام السلمي للأقمار الصناعية.
المثير للقلق؛ هو أن هذه التقنيات، مثل غيرها من نظيراتها، لها أحيانا استخدامات مزدوجة أو متعددة، والتي غالبا ما تستغلها أنظمة عدائية، وتنتهك حقوق الدول الاخرى وتخلّ بقواعد أمن الفضاء.
حيث تستخدم بعض الأنظمة العنجهية الأقمار الصناعية العسكرية وغير العسكرية مع أدوات أخرى، لأغراض عسكرية وإرهابية، وفي هذه الحالة، دون أدنى شك، لن تلتزم الدول المستهدفة ببروتوكولات أمن الفضاء المعمول بها.
على العموم، في حال كانت المؤسسات والمنظمات الدولية المسؤولة عاجزة عن صون حقوق الدول ومواطني المجتمع الدولي في مثل هذه المجالات، فمن الطبيعي ألاّ تقف الدول المُستهدفة مكتوفة الأيدي وستواجه الانتهاكات بشكل مباشر، ما سيضع الامن والسلم العالميين في دائرة الخطر.
في الحقيقة، من أهم وظائف المؤسسات والمنظمات الدولية، كما ذكر كل منها في قانونها الأساسي، خلق بيئة مناسبة لجميع البلدان للاستفادة من التقنيات الحديثة ومنع الأنظمة الشريرة والمُتسلطة في النظام الدولي من تعريض السلام والأمن العالميين للخطر.
المصدر: نورنيوز