ستطُـوف القلوب شغفاً
إب نيوز ١٨ يوليو
صفية جعفر
مضت أيام، وتسارعت ساعات، وانقضت ثواني بسرعة مُوجزة، أيام أتت من أعظم أيام الدنيا، وأجل اللحظات إنها تقشعر لها الأبدان، وترق القلوب، ويزداد الشغف المُفرط بدرجات عالية،
تتداخل الكلمات، وتنجرف كل تلك التلعثمات، تنهمر الدموع لتُشكل بحراً جارفاً من غضب رباني ليس له مثيل، إنه إعصار مكون من قنابل عنقودية لن تدع آل سعود هذه المرة تمُر أحلامهم مرور الكرام، سنطوف يامكةَ شوقاً ونطوف شغفاً، هُنا في قلوبنا تتخالط أنواع من مزيجٍ للحُب المُقدس.
طافت قلوبنا ،وكان لابـُد أن تطوف أجسادنا أيضاً ياآل سعود وأن تمتلئ أرواحنا بتلك الأرض الطيبة، نلمس الحجر الأسود، نتحسس الرضى، والكمال البشري المحيط بمكة، ونطوف طواف القدوم، نسعى بين يدي الله نمشي بخطواتٍ ثابتة، تنظر أعيُننا إلى السماء بنقاء يقطع الشك باليقين، نهرول ونسرع في الخُطى ، إننا عطشى والأرض في أرواحنا جدبآء مُقحلة، تستجدي وصولاً إلى مكة يداوي الجراح فتلتئم، نُكبر الله بأصوات تواقة ونفحات مرهقة وأنفاس متقطعة.
تكبيرات تجول في سماء مكة وتسبيحات وتهليلات تصدر صدىً يتردد في صدورنا، تزرع في هذا الكون نسيماً عذباً مروره وشجياً صوته، لولا توغلكم وتغلغل قلوبكم لتلاقت الأرواح بمناها ، ومبتغاها ؛ولكن أسدلتم ستار ظلمكم ، ووشاح طغيانكم، تماديتم في الفتك بهذا الشعب ، والعالم الإسلامي، قُضيت الأيام بطريقةً بشعة وبدجل مُبجن، مراقص تُفتح ،وفنادق تُمدح ،أصوات غناء بالحرام تُرفع،وحين يأتي الوقت المنتظر في حج بيت الله الحرام نمنع وبكل جراءة.
ليست المرة الأولى لآل سعود أن تـغطي الشمس برداءً أسود لتحجُب الشمس عن الوصول للمكان المُراد رؤيته بوضوح، ستُحرق ويحرق ظلها المتخفي في منحدرات الخيانة والخوف المُكدس من أمريكا وإسرائيل، يا مكة إن الظمأ قد وصل بنا حد الاختناق، والصبر طال مداه ؛لكنّ قلوبنا تطوف شوقاً في دواخلنا تهتف،الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ،وسبحان الله بُكرةً وأصيلا، إن مساجدنا الداخلية الروحية مكتظة بطواف لا ينتهي
،وستنتهي آل سعود ونطوف طواف القدوم ، ونرمي بهمومنا في أعتاب الطريق ، ونطوف طواف الوداع ، سنودع الهيمنة وننعم بالحرية .
.