رسالة مُجاهد بقلم كاتبة .

 

إب نيوز ١٩ يوليو

كوثر العزي

عشقنا الشهادة كـ عشقكم للحياة , رضينا بقساوة الجبال ووعورة الوديان , تحملنا حر الشمس ,وانطوينا تحت رذاذ البرد , إصتبرنا على تقلب المناخ , اكلنا أشجارها ورضينا بالهواء ماء ,تلحفنا السماء وافترشنا الأرض , توضا ذلك المجاهد ببارود ,وستقبل تلك القبلة المنتظرة , فصدح بقوله: الله أكبر ,وبدأ بالصلاة ,رغم قصفكم بطوائر ,وعبثكم بتلك القذايف ,إلا انه باع بيع ,مُحال أن يخيفه جيشكم ,فجمعوا جيوشكم وعدوا عددتكم , فما جمعكم الا عدد ,ودحركم بـ أمر الله قادم , مهما صعدتم وفتحتم جبهات، مصيركم كمصير من سبقكم بالغزو , حتى وإن كان غزوكم قد تحالف معه الغرب والعرب , من نهم للجوف لـ مارب إنتهى بالبيضاء .

ماذا تتوقع من مجاهد ,ترك رفاهية الحياة , وجمعة العائلة , وشلة الأصدقاء ,تتوقعون أن يسلم سلاحه حاشا,أو يركع معاذ بالله , اتتوقعون أن يقبل أن تنهان من الجنة تحت اقدامها أمامكم أيه الأقزام , أتظن أنه سيترك داعش والتكفير يعبثوا بالأرض والعرض ,ويتم إدخال امريكي لدحر داعش من وطني , وبالأخير تكون خطط وسيناريوهات خلف الكواليس , اتظن أن أدع حياتي بين يديك ,ورأسي يداس تحت قدميك, أتظن أن اكون لك كما كان الخليج لكم ,اتتوقع أن اكون ذليلاً بينما الله جعلني عزيزا عليكم , اتتوقع من شبل حيدرة أن يتراجع ميل أو متر!

افيقوا فطومر , وغيره من الشخصيات العظيمة نموذج لمسيرتنا , نحن شعارنا إما كراما فوق الأرض أو أعزاؤً تحتها , نحن نكون أو لا نكون , نحن علي بمعركة خيبر , ونحن الحسين بأرض كربلاء ,والعباس بحافة نهر الفرات , نحن حمزة بمعركة بدر , نحن زيد مجلس هشام , بصيرتنا كـ زينب بمجلس يزيد ,وسلاحنا سيف رسول الله المسلول من أورثه لـ علي , نحن الكابوس الأسود ,والبحر الاغدق ,نحن ريح عاتيه ,وعذاب الله وصوطه ,نحن جن سليمان , وعصاء موسى , نحن عذاب الله لكم ..

أنا من عشقت رصاصكم حنجرتي وقلبي واستقرت بأحشائي , أنا من غُرم سطح الكوكب بدمائي , أنا متنفس الهواء من عبق نسيم دمي , أنا من خبأتني الأرض بأعماقها ,واحتضت لسماء روحي , أنا من جرحت فستقبلني ذلك الطبيب وقدم المستحيل ليخفف آلامي ولا يعلم أن وجع الأمه وأنصياغه اوجع بكثير , نعم أنا من ضعت تحت ظلام سجونهم ,وحجزتني قضبان حديدهم ,والتهم جسدي تعذيبهم , نعم أنا من رضيت بما أراد الله لي , نعم أنا عمار بن ياسر..

في الأخير رسالتي ستصل لعنان السماء فإن كانت الشهادة من نصيبي وكنت عريساً لـ حوريات الله بسابع سماء , زفوني لاتعزوني ابداً , وإن قيل لكم غمد ميتكم جنات عدن , قولوا له ,ماكان ميتاً بل حي يرزق , إن استشهدت وفقد وطني أحد رجاله , ليبقى نشيد وطني لن ترى الدنيا على ارضي وصيا،
وإن كنت اهلا للشهادة ,احكوا قصصي لتلك الأجيال عسى أن تتذكرني ,واورثوا سلاحي لصغيري , دعوا بصمات يدي على تلك المواقع التي تم السيطرة عليها من قبل الجيش واللجان , إن استشهدت , ادعوا رفاقي لتشييع جثماني ,واطفالي بمقدمة التشيع ,اخبروا أمي أن تفرح ,وزوجتي تزفني , واختي ترفع الصرخات بأعلى صوتها ,دعوا ابي يقف بكل شموخ ,واخوتي يتلقوا مكاني لايتركوه فارغا , وأن يجعلوا ضريحي يسمع فوق الآيات يومين , لاتنسوني يا اهل الأرض إن كنت ضيفاً للسماء..

You might also like