ما واجب الأمتين العربية و الإسلامية تجاه ما يجرى في القدس .؟!
إب نيوز ١٩ يوليو
* أسامة القاضي
يمر القدس اليوم في أخطر مراحل الأستعلاء اليهودي و التي بلغ إعلا أوجه القتل و التشريد و هدم المنازل و الحصار الاقتصادي الخانق و حرمان للمقدسين من الصلاة في الأقصي و كل الممارسات البشعة و في الفترة الأخيرة نجده يحاول إنتزاع القدس بالقوة من المسلمين حيث بات اليوم الخطر الصهيوني أمر من قبل بعد تحديد هدفه و أحكم خطته لم يجد من أمة الإسلام على أمتدادهها و اتساعها من يصده و يرده .
واجب على المسلمين اليوم أن يهبوا لإنقاذ مسرى رسول الله صل الله عليه و سلم و الذود عن المسجد الأقصى والدفاع عنه بكافة الوسائل بعد أن دنسه المحتلون و هذا واجب عقدي و ديني لان الأقصى جزء من ديننا جزء من عقيدتنا و جزء من آي القران الكريم .
و أن للمسجد الأقصى بصفة خاصة و مدينة القدس بصفة عامة مكانة رفيعة سامية فهي عالية المنزلة عزيزة الحمى يستوجب على الأمتين العربية و الإسلامية بذل الغالي و النفيس في سبيل دحر المحتلون و تحريرها و من أبرز تلك الواجبات بناء جبهة عربية و إسلامية موحدة .
فإن الأمتين العربية و الإسلامية بحاجة ماسة أولا لبناء جبهة موحدة للتصدي و الوقف أمام المؤامرات التى تحاك ضد القدس و مقدستها و سكانها و هذه الجبهة تحتاج إلى نفوس قوية تستشرف للعزة و التمكين و لنا في قدوة في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدى لكل المعوقات التي تفت من عضد المسلمين و تفرق كلمتهم و على رأسها الفتن التى يثيرها أعداء الإسلام تثبيط الهمم و العزائم لأن هذه تقضي في تفتيت الجبهة الداخلية فعمل رسول الله في رص صفوف المسلمين و توحيد جبهتهم و إيجاد رابطة قوية بينهم عن طريقة المؤاخاة بين المهاجرين و الإنصار و أن الأمتين العربية و الإسلامية بحاجة إلى رابطة قوية بين الإسلام إلى ذلك قال تعالى :[ وَاْعتْصّمٌوَا بّحُبّلُ الُلُُه جْمٌيَْعا وَلُاتْفَرَقًوَا ] ..
▪تربية الأمة على الجهاد الشامل : و ذلك بالإعداد العلمي و التربوي و المادي للعرب المسلمين فحين يرقي المسلم إلى المستوى المطلوب من الوعي فإنه يكتسب قدرة فائقة على فهم كل مايجري من حوله على الساحة المحلية و العالمية و يصبح أكثر قدرة على تحليل المواقف المستجدة و يكتسب مناعة شديدة تستعصي على الهجمات النفسية التى تتخذ من شخصيته الإسلامية غرضا لها .
الدعم البشري : يجب الإستفادة من طاقات أبناء المسلمين و حماسهم و توظيف مايمتلكونه من مقدرات و بخاصة من تتاح له فرصة دخول القدس بعد تهيئة الأسباب و على إخواننا الفلسطينيين الذين يقيمون خارج فلسطين مسؤولية عظمى أكبر من غيرهم تجاه هذه القضية و ليحذروا من الركون إلى الدنيا ونسيان قضيتهم الأولي فالله أمر كل المسلمين جهاد المعتدين بكل ما أوتي من قوة و عتاد قال تعالى : [ وَجْاُهدِوَا فَيَ الُلُُه حُقً جُْهادُِه وَُهوَ اجْتْبّاكِمٌ وَمٌا جْْعلُ ْعلُيَكِمٌ فَيَ الُدِيَنَ مٌنَ حُرَجْ مٌلُةِ أبّيَكِمٌ إبّرَاُهيَمٌ ] فالجهاد إذا لايسقط عن المسلم القادر بما يستطيع .
▪الدعم المادي : و هو أهم الوسائل المتاحة و ذلك بدعم المجاهدين من أهل القدس في أنفسهم وأسرهم عن يزيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم [ مٌنَ جُْهزُ غًازُيَا فَيَ سِبّيَلُ الُلُُه فَقًدِ غًزُا وَمٌنَ ٌخلُفَ غًازُيَا فَيَ سِبّيَلُ الُلُُه بٌّخيَرَ فَقًدِ غًزُا ] أن سياسة التجويع و هدم المنازل و تفريق الأسر التي يستخدمها المحتل في المدينة المقدسة قد توهن من عزائم المجاهدين و تضعف من قوتهم و لهذا فأن الدعم المادي له صورة التى لا تخفى و هو من أهم ركائز الإنطلاق لإعداد القوة و مواجهة العدو و إذا ماعملت الأمة بأن المساهمة في الجهاد في سبيل الله ضد اليهود و من عاونهم يكسب أجر الجهاد فأن ذلك كفيل لأن يحرك بواعث الجهاد في نفوسهم قال تعالى : [ الُذَيَنَ يَنَفَقًوَنَ أمٌوَالُُهمٌ فَيَ سِبّيَلُ الُلُُه ثُمٌ لُايَتْبّْعوَنَ مٌا أنَفَقًوَا مٌنَا وَلُا أذَى لُُهمٌ أجْرَُهم ْعنَدِ رَبُّهمٌ وَلُا ٌخوَفَ ْعلُيَُهمٌ وَلُاُهمٌ يَحُزُنَوَنَ ]
الدعم الإعلامي : المساهمة الإعلامية في أبرز قضية و هي القدس و مسجدها الأقصى و مايحاك ضدهما من مؤامٌرات تستهدف النيل من عروبتهما و إسلاميتهما و ذلك من خلال الإهتمام بالقدس في كل وسائل الإعلام و إبراز الحق الشرعي للمسلمين فيها و إظهار الحقوق التاريخية و السياسية و العقدية و الحضارية للعرب المسلمين فيها و ذلك بتخصيص مساحة كافية على الفضائيات العربية و الإسلامية للحديث بجميع اللغات عن أهمية القدس و ضرورة التعامل مع الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” للتصدي للهجمة الصهيونية و لايخف على أحد ما للإعلام من دور كبير و مهم و محوري في إظهار الحقوق و الرد على الشبهات و الأباطيل و ذلك بصوت واحد قوي فموقفنا كمسلمين من القضية يجب أن يكون موقفا واحدا فلو استطعنا أن نستثمر الإعلام بوسائلة المتعددة و نقدم للعالم صورة عما يفعله اليهود في الشعب الفلسطيني عامة بالقدس و مسجدها خاصة لكان الوضع مختلفا بالنسبة لنا ..
و أخيرا الدعم الإيماني : فالدعاء للقدس واجب فالمسلم أخ للمسلم و الله يستجيب الدعاء إذا أيقن صاحبه بذلك قال تعالى : [ وَإذَا سِالُكِ ْعبّادِيَ ْعنَيَ فَإنَيَ قًرَيَبّ أجْيَبّ دِْعوَةِ الُدِْاْع إذَا دِْعانَ فَلُيَسِتْجْيَبّوَا لُيَ وَلُيَؤمٌنَوَا بّيَ لُْعلُُهمٌ يَرَشِدِوَنَ ] .