هو والعيد
إب نيوز ١٩ يوليو
حترام المُشرّف
العيد: هو الزائر الذي يعاودنا كل عام، والذي جعله الله لنا يوم للفرح والسرور بعد أن وفقنا الله للقيام بما أمرنا مـِْن عبادة، العيد لايخلف موعده معنا، يأتي شئنا قدومه أم أبينا رحبنا به أم لم نرحب.
فلماذا هذه الكآبة في استقباله وهذا العبوس في وجهه؟ لماذا التذمر مِْن قدومه؟والفرح بانتهائه؟
نعم; هناك مايعيده لنا العيد من ذكريات، لمِْن غابوا عن نواظرنا، ولم ولن يغيبوا عن خواطرنا، تشرق شمس العيد لترسل أشعتها في قلوبا منكسرة، وعيون تحاول أن تبتسم لهذا الشروق، ويأبى الدمع إلا أن يسبق الابتسام، يأتي العيد ويأتي معه كل ما مر طوال العام من فقدان، وحرمان، ودمار، وحصار، وكل ما نعانيه أرضاً وإنساناً.
فهل نستطيع برغم الظلام أن نفرح بشمس العيد، وبرغم اليأس أن نتفاءل بإشراقة العيد.
إنه يعتقد أنه علينا أن نفرح بالعيد… أو بالأصح علينا أن نتصنع الفرح بالعيد، آملين من الله الفرج القريب، العيد ليس مِْن أوجعنا ولاذنب له فيما نشعر به، لنستقبله بالدموع.
إنه يقول هذا: وما أظنه إلا الذي يتولى في العيد توزيع أطباق البؤس، المرشوش بكمية ليست بالقليلة من الحزن، الممزوجة بمرارة العلقم، وإلى جانبها أكواب من عصير المآسي ؛ليكون احتساءها على ضوء شاحب من مآسي السنين المتعبة المثقلة بالهموم والأوجاع.
نعم هذا هو من يدعوكم للفرح، وهو يعيش مرارة حزن ليس عادياً، إنه حزن له مذاق ورائحة، حزن يتوشى بسواد كئيب، ومذاقه مر بمرارة العلقم، مرارة سم قاتل، يأبى إلا أن يقتل صاحبه.
أما رائحته: فهي منتشرة في الأرجاء يجدها تفوح مِڼـّه، ومِْن زجاجة عطره، ومن خزانة ملابسه، حزن ليس باستطاعتنا وصفه، يشعر به غائراً في أعماقه يراه حياً بكل تفاصيله ماثلا أمامه، حزن أخفى من أن يرى، وأظهر من أن يخفى، ييقضه إذا نام، ويكلمه إذا صمت، ويسكته إذا تكلم.
حزن لٱ يخبر به أحد ولايعلم به أحد، وها هو رغم ماقال: مازال لا يستطيع أن يعبر عنه كما يريد.
وبرغم هذه الصورة القاتمة من حياته، الجريحة مازل يحاول بكل إرادته المهدودة القوى، المكسورة الخاطر، الشاحبة الصوت، مازال يحاول أن يفرح بالعيد، أويتصنع الفرح به؛ ليس لأنه شخص قوي، أوفريد مِْن نوعه، الأمر ببساطة، أنه شخص متعب ويريد أن يستريح وأن كانت راحته وهمية، لايهم .
وهو يقول: لكل مكلوم القلب، حاول أن تجعل نفسك سعيد وأن لم تكن سعيد، أضحك واكتم بكاء قلبك، فأيام العيد قليلة فاعطها حقها، ثم عد إلى صومعتك الحزينة فهي فاتحة ڵـڱ أبوابها؛ لكي تدخل ومن ثم تحكم الأقفال عليك، عيدكم سعيد أيها المتعبون.
.