معركة حماية الجبهة واسفين الفساد
إب نيوز ٢٠ يوليو
عبدالملك سام
فترة عصيبة قد تقضيها وأنت تمعن التفكير بين أن تقول أو لا تقول ، وموقف عصيب تعاني منه وأنت تريد أن تتحدث ولا تريد .. ثم تقف وتفكر لماذا الآن بالذات ؟! وبإجراء حسبة بسيطة ترى أن كل شيء واضح منذ البداية ، ولكن هناك عوامل كثيرة جعلت من الصعب أن تدرك حقيقة صغيرة : هي أنك أخطأت يوم أن أستخفيت بالشيطان وأساليبه الخطيرة ، وبمجرد أن تفكر فقط بعنصر “التوقيت” سيكون بإمكانك أن تعرف ماذا يجب عليك أن تفعل !
توقيت إثارة موضوع الفساد يكشف الكثير ، وأنا هنا لا أتهم كل من تكلم في هذا الموضوع بأنهم متواطئون مع العدوان ، بل على العكس ؛ فقد وجدت نفسي أنا أيضا اتلهف للحديث عن الموضوع لعدة أسباب ، لعل أبرزها هو : الخلفية الثورية التي تدفعنا لننحاز للخير والصدق والحق وكره الظلم والفساد ، وأيضا الظروف الأقتصادية التي نعاني منها في ظل ما نسمعه عن البحبوحة التي يعيش فيها بعض الفاسدين ، أضف إلى ذلك الخوف من ضياع النموذج الرائع الذي وجدناه في المسيرة ورجالها بعد سنوات من الفساد والظلم والقهر ، وأسباب أخرى تختلف من شخص لآخر منا .
صبرنا سبع سنوات ، فلماذا الآن ونحن على أبواب مأرب لم نعد نستطيع أن نسكت ؟! أنا لست جبانا ولا أطمع في منصب أو مسؤولية لا سمح الله ، بل أقول بضمير مرتاح بأني من النوع الذي لا يحب أن يحمل على عاتقة مسؤولية منصب أو موقع مسؤولية ! ولكن نحن نعاني من الفساد منذ عقود ، والفساد هو الدافع الأبرز الذي جعل الشعب اليمني يخرج ضد السلطة الظالمة ، ولولا العدوان لكنا تفرغنا لهذا الملف النتن والقضاء عليه . لذا فلا أجد داعيا لكل هذا التشنج فيما بيننا ، ولنفكر أن العدوان عندما عجز عن مواجهتنا في الجبهات العسكرية كان لابد أن يبحث عن اسفين ليضربه بيننا داخليا لأنه يعرف أن هذا سوف يؤثر على معنويات المجاهدين في الجبهات وهم يرون خلفهم ولا يسمعون سوى أصوات خلافاتنا والحديث عن الفساد وضياع الثورة !
وللفاسدين نقول : نحن نعلم جيدا من يقف وراءكم ويحرككم في هذا التوقيت بالذات ، وكل فاسد نعتبره أحد أذرع العدوان علينا ، وسيأتي اليوم الذي نقتطعه سواء بالطيب أو بالقوة ، ولن تعجزنا أدوات رخيصة مثلكم فأنتم أوهن وأضعف من الفاسدين الذين سبقوكم وكانوا يملكون من الإمكانيات مالم تملكوه أنتم اليوم .. وحتى يكتب الله لنا النصر القادم لديكم فرصة لتراجعوا أنفسكم ، ونحن من تستضعفونا الآن سيكتب الله لنا أن نمتلك بأيدينا تحديد مصائركم ، فلا يغرنكم الشيطان لتتمادوا أكثر !
أعزائي الكتاب والإعلاميين والمثقفين ، الآن وأبطالنا يقفون على أبواب مأرب ، دعونا نتفق على تأجيل أي موضوع آخر لا يصب في مصلحة تحقيق تحرير مأرب من أيدي العدوان ، فكلنا نعلم أن الظروف ستتغير كليا بعد تحقيق هذا الانتصار ، وكل من لديه قضية فساد فليتق الله وليصبر مؤقتا ، وبعد الفتح بإذن الله سيكون الوضع مناسبا أكثر لفتح هذا الملف الذي يحتاج لأدلة ووقت ومحاسبة ، بل سنتعاون كلنا لتحقيق هذا الهدف السامي ونحن معا ، ولا داعي لكل هذا التشنج وكيل التهم فيما بيننا ، وتذكروا جميعا بأننا معا اقوى ، وأن الخلاف والتنازع نتيجته الفشل والضياع .. وعيدكم مبارك يا شعبنا اليمني العظيم .