أعيادنا تُبارِك انتصاراتنا.. وللنصر بقية
إب نيوز ٢١ يوليو
أمة الملك قوارة
إلى من لايقرأون كلماتي، إلى الجبال الرواسي، والتلال الشامخات، إلى مواطن العزة والكرامة والنخوة والشجاعة وألإبآء دمتم ودامت انتصاراتكم، فهاهو يطل علينا العيد وأنتم وتضحياتكم له خير عنوان، وها هو السلام يصلكم من أُمهاتكم الساجدات ومن آبائكم الراكعين والمهللين بالبشرى لانتصاراتكم، ومن أفئدة زوجاتكم التي يملأها الشوق والحنين؛ لكنها رغم ذالك مشبعة بالفخر والشموخ بكم، فمن مكبرات الصوت بالمساجد الى تمتمات الأقارب، الى تغريدات أطفالنا بزواملهم( أعيادنا جبهاتنا، جبهااااتنا أعياد )وطن وشعب فرحته وسعادته أنتم المقاتلين ضد الظلم والجبروت، نعم فرحتنا أنتم أيها العظماء.
نضب الكلام وانتهت المفردات، وماذا عسانا أن نقول؟ وتلك اللوحة التي ترسمونها اليوم في الجبهات، تحفر على جدار التاريخ ألف وألف قصة للمجد والإباء، ففي ميادينكم جُسدت حكايات من العزة يتلوها العالم بأكمله، ويرتقب العمليات العسكرية ويحللها، وتذهله المعجزات التي يحققها المقاتلين في الجبهات، رغم قلة المعدات وبساطتها مقارنة بمعدات العدو، وإن غاب العالم عن صوته وموقفه اليوم إلا أنه يحمل في طياته الكثير من الاحترام ويراقب الأحداث بشغف .
أعتاد أولئِك الأبطال لسنوات الوقوف والنضال في الجبهات، بل تشبعت قلوبهم حباً بها؛ فمايكدون يرجعون زائرين حتى نلحظهم يجهزون لرحيل، وكأن كل يوم لهم في جبهات القتال والحمية هو عيد، وإن أتينا للحقيقة فحقا أيامهم كلها أعياد مابين انتصاراتهم وفرار العدو وتكبده خسائر فادحة، إلي نبأ استشهاد البعض لتعلن الأرض أن الله قد قبل أرواحهم المقربة أليه وضمها إلى جنته.
ثبتوا وستمروا بالثبات في مواقعهم، وكل يوم يرسلون رسائلهم للعالم مضمونها (ستسقط رهانتكم كلها أمام صمودنا، وبالمقابل ستقفون إعزازاً واحتراماً لنا، إنها معادلة الحياة التي نحقق فيها التوازن وستنحني كفة الميزان لنا وحق لها أن تنحني، وماثمن أرضنا الممتلئة بالكنوز والثروات التي تعج بها إلا المزيد من دمائِنا ،وسنصب عليها من دمائِنا حتى ترتوي وما ثمن الحرية إلا الدماء ).
قامت حرب ظالمة، فسفكت الدماء، ودمرت البنية، وانتهكت الحرمات ، لإركاع شعب امتلأت صفحاته التاريخية بالمجد، أنها الخطيئة التي ارتكبها النظام السعودي في حق نفسه عندما اسُتخدم كا أداة ،فلا هو يمتلك الأن قرار نفسه ولا حتى يعرف مصيره، ويستمر في التهاوي والسقوط في جرائم لم تحدث على مر التاريخ كا أخر الأوراق التي يقدمها، وبالمقابل ينهض ذالك الشعب الذي يراهنون على ضعفه، في صورة لم يظهر عليها من قبل ويرسم في الحياة بأكملها لوحة قل مثلها من الإباء، ويستفيق فكريا ويعي ماهية وأهداف تلك الحرب ويبادر ليدفع الثمن، إنها الأرض التي لن يُبسط عليها ولن يُنقب فيها عن أي شئ، أنها الارض التي ستنمو فيها من دمائنا مجد اليمن الجديد.
هنا نقدم الصورة التي نريدها أن تصل إلى أذان العدو يوم عيدنا، علهُ يسمع أن سمع، وإلا فمدفعيات الأبطال تمتلك الجاهزية التطويرية المستمرة وهي كفيلة بذلك، ومع الوقت ستحدث بصداها مالم تتوقعونه وستنتهي تلك الأوراق التي تراهنون عليها، وسيعلن الزمن عن مدى كفاءة القوى العادله والمضحية من أجل الحق في هذه الارض، ويُثبّت استحقاقها في الاستخلاف، وماذلك ببعيد، فلا ذبح الاسرى، ولا تمزيق أجساد الأطفال، ولا أشياء لإزلتم تظنون في أنها سوف تنجح معكم، لن تحدث فرق ولن يتغير شئ معها .
تمر الأيام وتتلوها الأعياد وشعب برمته يقف صامدا، وأبطال يقدمون دمائهم رخيصة، وأمهات يستبشرنْ باستشهاد أبنائهن، وأطفال يفتحون أعينهم على الحقيقة ويواكبونها، ومناسبات عديدة ومتنوعة تأتي والشعب في كامل الاستعداد لها، ويبقى العيد بتفاصيله والابطال باستعدادهم وتضحياتهم، والجبهات بجهوزيتها وقوتها، ورسائل التأديب ترسل، واللوحة الفنية القيمة تُنحت لشعب الصمود على جدار التاريخ والعالم على مرأى ومسمع من ذلك، فهل ستستفيق دول الصراع على اليمن من تلك الوحة وتسحب رهاناتها، أم ستستمر في خيباتها؟!