دور الحج في بناءِ الأمة
إب نيوز ٢٢ يوليو
زينب الحسن
شرع الله الحج إلى بيته الحرام؛ وجعله ركناً من أركان الإسلام ، لما له من دورٍ كبير في بناء الأمة ووحدتها، فقد حث الله سبحانه المسلمين على الوحدة وجمع الكلمة، قال تعالى: (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا…..))سورة آل عمران
وفرض الصلاة وحث على صلاة الجماعة؛ ليلتقي المسلمون على طاعة الله ورسوله، وشرع لهم الجمعة؛ ليلتقي من لم يلتقي في الصلاة ،وفرض الحج ؛ ليلتقي من لم يلتقي في الجمعة؛ لإنه العبادة التي تبني الأمة وتعمل على وحدة صفها، وجمع كلمتها على منهج الإسلام القويم، ولملمةِ شتاتها، وربى صدعها، وتحديد بَوصلتها نحو عدوها الحقيقي، وحل مشاكلها، وتوحيد موقفها ضد أعداء الله وأعدائها من اليهود والنصارى؛ لما له من عبر لا يعلمها إلا من حج واستشعر كل معاني الحج الحقيقية.
إن الأعداء عرفوا مقدار خطورته عليهم، وفهموا آيات الله الفهم الصحيح الفهم الذي جعلهم في خوف من إقامة هذا الركن الأساسي في الدين، الذي فيه اعلن الله الحرب عليهم، والبراءة منهم في محكم كتابه الكريم الذي أنزله على رسوله الأمين، وبلغه إمام الأوصياء علي بن ابي طالب_عليه السلام_ في يوم الحج الأكبر، قال تعال: (( وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَـمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ))
من سورة التوبة- آية (3)
وها قد عادت خير ايام الله، وأطل علينا موسم الحج، موسم التزود من نفحات الله، الموسم الذي يقضي فيه المسلمون ركن من أزكان الإسلام ، لكنه عاد بشكلٍ مختلف نعم ، مختلف مختلف جداً، لا يستطيع المسلمون أن يؤدوا فيه مافرضه الله عليهم، ليس عصياناً منهم، ولا جحود، إن أرواحهم تكاد تحترق شوقا، وأفئدتهم تكاد تطير حباً وشغفا، وقلوبهم تنتظر الموسم لهفةً وعشقا، لكن هناك من بدد أحلامهم، وناثر آمالهم، ومنعهم من تحقيق أهدافهم لأداء مناسك الحج خدمة لأعداء الإسلام، وتأمراً على المسلمين.
إنهم حكام الجور، وسلاطين الضلال ، وأرباب النفاق والمكر القائمين على الحرمين الشريفين، الذين يسعون جاهدين في تنفيذ خدمات الشيطان الأكبر ، في الصد عن بيت الله الحرام، والتآمر على كل ما من شأنه جمع الأمة ووحدتها ؛ لأنه الركن الذي يسبب خطراً عليهم ويخيفهم ؛ لما له من دلالات تبين هوية المسلم الحقيقية التي تجعل من المسلمين جسداً واحداً موحدا، وهذا اكثر شيءٍ يزعجهم ويرعبهم.
فقد سلطوا على هذه الأمة من أدعيائها من بغى وتكبر عليها كاملةً، حيث تمادوا في ظلمهم وطغيانهم ومنعوها من شعائر الله، وصدوها عن البيت الحرام ظلماً وعدوانا ، متآمرين على الدين، ومحاربين للإسلام وهم محسوبون على الإسلام؛ خدمة للأعداء وتنكراً لأوامر الله، وتنفيذاً للمشاريع التأمرية التي تحيكها الصهيونية العالمية ؛ من أجل منع المسلمون عن هذه الشعائر التي تزعجهم وتقض مضاجعهم لانهم عرفوا قيمتها اكثر من المسلمين انفسهم حسب ما وضحه الشهيد القائد/ السيد حسين “سلام الله عليه”
أحسوا بخطرها عليهم، وعملوا بكل قواهم من أجل محاربتها، واليوم ينجحون بسبب حكام الجور ورعاة الفساد الذين صدوا عن المسجد الحرام وماهم أولياؤه قال تعالى: (( وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْـمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَـمُونَ )). سورة الأنفال- آية (34) ، لكن لن يستمر هذا التمادي، ولن يدوم هذا الطغيان، ولن يبقى آل سلول مادام أبطالنا لبوا نداء الله في كل مواقع الشرف والبطولة، فالله ناصر جنده وحامي بيته وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.