عـيدٌ ورحيق شهيد
إب نيوز ٢٢ يوليو
إلهام الأبيض
رياض الشهداء وروح الزائرين
لغة الأرواح التي تلوذ بها أرواح الزائرين مع شهدائهم ،في زيارة عيدية لعل الأفئدة تُروى من ضمئ الاشتياق لهم ورحيق الحنين التي تعزفه مشاعرهم ، من روح أم تلوذ عشقاً وحباً واشتياقاً لفلذة كبدها ، تجلس بجواره وتبدأ بالحديث مع ابنها وكأنه يرد عليها ويجيب ويجبر بخاطرها، وتنتهي من هذه الزيارة بتمتمة في فؤادها لله انت ياولدي لقد وهبتك ورضيت عنك.
وفي زيارة بنت الشهيد وابنه وهم في زيارة لوالدهم بقلبٍ حزين مفقم بأوجاع الأيام التي يعيشونها بدون أبيهما ، وبقربهم منه كي لايسمع احدٌ كلامهما له يقولون: لقد فاض الحنين والشوق تعدى حدوده ، فقد طال الغياب يا أبي من يكفكف دمعتي ،وإليه أحكي لوعتي ، إلى من أجري ليحتضن لهفتي ومن يشارك فرحتي بعيدي ، ويرحلون من هناك آخذين عبير عطره في زوايا جوارحهم.
ومن بين الزائرين لفتت إنتباهي فتاة في عمر الزهور تحتضن صورة اخيها تتكلم بصوت خافت تقول :الشوق تجاوز الصبر و الحنين لك بدَّل طعم الحياة بروحي ،فقد جاء عيدي وأنت هنا وأنا هناك ، لكن روحي في هذا المكان تجول وتقول ليت الأيام تمهلت وجعلتني يارب حتى جعبته ، ، وخرجت منها قائلة يارب نالوا ماتمنوه يارب حقق للفؤاد مُناه.
وأبا الشهيد الذي كان صوتهُ يملؤ أرجاء المكان وإخوة ومع ثلةٍ من الرفاق يعاهدون روح الشهيد على العهد الذي بينهم ،ومواصلين مسيرهُ الذي بذل نفسه ودماءه فيه.