وما يمكرُون إلا بأنفسهم
إب نيوز ٢٢ يوليو
فاطمة محمد المهدي
للعام الثاني تقريباً يصدر النظام السعودي قراراً بمنع فريضة الحج ، والأسباب منها المجهول ومنها المعلوم ، منها كورونا ، ومنها زورونا في بلاد الحرمين تجدوا ما يسركم من أصناف التجمعات ونوادي وملاهي المجون والخلاعات والمعاصي والمراقص ، دون خوف من كورونا أو غيره ، والواضح والمعلوم أنه جزء خطير من المؤامرة الصهيونية والماسونية ضد الإسلام لا أكثر ، وتعطيل هذا الركن من أركان الاسلام ، وأخطر ركن يخشاه اليهود وأحفاد الخنازير والقرود ، ومنهم آل سعود الذين ولعقودٍ أو ربما قرون ، اختبأوا تحت العبايات والعقالات ، واللحى والاسلام المزيف ، ساعدتهم في ذلك وكما هو معلوم للجميع ، “بريطانيا” الحاضنة والولادة الكبرى للماسونية والصهيونية وأخواتهما.
ما الذي يخشاه هؤلاء أعداء الله والدين والخير في الحج ، وخصوصاً في هذه المرحلة ، مرحلة الصحوة وامتداد رقعة محور المقاومة ، وظهور حركة أنصار الله وصرختها ، وانفجار تيار المقاومة الفلسطينية ، وبدئ خطاب المواجهة الإيراني؟ المدهش في الأمر أن الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي ، تحدث عن هذا الجزء من المؤامرة قبل 19 عاما من اليوم ، وهذه مقتطفات من نبوءاته التي تحققت كما وصفها :
– (معنى هذا بأن هذا الموقع وهذا البيت ، الحج والبيت هما محط مؤامرة من قبل بني إسرائيل ، وفعلاً ، لهم موقف منهما من زمان وما زالوا مستضعفين فما بالك الآن وهم في زمن قوة).
– (فعندما يتجه بنو إسرائيل إلى المؤامرة على الحج على البيت فلعدة اعتبارات لديهم : كراهية لهذا البيت ، كراهية لمن هم مرتبطون بهذا البيت من بني إسماعيل ولإسماعيل ،كراهية لأثره المهم بالنسبة للمسلمين. أنه يعتبر معلماً يبرهن أن هذه ما تزال أمة واحدة).
-( … وكل سنة يفتعلون شيئاً فيما يتعلق بالكعبة يقولون : قد حصل وباء أو حصل كذا من كثرة الازدحام ، إذاً قللوا العدد قللوا العدد .. حتى يصبح الحج قضية لا تعد محط اهتمام عند المسلمين أو في الأخير يوقفوه)
_(لو نقول لكم الآن بأن إسرائيل بأن اليهود والنصارى يخططون للإستيلاء على الحج ، فقد تقولون: مستحيل.
_(اليهود يفهمون قيمة الحج أكثر مما نفهمه، اليهود يعرفون خطورة الحج وأهمية الحج أكثر مما نفهمها نحن ، ما أكثر من يحجون ولا يفهمون قيمة الحج ، الحج له أثره المهم، له أثره الكبير في خدمة وحدة الأمة الإسلامية ، ألم يجزئوا البلاد الإسلامية إلى دويلات ؟ إلى خمسين دولة أو أكثر؟ وجزأوا البلاد العربية إلى عدة دويلات ؟ لكن بقي الحج مشكلة ، ففيه يلتقي المسلمون من كل منطقة إذاً ما زال الحج رمزاً لوحدة المسلمين ، ويلتقي حوله المسلمون ، ويحمل معاني كثيرة جداً ، لو جاء من يذكر المسلمين بها ستشكل خطورة بالغة عليهم ، على الغربيين ، على اليهود والنصارى.
ولهم نصوص نحن نقرأها نصوص من وزراء منهم ومفكرين منهم يتحدثون عن خطورة الحج وأنه يجب أن يستولوا على الحج، وأنهم يجب أن يهيمنوا على هذه البقعة).
إن منع الحج ، وتعطيل أهم ركن من أركان الاسلام ، هو جزء خطير كما قلنا ، من اجزاء وفصول المؤامرة على الاسلام ، سبقها الكثير من الأجزاء ، منذ قرن واكثر ، بدأ بظهور ما يسمى جماعة “الإخوان المسلمين” واستحداث الحركة الوهابية بدعمٍ وإشراف صهيوبريطاني ، وبالتالي ظهور إسلام اللحى والتطرف ، والاغتيالات والقتل والحرق ، والذبح والتفجير والأحزمة الناسفة والإرهاب.
كل ذلك كان مقدمات فقط ، او فصل من فصول المؤامرة ، والتي توجتها أمريكا بإلصاق إسم او صفة الإرهاب بالإسلام ،بينما هي نفسها وحلفاؤها بريطانيا واسرائيل ، أصل الإرهاب عبر التاريخ وهم من صنع تلك الحركات والجماعات الارهابية التي لا تمثل الإسلام أبدا ، بهدف تشويه وتخريب الاسلام ، بغضا للاسلام والمسلمين ، وخوفا من زوالهم ، زوال الطاغوت الصهيوني وحماته ، لأنهم يعلمون تماما ،سواء مما ورد في التوراة والانجيل ، او مما جاء به القران الكريم ، أن زوالهم سيكون على أيدي المسلمين ، وتحت راية آل البيت الذين فتح جدهم الامام علي خيبرا ، واقتلع بابها بيده .
ولهذا يحاربون حركات وثورات آل البيت وقاداته ، كالإمام الخميني ، والسيد حسن نصر الله ، والسيدين حسين وعبدالملك بدر الدين الحوثي ، كما حاربوا من قديم ثورات الامام الحسين ، والامام زيد ، وجعل اذنابهم وعبيدهم يروجون دعاياتهم وأحقادهم بل ويشنون حربهم ضد محور المقاومة بحجة ما يدعونه محاربة الشيعة ، وحماية مكة والمدينة ، والدفاع عن السنة ، ومحاربة المد الرافضي والصفوي.
إنه عام كئيب بدون حج ، ولعلها السنة الثانية التي تليها الثالثة من سنوات الحصار والصد عن المسجد الحرام تطابقا مع سنوات الحصار الثلاث التي عاناها نبينا محمد وأهل بيته في شعاب مكة بداية دعوته ، من اجداد هؤلاء الذين يحاصرون محور المقاومة ، ويصدون المؤمنين عن بيت الله الحرام ومدينة رسوله صلى الله عليه وآله ،وهو ايذان بالنصر القريب وتحقيقاً لقول الله عز وجل: ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ).