التفاصيل الكاملة لمؤامرة السعودية وولد الشيخ في مجلس الأمن أمس واجهضها الفيتو الروسي.

 

إب نيوز 4 أغسطس

كانت الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن بشأن اليمن أمس للاستماع لاحاطة المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ الحلقة الأخيرة من المؤامرة التي حاكها لوبي الضغوط السعودية في الأمم المتحدة، في سلسلة بدأت حلقاتها بمسارعة الموريتاني ولد الشيخ لتقديم رؤية سعودية للحل السياسي دعت انصار الله وحزب المؤتمر إلى تسليم السلاح والانسحاب من المدن وتسليمها إلى عبد ربه منصور هادي وزبانيته خلال فترة اقصاها 45 يوما .

تقديم ولد الشيخ للخطة السعودية لم يكن مصادفة على كل حال فقد جاء في خضم حديث متزايد عن رؤية دولية قدمتها الدول الــ 18 الراعية للتسوية، بدت أكثر واقعية وقابلة للتطبيق وعبدت الطريق تماما لحل سياسي بدا مقبولا من سائر الاطراف.

وطبقا لمصادر ديبلوماسية تحدت اليها “المستقبل ” فقد دفعت السعودية وفد هادي برئاسة عبد الملك المخلافي إلى التوقيع على المشروع الذي قدمه ولد الشيخ ومغادرة الكويت، تمهيدا للإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي تاليا إلى مجلس الأمن والتي كانت تستهدف تعبيد الطريق لبيان سعودي قدمه مندوب بريطانيا في مجلس الأمن وجرى تعديله في اللحظات الأخيرة سعيا إلى تمريره عبر المجلس.

دور مشبوه لولد الشيخ

على خلاف تصريحاته طوال الأيام الماضية والتي حاول أن يبدوا فيها محايدا قدم ولد الشيخ في الجلسة المغلقة لمجلس الأمن وفقا لما نشرته وسائل إعلامية موالية للعدوان السعودي كلاما مغايرا حمل فيه الوفد الوطني في مفاوضات الكويت مسؤولية فشل المفاوضات بل وطالب مجلس الأمن للتحرك لإرغام قوى الداخل اليمني التوقيع على الرؤية السعودية التي تبناها ولد الشيخ نيابة عن النظام السعودي للحل السياسي.

وطبقا لوسائل اعلامية موالية لتحالف العدوان السعودي فقد ابلغ ولد الشيخ مجلس الأمن رفض الوفد الوطني الذي يمثل انصار الله وحزب المؤتمر في مفاوضات الكويت، الرؤية التي قدمها بشأن حل الازمة اليمنية وموافقة وفد الحكومة عليها.

وبدت احاطة ولد الشيخ مخططة بين اللوبي السعودي الذي قدم إلى مجلس الأمن مشروع بيان يندد بقرار انصار الله وحزب المؤتمر تشكيل المجلس السياسي ويحملهما مسؤولية اجهاض مفاوضات الحل السياسي وولد الشيخ وكذلك مندوب عبد ربه منصور هادي في مجلس الأمن السفير المرتعش خالد اليماني.
وتقول مصادر ديبلوماسية إن الاحاطة التي ضلل فيها المبعوث الأممي ولد الشيخ مجلس الأمن الدولي بتقديمه معلومات مضللة وتجاهله العراقيل التي وضعها وفد الرياض والضغوط السعودية التي اجهضت الجولة الثانية من مفاوضات الكويت كادت أن تقود إلى إصدار بيان من مجلس الأمن يحمل القوى السياسية اليمنية في الداخل مسؤولية انهيار المفاوضات ومنح النظام السعودي وتحالفه الضوء الأخضر لعدوان أكثر وحشية على اليمن بمظلة دولية.

وتشير المصادر إن خطوة ولد الشيخ واللوبي السعودي سعت إلى تخفيف وطأة الضغوط الدولية على النظام السعودي حيال جرائم الحرب التي ارتكبها في عدوانه الوحشي على اليمن، كما استهدفت قلب الطاولة على الداخل اليمني بعد الانتصارات التي سجلها الجيش اليمني واللجان الشعبية في الجبهات الداخلية والحدودية فضلا عن الانتصار السياسيي الذي تكلل بتوقيع اتفاق تشكيل المجلس السياسي.

موقف روسي قلب الطاولة ..

لكن المشهد تغير كليا نتيجة الموقف التاريخي الذي اتخذه سفير روسيا الاتحادية في مجلس الأمن والذي اجهض ترتيبات تحالف العدوان السعودي البريطاني، في خطوة جنبت اليمن تداعيات سياسية وعسكرية وامنية وخيمة، واشاعت مشاعر ارتياح واسعة النطاق لدى الشارع اليمني وقواه السياسية التي عبرت عن تقديرها للموقف الروسي الاخلاقي والانساني المنتصر لقيم العدالة والسلام في العالم .

ورغم أن اتفاقا كان حصل بين سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن لاصدار بيان بشأن اليمن يؤكد دعم المجلس لجهود الحل السياسي في اليمن وانهاء تداعيات الخيار العسكري، إلا أن التجاوزات التي ابداها اللوبي السعودي لتعديل صيغة البيان دفعت مندوب روسيا الاتحادية في المجلس فيتالي تشوركين إلى الانسحاب من الجلسة ووصف مشاورات المجلس بشأن اليمن بأنها ” غير مسؤولة”.

واعلن الديبلوماسي الروسي العريق تشوركين بعيد انسحابه من الجلسة للصحفيين أن مجلس الأمن كان على وشك اصدار بيان مشترك يؤيد ويدعم العملية السياسية في اليمن، قبل أن يتقرر إدخال نصوص أنانية في البيان الأممي الذي تعثر اصداره نتيجة انسحاب مندوب روسيا الاتحادية من الجلسة التي شهدت تقديم المبعوث الأممي احاطة إلى مجلس الأمن بشان التقدم والعراقيل التي تواجه مشاورات التسوية السياسية في الكويت.

السفير الروسي اكد أيضا إن الجلسة كانت مقررة لاصدار بيان صحفي قبل أن تتدخل إضافات “أنانية” من الوفد البريطاني في نص البيان المطروح للتصويت عليه، مبديا اسفه الشديد حيال وجود اطراف معارضة للوصول إلى تسوية سياسية في اليمن بعد 16 شهر من الحرب.

كشف روسي للوبي السعودي البريطاني …

وتحدث السفير الروسي عن لوبي الضغوط الذي يتدخل في اللحظات الأخيرة لتغير نصوص البيانات المعروضة على مجلس الأمن للمصادقة عليها وقال ” نرى مجدداً، أمرًا قد شهدناه في الأسابيع الماضية داخل مجلس الأمن، فحين نسعى إلى إصدار أمر ما، نرى أن هذا أو ذلك الوفد يحاول إضافة بعض النصوص التي تقلب ميزان البيان، أي أنها تقوم بانتقاد أو مدح ذلك الطرف أو ذاك”… لقد سئمت من ذلك وضقت ذرعاً… ولهذا أغادر المجلس”.
واضاف” نحن اقترحنا بياناً صحفياً والوفد البريطاني اقترح بعض العناصر ذات صلة ببيان صحفي، أتمنى لهم التوفيق في مواصلة المحادثات والتي أرى أنها غير مسؤولة، لأن المجلس كان قاب قوسين أو أدنى من إصدار بيان مشترك يؤيد ويدعم العملية السياسية قبل أن يتقرر إدخال نصوص أنانية، وكما رأينا في السابق، وكما ذكرنا في الأسابيع القليلة الماضية حيث ينتابني الفضول حول ما هي المخرجات النهائية (لجلسة اليوم)… وحقيقة لن أستغرب إذا لم تكن هناك أي نتيجة”.

وعلق تشوركين على الاحاطة التي قدمها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ إلى مجلس الأمن بالقول إن ” ورقة المبعوث الأممي تركز على الجوانب العسكرية وتخلو من الترتيبات والرؤية السياسية … لهذا السبب “لم نتفاجأ” بأن الحوثيين وصالح مضوا بعيدا عن ذلك المقترح. في إشارة إلى الاتفاق الذي وقعه انصار الله وحزب المؤتمر لتشكيل المجلس السياسي.

واضاف” لقد كان حوار صعبا للغاية وذلك لأن المحادثات اليمنية انهارت، لكن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، متفائل على الدوام ومجتهد جداً، ويواصل جهوده.. في الواقع، ولد الشيخ بعث فينا الطمأنينة بأن اتصالاته ستستمر، وقال إنه عازم على مواصلة جهوده لأجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

ولفت إلى أن هناك “بعضا من سوء الفهم وأعتقد أنه كان واضحاً في سياق تلك المناقشات، لأن الكثيرين، بما في ذلك نحن، تلقينا أخباراً من الكويت أن ولد الشيخ وضع على طاولة المفاوضات مقترحاً يتعامل فقط مع الأمور العسكرية للوضع القائم، وهي تؤكد على ضرورة قيام الحوثيين وأتباع صالح بإلقاء السلاح والانسحاب من المدن، وبأن النصوص السياسية كانت غير معروضة (في الرؤية)… طبعاً، لم نتفاجأ فيما يخص ما طرح آنفاً، أي بأن الحوثيين وصالح مضوا بعيداً عن ذلك المقترح.

وطبقا للسفير تشوركين فقد صدرت تقارير أخرى مفادها بأن المحادثات (في الكويت) شهدت انهياراً جديداً، لكنه (ولد الشيخ) أكد لنا بأن رؤيته للعمل تصب نحو تسوية شاملة، مضيفاً أنه لم يكشف علناً عن الجزء الخاص المتعلق بالشؤون السياسية من حزمة التسوية… لكن دعوني أقول لكم، إنه أمر محزن أنه بعد 16 شهراً من الحرب لا تزال هناك تحديات ومشاكل خطيرة وأحياناً يشعر المرء أن هذا أو ذلك الطرف خارج مزاج الوصول إلى تسوية سياسية، وهذا أمر مؤسف للغاية، وكما أبلغنا اليوم، فإن الكلفة الإنسانية للحرب ضخمة وهي حرب منسية، طغت عليها الصراعات الأخرى في المنطقة، لكن لا يمكن مقارنة معاناة الشعب بأي شيء آخر نتحدث عنه في مجلس الأمن.

حصيلة ..

مؤامرة اللوبي السعودي وولد الشيخ لم تستمر طويلا، إذ سرعان ما عادة وفد حكومة الرياض إلى الكويت لاستكمال المشاورات فيما ابلغ ولد الشيخ اعضاء المجلس في نهاية الجلسة أن خطة للحل السياسي لم تكن فقط الجزء الأمني والعسكري الذي وقعه وفد الرياض بل جزئين والجزء الثاني على حد زعمه متعلق بالجانب والسياسي واخفاه وربما نساه في جيب بدلته الداكنة.

You might also like