سأكتب وحروفي شامخة
إب نيوز ٢٥ يوليو
نوال عبدالله
حبستني أفكاري بين جداران الصمت لاأدري لماذا! وفجأة جاءوا بإبرة تُستخدم للتطريز، تم غرسها في وسط لساني، وبماء حار اشتدت سخونته تم رشه بين أصابعي، وعلى رأسي شُنت ضربات فتت مُخيلتي للحظات، بعدها تم غرس مسامير صُلبة بين أصابعي العشرة ثم سمعت صوتاً جهيماً قائلاً: لاتحاولي أن تكتبي مرةً أخرى اتركي الحروف واعتزلي القلم، ولا تفكري ولو مجرد تفكير أن تكتبي عن الحرب وظلامها، أو عن الحق وقضيته العادلة، اصمتي ولا تتكلمي تفرجي على الأحداث ولاتنطقي وتتفاجئي، أنظري للأشلاء وابتسمي وإلا سوف تندمين حين تعودين للكتابة.
قاتلك سيكون مجهول وسيتم إذابة جسدك بمواد مصنعة وعلى النهر الجاري ستُرمى جثتك الذائبة..
نريد ردك في الحال هل ستعودين للكتابة؟!
هذا أنا أُبادر في الرد بكل شموخ وهمة ًعالية، لا أبالي بتهديداتهم المتوحشة، لأن سلاحي ذو حدين فحروفي ستكون عليكم قنابل متعددة الانفجار، وأقلامي سيوفاً حادة تقطع دابركم، وأسقيكم من حبرها سماً لادغاً فتاكاً، هذه حروفي قد أطلقت سراحها، وقبل أيام روضتها كيف تسير بدوني لأني أعلم علم اليقين بنواياكم الخبيثة، فلن يستطيع الظلم ولا الباطل إيقافي عن الكتابة حتى آخر نفس ينبض به وريدي وشرياني.